شريط الأخبار

في وداع هذا الرجل

في وداع هذا الرجل
بال سبورت :  

كتب محمود السقا- رام الله

دائماً ما نتذكر الأحبة والأصدقاء وكل مَنْ يعُز علينا لحظة الفراق والمغادرة الأبدية، فنسارع من فورنا الى كيل المديح والثناء عليهم، ونشرع في التركيز على خِصالهم الحميدة ومناقبهم الحسنة. هذه عادة عربية بالغة السلبية، لقد نسينا ان التكريم، ينبغي ان يكون في حياة الشخص المُكرم، وليس بعد رحيله وذهابه.

إن تكريم الأحياء هو نوع من العرفان بالجميل والإقرار ان الأشخاص المُكرمين كانوا أصحاب أياد بيضاء في مسيرتهم الحياتية، وقد أضافوا، بأفكارهم ومقترحاتهم ورؤاهم ومواقفهم الإيجابية، كل ما هو مُفيد وناجع، فانعكس على نبض الوطن والمواطن، سواء بسواء. مثل هؤلاء الأشخاص جديرون بالتكريم المعنوي على اقل تقدير، ولا أطالب بشيء آخر سواه، مع انه حق مكتسب وطبيعي.

أكتب هذه العبارات في الوقت، الذي أتابع عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، ومختلف وسائل الإعلام الأخرى مرثيات ومطولات تُمجد وتُعظم مسيرة المُحلل والناقد الرياضي، حمادة إمام، لاعب نادي الزمالك المصري السابق، والمُلقب بـ"ثعلب الملاعب"، وهذا اللقب اطلقه عليه المرحوم نجيب المستكاوي، أفضل ناقد رياضي أنجبته الصحافة الرياضية العربية على مر التاريخ.

المرحوم حمادة إمام غادر دنيانا الزائلة والفانية، وغير المأسوف عليها، بعد رحلة طويلة استمرت أربعة وسبعين عاماً، كان فيها ملء السمع والبصر في الأوساط الكروية المصرية، وكان صاحب فضل كبير على الزمالك والأسرة الكروية، من خلال تعدد مواهبه وإبداعاته المختلفة، وقدرته الفائقة على الإبداع والإمتاع.

ومثلما أجاد حمادة أمام لاعباً، متعدد المواهب، فإنه فعل الشيء نفسه طوال مسيرته الحافلة في النقد والتحليل والتعليق والتلفزيوني، وظل وفياً لهذا اللون من الصحافة حتى انهكه المرض، ومن أسف انه تغلب عليه وصرعه أخيراً، يرحمه الله، والله نسأل ان يرحم أمواتنا وأموات المسلمين، إنه نِعم المولى، ونِعم النصير.

مواضيع قد تهمك