شريط الأخبار

ابو تريكة.... حقاً إنه رمز

ابو تريكة.... حقاً إنه رمز
بال سبورت :  


كتب محمود السقا- رام الله

مواقف الأشخاص الثابتة والمستندة إلى الأخلاق والمبادئ هي التي تجلب لهم الاحترام والتقدير، خصوصاً إذا كانت مُعززة بالسيرة العطرة والموهبة الحقيقية، وليست التي يصنعها الإعلام، وتحديداً الممالئ والمُجامل. اللاعب المصري السابق، محمد أبو تريكة، واحد من أبرز وأشهر لاعبي الكرة في مصر والوطن العربي، وقد صنع مجداً رفيعاً طوال مسيرته الحافلة بكل ألوان وأطياف النجاح، فهو لاعب كبير مثله مثل محمود الخطيب.

محمد أبو تريكة، لامس قلوب جماهير الكرة، بسبب نهجه السوي وأخلاقه الحسنة وخصاله الحميدة، فهو الذي تعاطف مع غزة، وهو الذي كتب على قميصه الداخلي عبارة "تعاطفاً مع غزة"، وهو الذي كان، وما زال وسيبقى، يسجد لله شكراً بعد أن كان يحرز الأهداف، وهو الذي لم يتردد في القيام بحملة واسعة من الأعمال الخيرية، وهو الذي رفض، بإصرار، حضور مباراة السلام بين رموز وأساطير الكرة في العالم بدعوة من بابا الفاتيكان، بسبب وجود اللاعب الإسرائيلي "موسى بن عيون".

هذا هو محمد أبو تريكة، سيرة عطرة ومليئة بكل ما لذ وطاب من مواقف مُشرفة ومبادرات لا يملك المتابع والمراقب إلا أن يتوقف عندها، متأملاً أبعادها وأهدافها ومراميها، تمهيداً لنشرها وتعميمها حتى تكون بمثابة خارطة طريق لجيل الشباب، كي يستنير ويسترشد بها.

آخر مواقف محمد أبو تريكة الجديرة بالتوقف والتأمل، رفضه الحاسم تسلم شيك من دولة الكويت بقيمة خمسين ألف دولار، مقابل مشاركته في لقاء كروي، جمع نجوم العالم، ونجوم الكرة الكويتية لمناسبة افتتاح إستاد جابر، وهو درة الملاعب الكويتية.

رفض تسلم أبو تريكة المبلغ، يندرج في إطار الأخلاق العربية الأصيلة والنبيلة أولاً، وعزة النفس ثانياً، فقد رد على أصحاب هذه المبادرة قائلاً: إن الكويت وقفت، كثيراً، إلى جانب مصر، ووجودي هنا في هذه المناسبة إنما يندرج في إطار الواجب. لقد انتصر محمد أبو تريكة لوطنه ولأخلاقه ولمبادئه ولمواقفه الثابتة، وهذا هو دأب الأشخاص الكبار، وأبو تريكة واحد منهم.

مواضيع قد تهمك