شريط الأخبار

عظيم أنت يا شعب الجزائر

عظيم أنت يا شعب الجزائر
بال سبورت :  

كتب محمود السقا- رام الله

الحدث الذي طغى عما سواه في اليومين الماضيين، لا يخرج عن إطار اللقاء التاريخي الكروي، الذي جمع منتخبي: فلسطين والأولمبي الجزائري، سفير إفريقيا لدورة الألعاب الأولمبية في البرازيل. مشاهد عظيمة وحافلة بالدلالات حملتها تفاصيل اللقاء، الذي آل لصالح فلسطين بهدف دون رد، لعل أبرزها: انفجار ينابيع الحب والصدق والإخلاص والطُهر، التي انسابت بعذوبة، وكان مسرحها ملعب 5 جويلية، واختيار هذا الملعب، الذي امتلأ عن بكرة أبيه، لم يأت بالصدفة، ولا بعفو الخاطر، بل تم اختياره، لأنه يحمل معاني النصر المُبرز والمُبين على الاحتلال الفرنسي، الذي جثم على صدر الأهل والأحبة في الجزائر لما يربو على قرن كامل.

لا أرغب عبر هذه الوقفة ان أُقلب في صفحات الشقين: الفني والتكتيكي، على أهميتهما، ذلك ان "الفدائي" كان بحق متكاملاً ومتوازناً وديناميكياً، بل وجدت ان من المناسب ان أضع بين يدي القارئ العزيز خلاصة ملاحظاتي ومشاهداتي على ان أعود، إن شاء الله، للحديث عن اللقاء، فنياً وتكتيكياً.

لقاء المفاجآت، إذا جاز التوصيف، حمل في ثناياه مجموعة من الرسائل السامية والنبيلة، ويصطف في مقدمتها: ان فلسطين وقضاياها العادلة ما زالت تتبوأ مركزاً رفيعاً في نفوس الشعوب العربية قاطبة، وعلى وجه الخصوص لدى الأشقاء الجزائريين، أبناء هواري بومدين، واحمد بن بيلا، والثائرة العظيمة، جميلة بوحيرد، وإلا بماذا نُفسر حرص ما يزيد على ثمانين ألف متفرج حضروا لقاء وديا بعيداً عن التنافس النقطي؟

أليست هذه اللفتة الجميلة رسالة قوية في معناها ومبناها وموجهة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ان فلسطين ستبقى حاضرة في الذاكرة الجمعية العربية؟ من المفاجآت الأخرى، التي لفتت انتباه الجميع ان الجماهير الجزائرية، انحازت لمنتخب فلسطين، وليس لمنتخب بلادها، وأنها كانت تطلق صافرات عدم الرضا ضد هجمات منتخب "الخُضر".

الوجه الآخر من لغة المفاجآت، تجلى في الحضور المُكثف للعنصر النسوي، وكان يُلوح بالأعلام والرايات الفلسطينية. عظيم أنت يا شعب الجزائر، لقد أعدت لفلسطين روحها الوثابة، وأكدت بالدليل ان أبناء فلسطين ليسوا وحدهم.

مواضيع قد تهمك