كلام يبعث على الاطمئنان

كتب محمود السقا- رام الله
طمأنني، كثيراً، حديث عبدالناصر
بركات، خصوصاً في الجزئية المتعلقة بالآداء الباهت، الذي عكسه منتخب الكرة الاول
امام نظيره اللبناني في ملعب صيدا البلدي، وآل في محصلته الاجمالية الى تعادل ابيض
بعرض شديد التواضع جعلني، شخصياً، أضع يدي على قلبي خوفاً، بسبب تدني مستوى الآداء
في اكثر من خط.
والحق يقال، فان المدير الفني في اتحاد الكرة،
والمدرب السابق للمنتخب، احمد الحسن، والدكتور محمد ذيابات، المحاضر الدولي
والاسيوي القادم من الاردن الشقيق، سبق وان اكدا ان آداء "الفدائي" في
تصاعد، وان الحُكم على تجربة لبنان ينطوي على تسرع، لأن ظروفاً كثيرة ساهمت
في تراجع المردود الفني، من بينها الرحلة الشاقة من المانيا الى لبنان، وتعرض
اللاعبين للارهاق وعدم النوم على مدار اربع وعشرين ساعة، واختلاف الجو في كل من:
المانيا ولبنان.
تبرير عبدالناصر بركات لتواضع
الآداء منطقي، تأسيساً على مقولة "أهل مكة ادرى بشعابها"، فهو العالم
ببواطن الامور، وهو الذي يُدرك تفاصيلها ودقائقها، ونحن، كمتابعين ومراقبين ونقاد،
لنا في الظاهر، ونكتب مُعلقين على ما نشاهده ونواكبه، ونجتهد في التحليل، وقد
نُصيب وقد نخطىء ايضاً.
المدير الفني لـ "الفدائي" لعب لقاء
لبنان بحسابات تكتيكية، بعيداً عن منطق الكسب والخسارة مع ان معادلة الفوز لها
انعكاساتها الايجابية، خصوصاً لجهة رفع المعنويات وتعاظم الثقة بالنفس.
من الطبيعي ان يلعب عبدالناصر
بركات امام لبنان بأوراق مُغلفة بالغموض، لا سيما وان مساعد المدرب الاماراتي، وهو
الماني الجنسية، كان يتواجد فوق المدرجات، ويرصد كل صغيرة وكبيرة، ويدون
الملاحظات، وحتماً فانه سيقدم تقريراً مفصلاً للمدير الفني، مهدي علي، ومن المؤكد
فان الأخير سوف يأخذ بملاحظات مبعوثه الخاص.
الامور في خواتيمها، وهذه الكلمات اوجهها الى
عبدالناصر بركات، وأقول له: ان ما يهمنا كما جماهير الكرة المتوقع ان تزحف بأعداد
هائلة صوب ملعب المباراة ان ترسم على وجوهنا ابتسامات عريضة، من خلال انجاز نتيجة
طيبة، ترسخ تطور الكرة الفلسطينية، وتؤكد ان الانحياز للمدرب الوطني كان في محله.