ماذا تحمل لنا الساعات القادمة؟

كتب أسامة فلفل- غزة
حماية المنجزات الرياضية الفلسطينية التي تحققت بالإستراتيجية الوطنية وبلغة الأرقام والتضحيات والدبلوماسية الرياضية العالية ثبتت الرياضة الفلسطينية على الخارطة العالمية الرياضية ورسخت وجسدت وعمقت مفاهيم رياضية أصيلة عن أصول وجذور الرياضة الفلسطينية.
فانجاز الملعب البيتي ما هو إلا ثمرة حركة نضال وطني رياضي تراكمي جاءت لتعزز السيادة الرياضية والوطنية في محطة تاريخية وتعكس حالة التطور والازدهار والانتشار التي تعيشها الرياضة الفلسطينية بعد عقود من استهداف كل مكوناتها ووضع العراقيل في طريق نموها وتطورها وازدهارها بهدف إذابة الهوية الوطنية والرياضية والتنكر للموروث الحضاري العظيم الذي حققته الطليعة الأولى من أبطال وعمالقة الرياضة الفلسطينية وروادها ومرجعياتها.
اليوم الملعب البيتي يعتبر من أهم وأبرز العناوين بل أقدسها فهو يمثل رمزية للنضال الوطني الرياضي ويؤكد السيادة الوطنية الفلسطينية، وينبه العالم الظالم إلى أن هناك شعب وقضية وطنية حية يناضلون من أجل تثبيت الحق الرياضي المشروع الذي كفلته لوائح وقوانين الفيفا.
إن بيان الاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم الذي جاء في هذه المحطة الهامة من تاريخ نضالنا الوطني حمل في طياته العديد من الرسائل أبرزها عدم التفريط بالمطلق بالانجاز الوطني الكبير والتمسك بهذا الخيار باعتباره انتصار تاريخي للوطن ومنظومته الرياضية ،والتأكيد على متانة العلاقة بين الاتحادين السعودي والفلسطيني وعمق التعاون والهدف والمصير المشترك.
إن الانحياز السعودي الأصيل في هذه المحطة الاستثنائية والوقوف على مسافة واحدة مع الموقف الرياضي الفلسطيني ودعم القيادة الرياضية الفلسطينية سوف يعزز من متانة العلاقات الرياضية الفلسطينية السعودية ويؤسس لمرحلة جديدة فيها الأمل والتطور والرفعة والتقدم للرياضة العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص.
إن الموقف الوطني الأصيل للاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم جاء منسجما تماما مع موقف الكل الرياضي في الوطن وخارجة وأعطى ثقة للجماهير الرياضية بأن عقارب الساعة لا يمكن أن تعود إلى الوراء فالتاريخ تكتب صفحاته اليوم وتسطر على إيقاع حالة المد الرياضي العظيم وعلى واقع الانجازات التاريخية الخالدة ، ولا أحد يستطع أن يوقف عجلة التاريخ.
اليوم ورغم الضبابية في المشهد مازلنا في فلسطين نراهن على الشهامة والأصالة العربية الأصيلة للأشقاء السعوديين في كسر وتحطيم كل الحواجز والحضور واللعب على أرض القدس العربية التي تستصرخ الضمير العربي والنصرة العربية الإسلامية للأقصى والقضية الوطنية والرياضية الفلسطينية التي تصوغ هويتها العربية الإسلامية بصلابة وقوة إرادة الشعب والقيادة الرياضية والسياسية والتفاف الأشقاء والأصدقاء مع الحقوق العادلة والمشروعة.
فلسطين اليوم ترقب وتنتظر بفارغ الصبر عبور الأخضر السعودي وتتزين قرى ومخيمات الوطن لاستقبالهم في وطنهم الثاني والجماهير الفلسطينية التي وقفت بالأمس وأحسنت استقبال الأبيض الإماراتي وهتفت للوحدة العربية الرياضية والتلاحم الوطني، تستعد اليوم لاستقبال الأشقاء السعوديين على غرار حفاوة استقبال الأشقاء الإماراتيين.
هل يتحقق حلم الجماهير بمشاهدة الأخضر في لقاء الفدائي الوطني على إستاد الشهيد فيصل الحسيني بالقدس العربية؟؟ هل ستعيش الجماهير لقاء رياضي يعيد دفئ المحبة بين الإخوة والأشقاء ؟؟إننا لمنتظرون ماذا سوف تحمل لنا الساعات القادمة من أخبار نتمنى أن تكون مفرحة وسارة تعيد التلاحم الرياضي العربي.