كتب محمود السقا- رام الله

المال هو الرئة التي تتنفس منها الرياضة، وهو شريان الحياة والحبل السري، الذي يتغذى جسم الجنين من خلاله.
على قاعدة هذا المفهوم، يسير الاوروبيون، ولذلك فان من الطبيعي ان تُحلق المسابقات الرسمية هناك، كالدوري والكأس، في فضاءات رحبة وواسعة، وتحظى بالمتابعة والمشاهدة من عشاق الكرة، وهم بالمناسبة بالملايين، والامر لا ينحصر في المتابعة الداخلية بل المقصود هنا، اتساع رقعة المتابعات الخارجية، وأبرز دليل على ذلك الدوري الانكليزي، وهو الدوري الأوسع انتشاراً ومتابعة، على مستوى العالم، وعلى وجه الخصوص على مستوى قارتي: اوروبا وآسيا، حيث تحظيان بنصيب الأسد من المتابعة.
المتابعة الجماهيرية، التي يحظى بها الدوري الانكليزي هي التي دفعت كبريات الشركات والمؤسسات العملاقة الى التعاطي، بقوة واندفاع، وسباق محموم على رعايته، ولذلك، فان من الطبيعي ان يصل سعر هذا المنتج المُبهر الى ثمانية مليارات دولار.
هذا الرقم المذهل والهائل هو الذي دفع رئيس نادي بايرن ميونيخ "كارل هانز رومنيجه" للاعلان وبمنتهى الجرأة والشجاعة من ان الدوري الالماني متأخر عن نظيره الانكليزي بمسافة عشر سنوات في التسويق والترويج.
نجاح الدوري الانكليزي، هو الذي حفز القائمين على الدوري الاسباني الى تلمس كافة السبل والطرق، التي من شأنها ان ترفع من القيمة السوقية لـ "الليغا"، وكان لهم ما أرادوا خصوصاً وأنهم تسلحوا بأبرز المواهب التسويقية والترويجية فكان ان قفز المؤشر في نهاية الموسم الكروي الغارب الى 636 مليون يورو، بينما لم يتجاوز السقف المالي في العام الذي سبقه حاجز الـ 236 مليون يورو.
المال هو عصب الحياة، وهو عصب الرياضة، وكل مَنْ لم يأخذ هذا العنصر الحيوي بعين الاعتبار فسيبقى يراوح مكانه من دون طائل.