أحمد الدوابشة.. ماذا عن الخطوة التالية ؟

مع أنه لا شكر على واجب، إلا أننا نشكر كل مَنْ كان له دور في الترتيب لزيارة الطفل أحمد دوابشة، إلى حيث نادي ريال مدريد الإسباني، واللقاء مع النجم العالمي السوبر رونالدو.
عندما نشكر أصحاب الأيادي البيضاء، لا سيما الذين كان لهم شرف الترتيب للزيارة، فلأنها حققت أهدافها العظيمة والسامية. لقد كان للزيارة الأثر البالغ والكبير في الكشف عن الوجه القبيح للاحتلال، ولسوائب مستوطنيه، الذين أفرغوا كل ما في جعبتهم من حقد أسود ودفين، ومارسوه بكل ما أوتوا من سادية تجاه عائلة الدوابشة، فحرقوا الطفل الرضيع، علي وأبويه، ولم ينج من سعار المستوطنين المُنفلتين سوى أحمد دوابشة، ابن الخمسة أعوام.
إن زيارة الناجي الوحيد من المحرقة، أحمد دوابشة، لنادي ريال مدريد ولقائه مع رونالدو، سلّط المزيد من الأضواء على همجية الاحتلال، وعلى العقلية الإجرامية، التي تعتصم بها الدولة العبرية. لقد توسعت محطات التلفزة والصحافة، بأنواعها، في معالجاتها وتغطياتها للزيارة، فجاءت على ذكر المحرقة، بكافة أبعادها وتفاصيلها وحيثياتها، وهي خطوة بالغة القيمة والأهمية، لأنها أماطت اللثام عن المزيد من العقلية التدميرية المُمنهجة، التي تدمغ وتصبغ الاحتلال، وكل ما يتفرع عنه من أدوات وأعوان، وفي مقدمتهم قطعان المستوطنين.
زيارة أحمد دوابشة لريال مدريد خدمت القضية الفلسطينية، من دون أدنى شك، وسلّطت الأضواء على مدى الظلم، الذي يقع على كاهل الشعب الفلسطيني، بسبب ممارسات الاحتلال اللاأخلاقية، ويكفي للتدليل على سلامة هذا المنطق تبصير الغرب الأوروبي بعدوانية الاحتلال وشراسته وعبثه وعسفه، وحبذا من الذين بادروا إلى ترتيب الزيارة، وفي مقدمتهم اتحاد الكرة، وسفارة فلسطين في مدريد أن يعززوا من قيمتها وفوائدها، الجمّة، بفيلم وثائقي، يرصد تفاصيلها من الباب إلى المحراب، كي تكون هذه الخطوة المدروسة، بعناية، متكاملة الأركان.