شريط الأخبار

كرة اليد الفلسطينية.. إلى أين؟

كرة اليد الفلسطينية.. إلى أين؟
بال سبورت :  

كتب محمد العمري

"يا ليتها بقيت نائمة ولم تستيقظ" هذا لسان حال الجماهير الفلسطينية وكل الغيورين على الرياضة في فلسطين، وكرة اليد تحديدا، بعد النتائج السلبية والمشاركة المخيبة لنادي عزون في البطولة العربية لكرة اليد التي تحتضنها تونس.

كرة اليد لعبة حديثة العهد في فلسطين أو أعيد إحياؤها مجددا، من خلال تنظيم دوري للدرجة الممتازة في السنوات القليلة الماضية من بعض المخلصين والعاشقين للعبة، بمشاركة عدد من الفرق في محافظات الوطن، وجرى تنظيم دورات للحكام والمستجدين للارتقاء بأدائهم، عبر جلب مختصين من الخارج، لتطوير قدرات المدربين والحكام، ورغم قلة الملاعب المخصصة للعبة في فلسطين لإقامة المباريات والبطولات، إلا ان المنافسات انتظمت، علما أن المباريات كانت تقام على ملاعب من الإسفلت قبل انتظام الدوري والبطولات المحلية.

وبالعودة للمشاركة الفلسطينية في بطولة الاندية العربية، جرى ترشيح نادي عزون للمشاركة في البطولة بعد فوزه الموسم الماضي بلقب الدوري الممتاز، وخاض 3 مباريات في الدوري الأول وتعرض لهزائم كبيرة وغير منتظرة وكانت الأولى أمام شباب براقي الجزائري بواقع 47 هدفا مقابل 8، ولم يتغير الواقع في اللقاء الثاني وخسر أمام مكارم المهدية التونسي 40-7، وتحسن الوضع قليلا امام الاهلي السعودي بعد تخطي عزون حاجز العشرة اهداف وخسر بنتيجة 43 مقابل 15!!.

السؤال الذي يطرح نفسه، هل هدف نادي عزون كان فقط المشاركة من أجل المشاركة بعيدا عن النتائج مهما كانت؟، أم أنه أراد المشاركة من أجل الاحتكاك مع الأندية العربية ورفع علم فلسطين بين أعلام الدول المشاركة وزيادة الخبرة للاعبيه؟، أو أنه شارك لتحقيق النتائج باعتباره أفضل من يشرف كرة اليد الفلسطينية خارجيا؟.

كان من الأجدر بالقائمين على هذا النادي العريق، التخطيط المسبق لآثار هذه المشاركة ومعرفة حقيقة الأندية العربية المنافسة، والعمل على إقامة معسكرات تدريبية داخلية وخارجية قبل البطولة بفترة، وخوض مباريات تجريبية مع أندية يكون أداؤها مقاربا للأندية التي سيلاقيها، إضافة إلى ضرورة قيامه بتطعيم الفريق بعدد من اللاعبين المميزين من أنديتنا أو من طيورنا المهاجرة في الخارج، ليكون قادرا على المشاركة المطلوبة والمأمولة، وتحقيق النتائج المرضية بعيدا عن الهزائم الثقيلة.

أليس من الأفضل للنادي أن يرفض المشاركة بهذه الدورة، والعمل على استغلال الأموال التي حصل عليها للمشاركة، بإقامة معسكرات خارجية، وخوض مباريات تجريبية تعود بالنفع على الفريق واللاعبين، وتقديم مكافآت مالية للاعبيه بعد تتويجهم بالدوري.

كنا نظن أن عصر النتائج السلبية قد ولى، ولم تعد الأندية والمنتخبات في فلسطين حصالة للأندية والمنتخبات العربية والدولية كما كنا في السابق وبكل أسف، لكن هذا الامر تغير بعد النهوض الكبير الذي نراه في عدد من الألعاب والرياضات، وآخرها النتائج المميزة لكرة السلة ومنتخبنا الذي أبدع في بطولة أمم آسيا التي أقيمت في الصين، والذي اثبت رغم امكانياته المحدودة، قدرته على مقارعة أقوى المنتخبات بل تحقيق الفوز عليها، ولكن يبدو أننا لا زلنا في اول الطريق ولم نعرف بعد معنى التخطيط الحقيقي للمشاركات الخارجية، وما فائدتها على رياضتنا، وكيف نحقق الانتصارات.

ليس المقصود فقط في هذا الكلام نادي عزون الذي يعد افضل وأبرز الاندية الفلسطينية في اللعبة، وشارك في البطولة العربية بمجهود داخلي من أهالي البلدة الذين تبرعوا للنادي لرفع اسم فلسطين عاليا وتشريف الرياضة الفلسطينية، لكن غياب الدعم المالي من القطاع الخاص والشركات، وغياب المعسكرات الداخلية أو الخارجية، وعدم دراسة المشاركة ونتائجها، هي أسباب لهذا الاخفاق.

الاخفاق والنتائج السلبية سيتواصلان في الرياضة الفلسطينية اذا استمر غياب الاهتمام والدعم بكافة أشكاله عن انديتنا ولاعبينا، مع تأكيد ضرورة عدم حصر الدعم والرعاية من الداعمين والراعيين للعبة او لعبتين كما هو حاصل، لأن فلسطين بحاجة لمن يرفع اسمها في كافة المنافسات والمحافل العربية والعالمية.

وأخيرا .. ليس الهدف من الكتابة فقط هو النقد وإظهار العجز لأنديتنا ومنتخباتنا التي نفخر بها ونعتز بتاريخها، ولكن المتتبع والغيور على الرياضة الفلسطينية لا يريد ولا يتقبل أن نكون مجرد عبور للمنافسين، وأن لا تكون مشاركتنا الخارجية لرفع علمنا كما كانت في السابق أو للاحتكاك فقط، خاصة وأن هناك أندية فلسطينية ستكون قريبا على موعد مع المشاركة ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الوضع تغير كثيرا، ودخلنا عالم الاحتراف في الكرة، ونريد أن نحقق الألقاب والبطولات الخارجية، وأن لا يكون هدفنا فقط إحراز الألقاب المحلية.

مواضيع قد تهمك