كتب محمود السقا- رام الله

هلال القدس قد يمرض، لكنه لا يموت، على هدي هذه المقولة المتداولة، نسج "أبناء العاصمة" اول انتصار لهم في دوري الوطنية موبايل للمحترفين، حينما تفوقوا بالامس القريب على اهلي الخليل بثنائية، أكدوا من خلالها انهم قادرون على العودة، وأنهم سيبقون الرقم، المهم، في معادلة الكرة الفلسطينية، كيف لا وفريق الهلال هو الذي اعتاد ان يرتقي منصات التتويج، في كافة البطولات؟

عودة فريق الهلال في الدوري، تزامنت مع حدث فريد ومثير وصاخب، ومن المؤكد انه غير مسبوق على الصعيد الفلسطيني، هذا الحدث تمثل بتوقيع اتفاقية توأمة او تعاون مشترك بين "ابناء العاصمة" في كل من: فلسطين واسبانيا والمقصود، هنا، فريق اتلتيكو مدريد الاسباني، وصيف متصدر لائحة الدوري الاسباني. توقيع الاتفاقية جاء خلال زيارة، قام بها وفد من نادي هلال القدس برئاسة قبطان السفينة، الدكتور باسم ابو عصب، الذي ترأس الوفد، بالترتيب والتنسيق، مع السفارة الفلسطينية في مدريد.

وطالما ان الشيء بالشيء يُذكر، فانني طالبت، غير مرة، بأن تنشط سفاراتنا وقنصلياتنا في الشق المتعلق بقطاعي: الشباب والرياضة، لا سيما وان لدينا جاليات فلسطينية، على امتداد مساحة الكرة الأرضية، ومن المهم ان نشرع باجراء مسح شامل لهذه الجاليات كي نتعرف على المواهب والكفاءات والكوادر والادمغة والعقول الشبابية والرياضية، ولا يمكن الوصول الى هذا المُبتغى، الحيوي، بمعزل عن سفارتنا وقنصلياتنا.

توقيع او ابرام اتفاقية تعاون بين هلال القدس واتلتيكو مدريد خطوة ليست مهمة فحسب، بل استراتيجية، خصوصاً اذا ما قُدر لها ان تدخل حيز التنفيذ والتطبيق، فنحن بأمس الحاجة للتعرف على آليات العمل في مفاصل الاندية المرموقة والمشهورة، والتعرف على ماذا تُركز؟ وكيف تبرع، أكان على صعيد صقل المواهب او الكوادر الادارية والتدريبية؟ يُحسب للدكتور باسم أبو عصب الذي يعتبر مكسباً حقيقياً للحركة الرياضية الفلسطينية، انه اول المبادرين الى مد جسور التواصل والتعاون مع الفرق الاوروبية، مثلما يحسب له، ايضاً، انه لم يفكر، بالمطلق، بالقفز من قارب الهلال، خصوصاً وهو يشارف على الغرق، لا سمح الله، كونه يقبع في ذيل اللائحة، بل إنه عاقد العزم على جعل هذا النادي صرحاً شامخاً وسامقاً، ومن المؤكد انه سوف يصيب هدفه.. المهم الصبر والأناة.