لفتة تستحق أكثر من وقفة...

كتب محمود السقا- رام الله
كثيرة هي اللفتات، التي تستحق وقفات
موسعة، نظراً للمضامين الحافلة، التي تحملها في طياتها، وتزداد قيمة هذه اللفتات
عندما تتزامن مع أحداث وظروف دقيقة وحساسة.
بالأمس، بادر اتحاد الكرة، كنوع من
العرفان بالجميل، إلى تقديم الشكر لجماهير الكرة في الجزائر؛ رداً على مساندتها
الدؤوبة للقضية الفلسطينية، وكل ما يتفرع عنها.
وقد تم التعبير عن ذلك،
من خلال لقاء «محاربي الصحراء»، وهذا هو الاسم المفضل والأثير لمنتخب الجزائر،
والسنغال، وحرصت الجماهير الوفية أن تتزين مدرجات ملعب اللقاء باللافتات الداعمة
والمؤيدة لفلسطين ولقضيتها العادلة، وتحمل بشدة على الجرائم، التي ترتكبها سلطات
الاحتلال وسوائب المستوطنين، صباح مساء، وتستهدف، بالدرجة الأولى الأطفال
الفلسطينيين.
إن مشاهد دعم فلسطين وشعبها البطل
والأبي، أصبحت جزءاً من شخصية جماهير الكرة في بلد «المليون شهيد»، وكلنا هتف
للجزائر ولشعبها العظيم وهو يشاهد حالة العناق بين العلمين الفلسطيني والجزائري،
في مونديال البرازيل الآفل.
ومثلما أن جماهير الكرة
الجزائرية تنتصر لفلسطين في كافة المناسبات، فإن هناك لاعبين مشهورين ساروا على
نفس الدور وترسموا نفس الخطى. ونذكر، هنا، اللاعب المصري الفذ والمعتزل، محمد أبو
تريكة، وكيف أنه تذكر غزة وهي تتصدى ببطولة وبسالة وإباء لآلة الفتك الإسرائيلية،
فكتب على قميصه الداخلي عبارة تقول: «دعماً لغزة»، خصوصاً عندما احتفل بتسجيل أحد
أهدافه في بطولة أمم إفريقيا، ولم يحفل للعقوبة التي طالته.
كتبنا، غير مرة، وقلنا: إن
الرياضة لم تعد مجرد ترف أو قتل لأوقات الفراغ، بقدر ما أصبحت رسالة عظيمة الشأن
والقيمة، لأنها تحمل في ثناياها أرقى ألوان التضامن والدعم والترويج بأفضل الوسائل
وأكثرها فاعلية وتأثيراً.
شكراً للأشقاء في الجزائر
ولشعبها العظيم ولأسرتها الكروية، هذه الأسرة التي عودتنا، دائماً، على الانتصار
لفلسطين، الأرض والقضية.