كلام في متناول لاعب المنتخب

كتب محمود السقا- رام الله
من رحم المعاناة يولد الابداع والتفوق، والقدرة على اثبات الذات، ألم يقل الشاعر المفوه ابو الطيب المتنبي في احدى قصائده: تريدين ادراك المعالي رخصة/ولا بد دون الشهد من إبر النحل أستحضر هذا البيت، وأحاول، عامداً مُتعمداً، ان أضعه في متناول لاعبي منتخب الكرة الاول، الذين يتأهبون لخوض لقاء على قدر كبير من الاهمية، ويجمع بينه وبين المنتخب السعودي الشقيق في التاسع من الشهر الجاري لحساب التصفيات التمهيدية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2018 ونهائيات امم آسيا 2019.
لقاء فلسطين والسعودية، أصبح على كل لسان، وأضحى حديث الساعة حتى ان المتحدث الرسمي باسم الاتحاد، تيسير نصر الله، شكا من كثرة الحوارات واللقاءات الصحافية التي يجريها ممثلو وسائل الاعلام المختلفة، من اجل رصد آخر مآلات اللقاء والى أين يتجه؟ ومَنْ سيكون الملعب البيتي، الذي سوف يحتضن اللقاء، جنباً الى جنب مع لقاء فلسطين وماليزيا، المقرر في الثاني عشر من الشهر الجاري في بلد سوف يتحدد اليوم، من خلال اجتماع استكمالي لاتحاد الكرة.
لاعبو فلسطين يدركون اهمية وقيمة وأبعاد اللقاء، مثلما يدركون ان اللقاء المنتظر سوف يكون موضع متابعة ورصد، وانطلاقاً من هذه النقطة الجوهرية، فانهم سوف يبذلون قصارى جهدهم، من اجل اثبات الذات اولاً، وايصال رسائل مختلفة، المعنى والمغزى والجوهر، لعل ابرزها: ان الحرمان من اللعب في الملعب البيتي إنما ينطوي على ظلم بيّن ثانياً. يُقال: "رب ضارة نافعة"، وحرمان المنتخب الفلسطيني من اللعب على ارضه ووسط جماهيره ربما سيكون حافزاً على المنافسة، بقوة وشراسة، من اجل انتزاع نقاط اللقاء الثلاث، والتأكيد على ان اللاعب الفلسطيني كما طائر الفينيق، الذي ينبعث من الرماد، ومن وسط الازمات.
لاعبونا رجال بكل ما للكلمة من معنى، وهم على قدر كبير من المسؤولية، فتعالوا نهيئهم، ونوطن نفوسهم كي يكونوا، كما عهدناهم، ابطالاً في الميدان، وان يؤدوا بكل ما اوتوا من فدائية ورجولة وعنفوان، وإن غداً لناظره قريب.