رحل من عشق فلسطين من الوريد للوريد

كتب أسامة فلفل- غزة
قدر الرياضيين أن يتجرعوا سم العلقم على فراق الأحبة اللذين يسكنون في خلجات القلوب ,وقدر هذا القطاع أن يرتشف الحزن بصمت وهدوء على رحيل من يسكنون في حدقات العيون.
تلقت الأسرة الرياضية رحيل رياضي مخضرم عرفته ساحات الوطن بالعطاء الرياضي والوطني ونجما وعلما ساطعا يحلق في سماء المجد والوفاء ,جاء رحيل عيسى ضاهر دون سابق إنذار فكان على أسرتنا الرياضية في غزة الأبية والضفة الفلسطينية أن يلبسوا ثوب الحداد لأن من نجلهم ونعشقهم تخطفهم أوراق الحزن ,كان على قلعة الشمال الثائر وقيادة الاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم ولجانه أن يقفوا على قبرك لأن الطب في الوطن والعالم عاجز أن يمنحك حبات العيش وأسبرين التنفس.
كان علينا أبا سامر رفيق الدرب والمسيرة الطويلة نحن معشر الرياضيين والإعلاميين أن نتحسر وننشد أناشيد الحزن على رحيلك وفراقك لأنك أحد رجالات الإجماع الوطني والرياضي في الوطن المكلوم.
التاريخ يا أبا سامر لن ينساك أبدا وسوف يدون جهودك وتضحياتك ومآثرك وانجازاتك العظيمة ومواقفك الوطنية التي ما زالت ماثلة في ذاكرة الأجيال ومحفورة في قلب وأرشيف ومذكرات الرياضة الفلسطينية.
لقد علمتنا أبا سامر أن الوطنية قيمة وسلوك وأخلاق ومحبة وتضحية وعطاء ,,, علمتنا أيها الراحل كيف يكون العطاء خالصا للوطن ومنظومته الرياضية في وقت المحن والشدائد ,,, علمتنا كيف يصير الفعل الوطني والرياضي طريقا ومنهجا للنجاح والتطور والتقدم.
أيها العظيم والخالد والباقي في قلوب العاشقين كان واجبا علينا أن نكتب مذكراتك الثرية والغنية بالمواقف والمحطات الوطنية والرياضية لأنها جواز سفر لنا كي ندخل مدرستك التي شعارها الوطن فلسطين من النهر إلى البحر.
أيها الراحل كم آلمتنا الصدمة وكم غلبتنا دموع الحب الخالد ,كم كانت فجيعتنا أكبر لأن الفقيد رجل عظيم يحب ويعشق فلسطين من الوريد إلى الوريد.
لن نبكيك بعد الآن ولن نذرف الدموع لأن الإخوة والأحبة والرفاق ,ورفاق الدرب الطويل والمسيرة الشاقة ممن عايشوك قد أسرفوا كل الدموع.
نم قرير العين مرتاح البال فأنت خالد في خلجات القلوب ولن ينسى الوطن والأسرة الرياضية حبك وعطاؤك المجبول بالتضحية فأنت الذي رسم للوطن العزيز والرياضة الفلسطينية مسار العزة والكرامة.... سلام عليك في الخالدين.