كتب محمود السقا- رام الله

صدق مَنْ قال: ان برشلونة، بقضّه وقضيضه، بات يُشكل العلامة الفارقة في مقاطعة كتالونيا، التي تنشد الاستقلال والتحرر عن اسبانيا، فهذا الفريق العملاق، أصبح افضل وسيلة للترويج للاقليم، رياضياً وسياسياً وسياحياً واقتصادياً، لدرجة ان كتالونيا أضحت تتمتع بوفرة اقتصادية، بعكس اسبانيا، التي تعاني من الشُّح والعوز، لأن السواد الأعظم من السواح، يؤم الاقليم حباً ببرشلونة وبفريقها الساحر.

بالامس كان البارسا كعادته عملاقاً، واستعرض عضلاته المفتولة، وأين؟ في قلب استاد "البرنابيو"، فقد صال وجال وأبدع وأمتع، ورسم فيضاً من فواصل الفرح متوجة بأربعة اهداف ولا أروع ولا أجمل، فكان من الطبيعي ان يدفع هذا المشهد المثير انصار الملكي الهزيل للوقوف احتراماً واجلالاً وتعظيماً لآداء البارسا، ولضابط منطقة المناورة "أنييستا" وهو في طريقه خارج حدود الملعب.

برشلونة بآدائه الرفيع والمتوازن، كشف عن ضعف وهزال غريمه التقليدي الريال، فهناك ضعف في كافة الخطوط، بدءاً من الدفاع، مروراً بالوسط وانتهاءً بالهجوم، هذا اذا كان هناك مهاجمون، علماً ان المدرب "بنتيز" لعب بثلاثة مهاجمين، اعتقاداً منه انه سوف ينال من عرين البارسا الحصين بدفاعاته وبحارسه العملاق "برافو".

مدرب الملكي يتحمل كامل المسؤولية في "كارثة الكلاسيكو" المُروعة، فقد لعب بطريقة 4-3-3، فكان هذا النهج العدمي على حساب خط الوسط، الذي امتلكه بالكامل برشلونة، وفرض سطوته الكاملة على المنطقة، بقيادة الرسام الانيق انييستا، وقد تابعنا كيف كان يتم التركيز على محوري الجناحين، من اجل توسيع اللعب وفتح ثغرات وايجاد مساحات فيها كي يتحرك نيمار وسواريز على راحتيهما، وقد غَنم البارسا من وراء هذه الطريقة هدف السبق، الذي اربك حسابات الريال المرتبكة. مسؤولية الكارثة لا تيحمل "بنتيز" وزرها وحده، بل يشاركه رونالدو، لأنه كان مجرد شبح باهت، وهو على عكس نيمار الهائل، وسواريز المخيف، فلم يُضف "الدون" شيئاً لفريقه، وحتى عندما انفرد بالمرمى فقد سدد في جسم برافو.

مبروك لبرشلونة تاج "الليغا" مع تسليمي ان الوقت مبكر جداً لاطلاق الاحكام المتسرعة.