شريط الأخبار

المطلوب تعزيز المبادئ الأخلاقية في عالم الرياضة

المطلوب تعزيز المبادئ الأخلاقية في عالم الرياضة
بال سبورت :  

كتب الاستاذ نعمان عبد الغني

من السمات الإيجابية الأساسية للرياضة أنها وسيلة فعّالة للاندماج في نسيج اجتماعي واحد وتجاوز كل ما يمكنه أن يكون عاملا في الانكفاء والتقوقع على الذات تحت عنوان الإثنية أو الإيديولوجية العقائدية أو لون البشرة أو الانتماء إلى هذه الشريحة الاجتماعية إلى تلك.

كذلك تلعب الرياضة، دورا إيجابيا في مجال التربية الأخلاقية والصحية في المجتمعات التي توليها أهمية خاصة. لكن يتم في جميع الحالات ربط «وظيفة» الرياضة بعدد من العوامل التي لا بد من توفرها في «الغطاء الاجتماعي» المعني بها كي يكون لها تأثيرها الفعّال في القيم والثقافة العامة لمجتمعاتها. ذلك أن عملية التطور الاجتماعي تقوم على أساس كلّ متكامل وليس على أسس انتقائية «هنا وهناك».

بالنسبة لدور «الاندماج الاجتماعي» الذي تلعبه الرياضة في المجتمعات ذات المكوّنات المتنوعة اثنيا وعقائديا وعرقيا بسبب عوامل تاريخية «استعمارية» أو بسبب حركة الهجرات، القسرية أو الطوعية، في العالم، يتم التأكيد على أن الرياضة يمكن أن تشكّل «دواءً ناجعا» للمشاكل المترتبة على العنف في المدن. لكن يتم الاعتراف في هذا السياق أن التجارب على أرض الواقع فيما يخص الرياضة كعامل «ضبط مديني» لم تعط النتائج المرجوة منها، الأمر الذي تتم إعادته لعوامل تتعلق بالسياق الاجتماعي العام للمدن المعنية وليس للرياضة.

ومن المشاكل الأساسية التي يتم التركيز عليها بالنسبة للرياضة في السياق العالمي الراهن هناك «البعد الاقتصادي» للممارسات الرياضية عبر وجود نوع من الرابطة «العضوية» بين الرياضة والتلفزيون والأعمال التجارية-البزنس. وتشير الأرقام إلى أن المبيعات السنوية للصناعة الرياضية في الولايات المتحدة الأميركية تبلغ عدة عشرات المليارات من الدولارات. كما أن نسبة تقارب ال80 بالمئة من الأميركيين هم في عداد «مشجّعي الرياضة». ثم إن «هيمنة التلفزيون» على الرياضة تتعاظم أكثر فأكثر منذ سنوات وجمهور مشاهدي المباريات الرياضية يتعاظم هو الآخر.

هذا «المظهر الاقتصادي» للرياضة و«الهيمنة» التي يمارسها التلفزيون عليها يرى فيها نقّاد الرياضة أداة تستخدمها الشركات والمجموعات الكبرى مثل اديداس وغيرها من أجل زيادة أرباحها ، وكوسيلة لإيجاد فرص العمل للآلاف الذين يعملون في هذا القطاع، وبحيث أنه لا يمكن إهمال هذه الوظيفة الاجتماعية-الاقتصادية للرياضة. هذه «الوظيفة» لا يمكن فصلها أيضا عن عالم «الاستعراض الرياضي» في مجتمع يمكن وصفه هو الآخر أنه «مجتمع الاستعراض» الذي يؤكد على مفاهيم المنافسة والكمال والألعاب وغيرها مما هو شائع في «قاموس الرياضة».

أنه من المطلوب تعزيز المبادئ الأخلاقية في عالم الرياضة. ذلك على أساس أن الرياضة ليست مجرد ألعاب وإنما هي أيضا حاملة لرهانات تخص الجسد وتخص العقل أيضا. ومن هنا تأتي أهميتها التربوية والأخلاقية. من هنا يتم الحديث عن «التربية البدنية» في المدارس وليس عن «الرياضة». المهم أكثر إذن يكمن في «القيمة التربوية». هذا لا ينفي واقع أن الاهتمام بالإتقان و«الكمال» يؤدي بالضرورة إلى مفهوم «المباراة» الذي يتماشى في إطار العولمة مع مفهوم «المنافسة» في السوق. لكن الرياضة هي «نشاط اقتصادي نوعي» وذلك تحديدا بالمعنى الذي تحتوي فيه على «قيم أخلاقية» لا وجود لها في المكوّنات الأخرى لأشكال اقتصاد السوق.

مواضيع قد تهمك