يُقال:كل شيء يبدأ صغيراً، لكنه ما يلبث أن يصغر الا الحزن، فإنه يبدأ كبيراً، لكنه يبدأ بالتراجع حتى يصغر، وصولاً إلى حدّ التلاشي والتواري والاختفاء.
ماراثون فلسطين الدولي/بيت لحم 2016، بدأت فكرته صغيرة، لكنها ما لبثت أن كبرت وترعرعت حتى أصبحت فكرة رائدة ورائعة وهائلة أيضاً، أنها بالضبط مثل كرة الثلج، التي تتضخم طالما أنها تتدحرج.
انطلقت الفكرة العام 2013، وبادرت اليها مؤسسة دنماركية اسمها «الحق في الحركة»، أي من حق الفلسطينيين بالحركة في وطن آبائهم وأجدادهم، بعيداً عن معيقات وحواجز الاحتلال اللعينة، وجدرانه العنصرية الكريهة، التي تنم عن عقلية سادية مفطورة بالتلذذ على عذابات الآخرين، من خلال التنغيص عليهم، وحشرهم في كانتونات ومعازل.
ماراثون فلسطين الدولي، بدأ بستمائة مشارك، لكنه الآن يستقطب آلاف المشاركين. حتى موعد كتابة هذه السطور، فان عدد الذين اكدوا مشاركتهم ثلاثة آلاف عداء وعداءة، بخلاف عدائي المحافظات الجنوبية، وعددهم 750 عداءً، وهم يُمنون النفس ان يحالفهم الحظ بالمشاركة في منافسات الماراثون، وقد شاركوا في العام الفائت، وكانت لهم الكلمة العليا واليد الطولى، من خلال الاستحواذ على مسافاته الثلاث، 10 كم، 21كم، 42,195كم.
مؤشرات نجاح الماراثون في نسخته الرابعة، المقرر انطلاقها مطلع الشهر المقبل، وتحديداً يوم 1 نيسان، كثيرة ومتعددة لعل أبرزها: الشركات الراعية، فقد تضاعف عددها بحيث أصبحت أربعاً وهي: جوال، بنك فلسطين، كوكا كولا، شركة النخيل للتمور.
جديد الماراثون كثير ومتعدد، لكن أبرزها مشاركة عدائين كينيين مرموقين. لو كنت في موقع المسؤولية لسعيت جاهداً من أجل استقطاب أشهر عدائي الماراثون في العالم، والمقصود، هنا، الإثيوبي "جبراسيلاسي".