الفدائي الوطني مركز الجاذبية الرياضية

كتب أسامة فلفل- غزة
سيبقى يوم الثاني عشر من نوفمبر يوما خالداً في ذاكرة الكل الفلسطيني في الوطن وخارجه كملحمة وطنية من الانتصار في كل الميادين والموازين حيث على وقعه وتفاصيله سار الفدائي الوطني والاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم محط أنظار العالم وأنشودة الجماهير العربية التي رصدتها وتابعتها كل وسائل الإعلام في عمان التي علت فيها رايات العزة والشموخ العربي الفلسطيني على إيقاع الانتصار الرائع الذي رسم لوحته القشيبية الفدائي الوطني والقيادة الرياضية الوفية لقيمها وقيم دماء شهدائها وماضيها الزاخر بالأمجاد وتضحيات الآباء والأجداد ومستقبلها الواعد.
الانتصار التاريخي في عمان كان كلمة السر قالها الفدائي الوطني في الجهر والعلن إن إرادة كنعان الفلسطيني أقوى من كل الإرادات الواهية الهشة وقادر على بلوغ وعبور المنعطفات بشكيمة قوية عصية على الانكسار.
لقد تحققت الأهداف رغم الألم وبرز بجلاء قدرة القيادة الرياضية الفلسطينية في صناعة النصر والفخر وترويض المستحيل ، وعرفت القيادة كيف تروّض أبجديات الميدان وتضاريسه وخطوط الطول والعرض انجازاً وانتصارا رياضيا تاريخيا تكتبه أقدام الفدائي الوطني خارطة طريق إلى النصر.
لقد أعطى الاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم درسا لكل الذين راهنوا على إخفاقه في تحقيق الأهداف وتجسيد الغايات والانجازات الوطنية وعلمهم كيف تصاغ وتكتب أبجدية الانجازات الوطنية وكيف تصاغ حروف التاريخ المعطر على إيقاع العطاء والصمود وصلابة الموقف والإرادة القوية.
في ذات السياق علمهم ربان السفينة الرياضية كيف يمد الذراع ويشد على اليد الوطنية و العربية ويسكنها في العين والقلب والوجدان وكيف يستخدم لا الناهية الرافضة لمن يحاول المساس بالوطن وانجازاته التاريخية وكيف يحول رياح الأرض انتصاراً استراتيجياً وطنياً وهزيمة إستراتيجية نكراء لكل أعداء الوطن.
اليوم على واقع الانتصار التاريخي والهبة الجماهيرية الفلسطينية العربية التي هبت ريحها في عمان وفي كل مكان تتلاشى إشارات الاستفهام والتعجب ويختفي المراهنون والمزايدون على القيادة الرياضية والاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم.
اليوم هذا النصر وهذا الانجاز هو انتصار للكل الرياضي والوطني الفلسطيني والعربي ، انتصار لإرادة الوطن ومنظومته الرياضية ، انتصار لأرواح الشهداء، انتصار للدم الأحمر القاني التي أنسابة روافده لتروي ظمأ أزقة القدس العتيقة وزهرة المدائن التي ترنوا لها العيون، هو نصر لفلسطين والأقصى وكنيسة القيامة، ونصر لكل مقاوم في الوطن العزيز
اليوم ورغم الضبابية والغيوم السوداء التي تغطي سماء الوطن المشهد الوطني والرياضي يُطلق العنان لفتح وطني رياضي جديد ، حيث القيادة الرياضية أصبحت الآن مركز الجاذبية التي تتجه إليها البوصلة الرياضية أما الهزيمة الأكبر فكانت لمن ادعى نفاقاً ونعيقاً أن القيادة الرياضية فقدت بوصلة التحكم والانضباط.
ختاما...
سيظل يوم 12 نوفمبر يوم خالد في تاريخ فلسطين والحركة الرياضية الفلسطينية يجسّد معاني الانتصار ويثبت أن الحركة الرياضية الفلسطينية كانت ومازالت بماضيها التليد وحاضرها المشرق ومستقبلها المشرق أحد أبرز وأهم مكونات الدولة العتيدة والسيادة الوطنية والمشروع الوطني ووقود النهضة وأن فلسطين ومنظومتها الرياضية رقم صعب مستحيل لا يقبل القسمة والرياضة الفلسطينية بجيناتها المتأصلة سيظل شذى عبيرها يعطر الزمان والمكان.