شريط الأخبار

أبطال الرياضة أدوا واجبهم في ساحة الميدان

أبطال الرياضة أدوا واجبهم في ساحة الميدان
بال سبورت :  

تقرير – أحمد المشهراوي / لم يتوان الرياضيون الفلسطينيون على اختلاف فئاتهم وانتماءاتهم في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عن دفع ضريبة الدم فداءً لأرضهم التي عشقوها وعشقتهم ، والتي لطالما ارتوت بدمائهم الزكية وتعبقت بأرواحهم الطاهرة .

ولقد كان للرياضيين الدور الفاعل والبارز في تنفيذ العديد من العمليات العسكرية المسلحة مستفيدين من لياقتهم البدنية وقوة أجسادهم وحب الانتماء وروح التضحية والبذل الذي رسخته غايات الرياضة السامية .

وكما كان للرياضيين الشهداء مكانتهم في احراز البطولات والميداليات فلقد كانوا نجوم ميادين الجهاد والعزة ، فضمت الأرض الحنونة بين جنباتها ما يقارب 225 شهيدا وأكثر من ألفي جريح تسبب بعضها في اعاقات وعاهات مستديمة ، ونحو 700 أسيرا .

 

كمال … التحدي والفداء

ولقد كان في مقدمة الرياضيين الشهداء الحكم الدولي كمال سالم ابن مخيم طولكرم الذي سقط وهو يؤدي واجبه الوطني والانساني أثناء قيامه باسعاف الجرحى الذين تصدوا للقوات الغازية .

كمال سالم " 36 " ربيعاً بدأ مشواره الرياضي وهو فتى لا يتجاوز الخمسة عشر عاما في فريق شباب طولكرم بالمخيم وانتقل عام 1995 الى التحكيم ، قبل أن ينال الشهادة الدولية عام 98 من ماليزيا ، فهو لم يغب لأن روحه الطاهرة ظلت تحلق فوق ميادين التحدي والفداء لتبقى حكماً على شراسة الأعداء .

 

عداء فلسطين نحو الشهادة

محمد أبو جاموس ذاك الفتى اليانع ، الذي تسابق الى ميدان العلا كما تتسابق الأسود نحو فرائسها ، تاركاً خلفه زوجته الصابرة عندليب عبد الكريم أبو عطايا الذي تزوجها قبل ثلاثة أشهر من شهادته .

محمد ابن الحادي والعشرين ربيعاً يعتبر من أفضل العدائين الفلسطينيين ، فلقد حقق المركز الأول على مستوى فلسطين في سباق " صبرا وشاتيلا " لمسافة ثمانية كيلو متر في الذكرى الثامنة عشرة للمذبحة التي حملت اسم المسابقة وارتكبها جزار الحرب الحالي ارئيل شارون في سبتمبر من عام 1982 .

و لم يتخل محمد عن دوره الجهادي وهب مسرعاً نحو الشهادة صباح التاسع من يناير عام 2002 حيث اقتحم مستوطنة " كارني شمرون " جنوب رفح على الحدود مع مصر برفقة الشهيد مازن بدوي ليقتل أربعة من الجنود الأسرائيليين المدججين بالسلاح ويصيب العديد منهم .

وعن ذلك تقول زوجته "عندليب أبوعطايا" ابنة التاسعة عشرة أن أمنيته كانت نيل الشهادة في ميادين العزة والفخار .

 

ماهر … الدفاع عن ثرى الوطن

ماهر عبيد اسم تلألأ في سماء مخيم جباليا ، مخيم الثورة والعنفوان ، فهو من أبرز عناصر الحركة الرياضية ، تصدى لقوات الاحتلال وهو يعلم أنه يواجه الموت .

حصل شهيدنا على الحزام الأسود في لعبة الكراتيه وكان من أوائل لاعبي القطاع في لعبة الدفاع عن النفس ، الأمر الذي منحه القدره للدفاع عن أرضه ضد المحتل الغاشم ، وتقول خالته التي ربته منذ كان رضيعا بعد وفاة والدته أن ماهر كان عنواناً للتضحية والفداء … وكان يردد دائماً أناشيد الشهادة والاقدام .

 

شاكر … شاهد على فظائع الاحتلال

خليل الرحمن التي تشكو ظلم الظالمين … وعدوان المستوطنين ليلاً ونهاراً ، كانت في الثاني عشر من يناير عام 2001 على موعد مع جريمة جديدة استهدفت لاعب نادي أهلي الخليل بكرة القدم شاكر فضل حسونة ، الذي تصدى بصدره العاري لقوات الاحتلال الاسرائيلي ، ليسقط شهيداً قبل أن يقوم جنود الاحتلال بجر جثته في مشهد يندى له الجبين أمام عدسات وشاشات التلفزة العالمية .

 

احمد محمد نايف

لعبة بناء الأجسام كانت واحدة ممن أنجبت الشهداء على مذبح الحرية والفداء ، فقدمت في التاسع والعشرين من مارس عام 2002 ابناً باراً ومخلصاً بأمته ووطنه هو الشهيد أحمد محمد نايف من مدينة غزة ابن الثالثة والعشرين الذي اقتحم مستوطنة " نيتساريم " عاجل المستوطنين بطعنات سكينه .

لقد ترك أحمد خلفه زوجته وطفلتين لم تتجاوز كبراهم العامين ، والصغرى أتمت شهرها الثاني وقت استشهاد والدهما ، حيث آثر درب الشهادة على الأولاد والزوجة .

 

جميل وابراهيم …موعد مع الشهادة

وفي حقل التدريب كان للشهادة نصيباً بارزاً ، حيث جاد مدرب منتخب فلسطين لكرة اليد بدمه الطاهر ، وهو يذود عن حمى الوطن عند الساحل الغربي لمدينة غزة متصدياً للاعداء ، انه الشهيد جميل سميح الصباغ " 35 عاما " الذي عاد الى أرض الوطن في العام 1995 بعد حصوله على عدة دورات تدريبية وتحكيمية كان آخرها وأهمها دورة المدربين المتقدمة بكرة اليد من معهد لايبزج في ألمانيا . وعلى مقربة من مكان استشهاده كان الشهيد ابراهيم يوسف أبو شرار " 27 عاما " نجم نادي التفاح الرياضي يبذل روحه رخيصه في سبيل الوطن الغالي فضمته الأرض الى صدرها ، وعبقت رياضي " يافا وحيفا وعكا بزهر برتقالها الفواح وشهد عبيرها الأخاذ .

العملية الجريئة التي نفذها إبراهيم حسونة أدت الى اعلان الوفد الأمريكي اليهودي الذي يعتبر من أكبر الوفود عن الغائه المشاركة في المكابية بسبب الأوضاع الأمنية ، وقد أثار هذا الاعلان جدلا حادا دفع اسرائيل الى ممارسة ضغوط شديدة على الوفد الأمريكي للمشاركة والبروز كمركز حضاري وثقافي وتربوي للجاليات اليهودية في العالم الرافضة لقدوم وزيارة الأراضي التي تحتلها اسرائيل .

 

الفتى كاشور … وعهد الدم

ولم يبخل الشهيد الفتى تامر كاشور ابن مدينة القدس والذي تربى في أزقتها القديمة بدمه الى جانب اخوانه السابقين من الشهداء في الوفاء بعهد الوطن وأمانة الانتماء فارتقت روحه الى علياء المجد والخلود في ساحات المسجد الأقصى المبارك .

 

اللواء أبو حميد … قسم وعهد

وفي خضم هذا المعترك المقدس لا يفوتنا ان نستذكر الشهيد اللواء أحمد مفرج قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في جنوب قطاع غزة والذي سقط قابضاً على سلاحه في أرض المعركة بمحافظة خانيونس ، حيث كان على رأس مقاومي قوات الاحتلال التي اجتاحت بلدة عبسان في الثامن من اذار 2002 ، فسقط معه 16 شهيدا، ولمن لا يعرف اللواء مفرج المعروف " بأبو حميد " فهو أحد أبرز لاعبي كرة السلة الفلسطينية ضمن صفوف المنتخب الوطني في الخمسينيات والستينيات وسبق له المشاركة في البطولة العربية الأولى في الاسكندرية عام 1953 .

 

آلام وآمال

ان الحديث عن شهداء الحركة الرياضية في فلسطين ، لهو حديث ذي شجون يثير الكثير من الذكريات في النفوس ، وبرغم تلك الآلام المتجددة فان الطريق نحو تحقيق الأمنيات أصبح معمداً بدماء هؤلاء الرجال والأبطال الذين تسابقوا نحو المجد والعلياء ليضحوا بأجسادهم النزيف المتدفق من خاطرة فلسطين الغالية ، وليدفعوا مهر هذه الأرض المقدسة من دمائهم الزكية وأرواحهم الغالية .

مواضيع قد تهمك