غزة تجسد مفهوم الوطنية مع الخلايلة

كتب أسامة فلفل- غزة
غزة العزة الصامدة التي ما زالت رائحة البارود والدمار تنتشر في أزقتها وشوارعها ومخيماتها سجلت في كرنفال رياضي وطني يفوق الوصف في حجمه ونجومه وجماهيره ملحمة الانتصار وعبدت الطريق للقادمين بحفاوة وروعة الاستقبال ورسمت فوق بيادرنا بيارق مجدنا وأكدت هذه المدينة الصامدة التي اقترن اسمها في كل معاجم اللغات أنها صاحبة الانجازات وستبقى على الدوام قلب العاشقين للوطن ومنظومته الرياضية.
بالأمس كان يوم كتابة التاريخ الرياضي الفلسطيني بملحمة رياضية فاقت الوصف والخيال وخطفت معها كل الأضواء ورسمت معالم حاضر مزدهر ومشرق للرياضة الفلسطينية حيث لقاء الأصالة والحضارة والتاريخ الذي جمع أبطال أهلي الخليل الحبيب ونادي الأبطال والشجعان نادي اتحاد الشجاعية عنوان الملاحم البطولية فهذين الناديين سيكتب التاريخ في صفحاته كلمات وحروف عنهما لايمكن فك طلاسمها لعظمة وجلال الموقف الذي جسدوه في ملحمة فلسطينية خالصة عكست للعالم حالة الصمود والإبداع الرياضي الفلسطيني والقدرة العالية في عبور المنعطفات بشكيمة الأبطال وبفراسة الحكماء الذين يعرفون كيف يصنع النصر في ساحة العطاء والكبرياء.
نعود للعرس الرياضي الكبير الذي شهده ملعب اليرموك التاريخي الذي أعاد للذكرى والذاكرة أيام الزمن الجميل والعصر الذهبي للكرة الفلسطينية ،حيث عزف الفريقان الأشقاء في الدم والتاريخ والعروبة أجمل الألحان والسيمفونيات الكروية على إيقاع صدى الجماهير الغفيرة التي أطربها الأداء الراقي واللعب النظيف واللمحات والجمل الكروية الرائعة والعروض القوية والساحرة.
لقد نجح ثوار الخليل مع أبطال المقاومة الشجعان في تقديم وجبة كروية دسمة من فنون الكرة الفلسطينية الحديثة، حيث تناقل اللاعبون الكرات بحساسية ودقة وروعة وجمال تؤكد علو كعبهم فالجماهير الكبيرة التي احتشدت لحضور هذا العرس الوطني تذوقت طعم وحلاوة فنون الكرة بعد طول غياب وهتفت بأعلى حناجرها للفريقين وسط أجواء تعالت فيها أهازيج الجماهير الغفيرة تهتف للوحدة وللقيادة الرياضية التي عمدت ورسخت القيمة العالية للوحدة والتكامل في تحقيق الغايات والأهداف.
للتاريخ كان لقاء الفريقين متميز في الأداء والحضور الجماهيري حيث زحفت الجماهير من كل مدن وقرى ومخيمات القطاع المحاصر لتعيش أحداث هذا العرس الرياضي الحقيقي الذي يمثل بالفعل هوية الوطن الكروية والوطنية.
حقيقة لا أحد يستطيع أن ينكر قوة المارد الأخضر وحضوره وتاريخه الطويل وانجازاته وجهازه الفني والإداري والإمكانيات الفنية والإدارية التي يمتلكها والرعاية الكبيرة والحضانة الدافئة للمجلس الإداري للفريق وحجم جماهيره.
في ذات السياق كان فرسان أهلي الخليل يتمتعون بروح وكفاءة عالية وأداء محترم وقدموا ما لهم وما عليهم وكانوا نجوم في الميدان ونجحوا في خطف التعادل في مباراة كبيرة لها خصوصيتها وحساسيتها.
بالمختصر الفريقان قدما نموذجا رائعا في الأداء واللعب النظيف وأمتعوا الجماهير الكبيرة التي زحفت من كل المناطق وكانوا على مستوى المسؤولية والحدث التاريخي ورسموا لوحة قشيبية تعكس ماضي جميل وحاضر مشرق ومستقبل زاهر للرياضة الفلسطينية.