عاهد... قنديل الرياضة الذي لا ينطفئ

كتب أسامة فلفل- غزة
عندما يرحل الإبطال الذين نذروا أرواحهم رخيصة للوطن العزيز، تبقى ذكراهم يعطر شذاها عبيرها ساحات الأقصى والقيامة ويرسم ملامح البطولة والشجاعة و الإقدام التي رسخوها في لوحة قشيبية زاهية تعيد للأذهان حكايات وبطولات الشهداء الأطهار في ساحات الوغى.
اليوم الشهداء الأبطال الذين ارتقوا لعلياء المجد والخلود في الحرب والعدوان على غزة العزة يقفزون إلى الذاكرة بأبهى صورهم ويعيدون للأمة مجدها التليد وهم وحدهم هم الخالدون ووحدهم من وجد الطريق ليكون نبراساً وقنديلاً يزيّن سماء الحرية والكرامة.
البطل الشهيد عاهد عفيف زقوت جوهرة الرياضة الفلسطينية وابن عميد الأندية الرياضية نادي غزة الرياضي وقنديله الذي لا ينطفئ كان رحيله فاجعة للوطن والمنظومة الرياضية الفلسطينية.
في يوم الرحيل الأسود تلبدت السماء بالغيوم وغابت أشعة الشمس وانتشرت رائحة الموت والبارود في كل مكان في ذلك اليوم تتغير خريطة المستقبل من أفئدة هزها الموت على رحيل قائد وبطل رياضي فلسطيني صقلته التجربة الرياضية والوطنية وعرفته ساحات الوطن وميادينه الرياضية بالعطاء والتضحية الصامتة.
لقد صدمنا وتفتقت قلوبنا وأفئدتنا من هول المصاب وتلونت كل فصول الحياة بلون واحد هو الحزن ولا شيء غيره!!
عندما يرحل البطل والسند والطود المنيع لعاتيات الزمان يولد اليتم في أعماقنا وتتحطم أحلامنا ونشعر بمرارته ولا تستوعب حواسنا أن البطل العملاق والشخصية الرياضية الدمثة قد لفها الثرى وأننا غير قادرين على رؤيته وسماع صوته والتغني بمناداته ليل نهار والجلوس لجواره ومحاكته ومشاهدة تدريباته التي كانت تمثل نور الضيئ للرياضة الفلسطينية.
عندما يرحل الحبيب والأخ والصديق العزيز برصاص الاحتلال الصهيوني الغادر تسقط جميع الأقنعة ونرى حينها الوجه الحقيقي لهذا المحتل المجرم الذي لم يتورع في قتل واغتيال أحلام الأبطال والشباب لقتل روح الإصرار والصمود في نفوس شعبنا الصامد ومنظومته الرياضية التي تسطر حروف المجد والعزة وتعيد صياغة حروف التاريخ بشلالات الدماء ومواكب الشهداء.
كلما توالت صفحات الأيام كلما أوغلت الوحشة في قلوبنا المكلومة وصرنا نسترجع بذاكرتنا ما اقترفه الاحتلال الصهيوني بحق أحبتنا وأبطالنا وشبابنا وشيوخنا وأطفالنا الأبرياء وأمهاتنا الصابرات,
مهما حاولت الأقلام أن تكتب عن جوهرة الرياضة الفلسطينية فلن تصف بطل عظيم عاش وارتقى من أجل الوطن المفدى والحركة الرياضية الفلسطينية وأفنى زهرة شبابه وربيع عمره في ساحات وميادين العطاء والإبداع الرياضي الفلسطيني وترك بصمة لن تمسح من الذاكرة في سجل الرياضة الفلسطينية وقلوب الجماهير الرياضية.
ختاما ...
عندما يرحل الأبطال والأفذاذ بأجسادهم تبقى انجازاتهم التاريخية وصور تضحياتهم وبطولاتهم راسخةً ومسطرةً بحروف الذهب وتبقى ذكراهم غالية بالقلوب والعقول وأسمائهم لا تغيب عن الذاكرة و يبقون خالدين للأبد.