هذا الرجل يستحق التبجيل

كتب محمود السقا- رام الله
شكراً لأصحاب المبادئ والمواقف الثابتة، لأنهم يُثبتون في كل مناسبة أنهم كبار في تفكيرهم ومنطقهم وتصرفاتهم وسلوكياتهم الحسنة، فيؤكدون لنا، كفلسطينيين، اننا لسنا وحدنا. يحضرني من الأسماء المُحببة، المالي "كانوتيه"، لاعب اشبيلية الاسباني السابق، فهو مؤمن بأن شُذاذ الآفاق، والمقصود، هنا، جيش الاحتلال المجرم، وسوائب المستوطنين، يمارسون الظلم والقهر والطغيان على اطفال وشباب وسائر أبناء الشعب الفلسطيني. "كانوتيه"،
يستذكر عذابات الفلسطينيين، ولم يتردد في كل مناسبة من تقديم أرقى الوان الدعم المعنوي لهم، من خلال مواقفه المُشرفة، والتي تستحق التفاتة جدية من ولاة الامر الرياضيين. اقرؤوا معي ماذا قال "كانوتيه":
"كان دعمي لفلسطين العام 2008 ، بسبب حدث أسوأ بكثير، وربما الف مرة، مما جرى في فرنسا، مؤخراً، وفي نهاية الامر تمت معاقبتي وتغريمي". وفي موقع اخر قال: "أنا متعاطف مع ضحايا العاصمة الفرنسية، باريس، التي اسفرت عن سقوط اكثر من 129 ضحية وجرح اكثر من 80 شخصاً، الاسبوع المنصرم، لكنني أود ان اؤكد ان التعاطف مع هذه القضية لا يساوي، أبداً، قيمة حياة طفل فلسطيني واحد يستشهد برصاص جيش الاحتلال الغادر. هذا نزر يسير من مواقف واقوال "كانوتيه"، والتي تتقدم، كثيراً، على أقوال السياسيين من أبناء جلدتنا، والذين ما زالوا يعتصمون بصمت اهل القبور، وكأن ما يحدث على ارض فلسطين، لا يستدعي اتخاذ مواقف على اقل تقدير مُنددة ومستنكرة ومُعنفة للاحتلال وممارساته الاجرامية.
"كانوتيه"، الذي تسكن فلسطين عقله وخلجات قلبه ووجدانه، يحتاج منا الى كلمة شكر وتكريم، مع انه لا ينتظر ذلك، فهو يمارس مواقفه الأصيلة والنبيلة، بقناعة بعيداً عن أي مردود معنوي. أرى أننا تأخرنا، كثيراً، في تقديمه لهذا العملاق الحقيقي.