شريط الأخبار

الظهور عارياً

الظهور عارياً
بال سبورت :  

كتب محمود السقا- رام الله

الزعامة تحتاج إلى بذل وعطاء وجهد مُضاعف وموصول، مثلما تحتاج إلى تضحيات جسام وسهر ودأب وتفانٍ، ألم تقل العرب في محكياتها: "إنك لا تجني من الشوك العنب"؟

وألم يقل شعراء العربية "لا بد للشهد من إبر النحل"؟ إصابة الزعامة، والتفرد والتميز، شيء عظيم القيمة والمكانة والمنزلة، ولكنه يحتاج إلى عزائم قوية وإصرار كبير.

أكتب هذه العبارات، وأنا أطالع إلى أين وصل الحال بفريق مغمور، وكان أسيراً للظل، ويتذيل لائحة الدوري، لكنه تسلح بالإرادة والإصرار، فأصبح شيئاً مذكوراً، وأصبح اسمه يتردد على كل لسان، والمقصود، هنا، فريق "ليستر سيتي"، الذي يتبوأ، حالياً، قمة لائحة الدوري الإنكليزي، الأكثر إثارة وندية، والأغنى سعراً وقيمة، على مستوى العالم، وبفارق مُريح، يصل إلى 5 نقاط عن أقرب مطارديه وهما: "الأرسنال" 48 نقطة و"توتنهام هوتسبير" 48.

فريق كان يتهدده الهبوط وينجو، بأعجوبة، في الموسم الفائت، ويقفز إلى سدة اللائحة في المرحلة الخامسة والعشرين، فريق يستحق التحية والتقدير، وبالقدر نفسه، يستحق مدربه الإيطالي "رانييري" كل الاحترام، ولقد أثبت هذا المدرب، الكهل، أن "الدهن في العتاقي"، وأن الخبرة لها وزنها وثقلها ومعادلاتها وحساباتها في عالم الكرة المثير.

نجاحات فريق ليستر جعلته حديث البريطانيين، مجتمعين، وعلى وجه الخصوص الأسرة الكروية، ودفعت أفضل مقدم برامج في إنكلترا، جاري لينكر، وهو الهداف الدولي المرموق، أن يقطع عهداً على نفسه، من خلال برنامجه في تلفزيون "بي.بي.سي" بالتجرد من ملابسه، باستثناء الداخلية، إذا أفلح فريق مدينته في الفوز بكأس الدوري، وفي تقديري إن ما بادر إليه ابن مدينة ليستر سيتي، يندرج تحت بند الوفاء والانتماء، أولاً، ومن بعد ذلك التحفيز والحضّ، كي يعتلي الفريق، منصة التتويج، في نهاية المطاف، وهو المتواضع الإمكانيات، مادياً وبشرياً، قياساً ببقية الفرق بالغة الثراء.

لقد ضرب فريق ليستر سيتي أروع الأمثلة وأرقاها في البذل والعطاء والجدّ والاجتهاد، وأثبت أن الإرادة والتصميم، تتغلبان على المال والنجوم والشهرة.

مواضيع قد تهمك