شريط الأخبار

بين القلم والمنصب

بين القلم والمنصب
بال سبورت :  

كتبمحمود السقا- رام الله

"يذهب المنصب ويبقى قلم الصحافي"، هذه العبارة ليست لي، ولا هي من بنات افكاري، بل هي للكاتب المصري اللامع والكبير والمُلقب بالاستاذ الراحل، محمد حسنين هيكل، الذي ترجل، مؤخراً، بعد مشوار صحافي حافل بكل أطياف والوان الابداع على مدار عشرات العقود.
عبارة المرحوم، مارسها قولاً وفعلاً وسلوكاً، عندما غادر، مُكرهاً، صحيفة الاهرام، بقرار من الرئيس انور السادات، لأنه اختلف معه.
الكل توقع ان ينطفىء نجم هيكل المتوهج، لكن الايام أثبتت ان القلم الموهوب والمبدع والسيال، لا يستسلم ولا يستكين، حتى وإن ذهب المنصب، فرحلة عطاء الاستاذ زادت وتائرها لمجرد ان غادر الاهرام، ذلك انه نزع باتجاه التأليف، والكتابة في كبريات الصحف العالمية.
يذكر بعض المقربين من هيكل ان الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا ميتران، قام بزيارة رسمية لمصر، وعندما استمزج رأيه في البرنامج المقرر له، طلب لقاء محمد حسنين هيكل، وهنا تدخل الرئيس السادات وقال: لقد عزلته عن الاهرام، فرد الرئيس الفرنسي أعرف ذلك، لكنني ارغب بلقائه والسلام عليه.
هذا درس بليغ لكل مَنْ يزدري أصحاب الاقلام الموهوبة، فيحاول تقزيمها وتحجيمها او التقليل من تأثيرها ودورها في النهوض بالمجتمعات.
القلم الموهوب والقادر على الاضافة والاثراء والعطاء بالضبط مثل العملة النادرة، ينبغي احترامها وتبجيل اصحابها، لأن دورهم ليس فقط ريادي بل محوري ايضاً، فهم الذين يشكلون وعي الناس، وهم الذين يؤثرون في توجهاتهم، وهم الذين ينشرون الثقافة، التي تساعد الشباب والرياضيين على التفاعل الايجابي والبناء مع محيطهم ومجتمعهم.
المناصب، مهما كان بريقها واضواؤها مُبهرة، الا انها ما تلبث ان تتلاشى وتتوارى وتتبدد، وتصبح أثراً بعد عين، بينما القلم الموهوب، يبقى حاضراً ومؤثراً، وينبض بكل ما هو عظيم القيمة والشأن.

مواضيع قد تهمك