شريط الأخبار

الصقر الجارح

الصقر الجارح
بال سبورت :  

كتب محمود السقا- رام الله

كرة القدم هي عبارة عن إصرار وعزيمة وقتال حتى الرمق الأخير، ولكن من النوع الحميد، وليس ذا الطابع الخشن أو العنيف.

كرة القدم أيضاً، استثمار للفرص، ومهارة وتكتيك وجاهزية بدنية ونفسية وذهنية. ربما شيء من هذا القبيل، انطبق بالأمس على فريق ترجي واد النيص، هذا الفريق، الذي بالإمكان تشبيهه بالمحاربين القدامى، أو المقاتل الشجاع، حتى وإن افتقد إلى كامل العدة والعتاد.

الترجي لعب بصفوف منقوصة، بخروج صمام الدفاع، غالب يوسف، لكنه لم ييأس أو يقنط، ولم يستسلم، ولم يرم بالمنشفة على طريقة الملاكمين المهزومين، بل صمد وتحدى، وكان المُبادر إلى التسجيل في كل المرات، وأمام مَنْ؟ أمام فريق أهلي الخليل، هذا الفريق المُدجج بالمواهب الكروية الرفيعة، شخصياً فقد شدني، كثيراً، أكثر من لاعب لكن محمود وادي، لفت انتباهي، بإمكانياته الجسمية وطوله المناسب، ورأسه الذهبية، ما يعني انه مشروع لاعب، يستحق أن يرتدي قميص منتخب الوطن.

كثرة النجوم لدى أهلي الخليل لم تشفع له في فرض التعادل على الترجي، الذي ربما نظر إلى التعادل من زاوية الخسارة، وهو على حق، لأن نقطة واحدة لا تسد الرمق، فظل لاعبوه متحفزين، فارتدوا إلى الخلف، بحسابات تكتيكية، واغلقوا المنافذ المُفضية إلى مرمى غسان علي، الواعد، وتعاطوا مع المرتدات كسلاح مؤثر وفعال، وأوكلوا هذه المهمة للثنائي الذهبي: جهاد صقر، رجل اللقاء بلا منازع، ورجل المهمات الصعبة بتسجيله هدفين، والبديل السريع، لكنه غير الجاهز بدنياً، امجد زيدان، فضرب ضربته القاتلة في الوقت بدل الضائع، فأصاب مرمى الأهلي بمقتل، حينما نال منه ومنح الترجي ثلاث نقاط ثمينة، ولا عزاء للأهلي، رغم تشديد قبضته على الملعب في فترات عديدة، لكنه لم يحسم.

مواضيع قد تهمك