حان وقت تغيير اتحاد كرة السلة
كتب كريم عدلي شاهين/ فيينا
اخفق الاتحاد الفلسطيني في انهاء الدوري الممتاز الفلسطيني بعدم قدرته على اقامة مباريات نظام الفاينال فور الذي وصل اليه سرية رام الله وبير زيت ودلاسال القدس وابداع الدهيشة والذي كان سيحدد بطل دوري الدرجة الممتازة الفلسطيني، والسبب عدم حضور بير زيت لملاقاة دلاسال القدس في المباراة الاولى وعدم حضور سرية رام الله وابداع الدهيشة في المباراة الثانية. ولهذا فقد اعلن الاتحاد قراره الرسمي بخسارة بير زيت لعدم حضوره في مباراته الاولى امام دلاسال القدس وخسارة سرية رام الله وابداع الدهيشة لعدم حضورهما، وخسارة الاندية الثلاثة بالانسحاب وبالتالي خسارتهم المباراة الثانية لهم حسب القانون الدولي.
وبهذه النهاية الفاشلة والدرامية فقد اسدل الستار عن اكثر الدوريات فشلا في تاريخ السلة الفلسطينية وخاصة بعد انتهاء الفاينال فور قبل ان يبدأ والذي لم يلعب به اية مباراة، وبتلك القرارات فقد اعتبر دلاسال القدس هو الفائز بالدوري من خلال الفاينال فور مع (5 خسائر بالدوري) وسرية رام الله (خسارة في الدوري امام ارثوذكسي رام الله) وبير زيت (4 خسائر) وابداع الدهيشة (5 خسائر). ان نظام الفاينال فور لم يكن له اي داعي او سبب وجيه لتنظيمه لان الدوري الفلسطيني الممتاز كان طويلا وشاقا من مرحلتين، وهو مقياس ومعيار واضح لمستوى الاندية جميعها فتصدرت سرية رام الله الدوري بخسارة وحيدة.
ان هذا الاخفاق وضع الاتحاد الفلسطيني في موقف لا يحسد عليه، واثار تساؤلات كثيرة اهمها، لماذا هذا التعنت بتنظيم مباريات الفاينال فور بدون اخبار الاندية قبل فترة مناسبة وبموعد مناسب لها؟ ولماذا تجاهل ورفض الاتحاد نداء هذه الاندية الكبيرة للاجتماع ومناقشة هذا الموضوع والخروج بصيغة مشتركة لصالح الاندية واللعبة ؟ والاسئلة الاخرى المطروحة ما هو ترتيب بقية الاندية الثلاثة وخاصة سرية رام الله الذي لم يخسر الا مباراة واحدة وبير زيت الثاني على الدوري وابداع بعد تعب وجهد وعناء ودفع مبالغ طائلة للمدربين واللاعبين ومصاريف اخرى من جميع الاندية ؟ وبالتالي ما هي مصير بقية المبالغ المرصودة من رعاية جوال للفائزين بالمركز الثاني والثالث والرابع ؟ وكيف ستوزع هذه المبالغ على الاندية الثلاثة ؟ هل ستوزع بالتساوي او بالقرعة او حسب ترتيب الدوري ؟، او ان الاتحاد سيعاقبهم بعدم دفع اي مبلغ لهم بسبب انسحابهم وما هو القرار المتخذ بحق الاندية الثلاثة المنسحبة. اسئلة كثيرة الاجابة عليها ستكون غير مقنعة وغير مبررة للاندية ولمجتمع كرة السلة الفلسطيني والذي طفح بهم الكيل من كثرة المشاكل والتخبطات والعثرات والقرارات العشوائية والظالمة الكثيرة في هذا الموسم وسياسة الانغلاق والفوقية في التعامل وسياسة الترغيب والترهيب من قبل الاتحاد. فالاتحاد يعتبر نفسه بان له الفضل الوحيد في وصول المنتخب الى اسيا وانه انجاز اخر المطاف كانه حقق كاس اسيا وهذا سببه كثرة المطبلين واصحاب المصالح المتبادلة والخوف من قول كلمة الحق وما هذا الا انجازا وهميا حققته ظروف معينة يعرفها القاضي والداني.
ان الاسباب التي ذبحت السلة الفلسطينية واوصلتها الى هذه الحالة هو ان اعضاء الاتحاد غير سلويين وغير متخصصين، فطريقة وقيادة الاتحاد في مواقف كثيرة لا تسير وفق آلية مبرمجة بلوائح وتعليمات وروزنامة وخطط وبرامج واضحة المعالم للموسم على مستوى الدوريات المختلفة والمنتخبات والدورات والمشاركات الخارجية، اضافة الى الرضوخ والخوف والسمع والطاعة والمديح من الاندية وعدد من المطبلين والتي اوصلت الاتحاد الى قناعة بانهم فوق المسائلة وفوق الجميع ولا احد يستطيع محاسبتهم.
ان الاتحاد الفلسطيني يتشكل من الأندية التي تمثل الجمعية العمومية، والتي يجب ان تدرك أهمية دورها في تحديد معالم المرحلة القادمة، فهي الجذر الاساسي للاتحاد ولها الحق في معرفة الخطط والبرامج وفي الامور المالية والادارية وفي المراقبة والمحاسبة ونزع الثقة عن الاتحاد ، فدورها ليس محصورا على الانتخابات. وعلى الأندية العمل بكل جدية على تنظيم انتخابات حرة نزيهة بدون ضغوط وتخرج من دائرة المحسوبيات والخوف والسمع والطاعة والمجاملات وترشيح الأشخاص المؤهلين والكفاءات والمتخصصين والذي سيعملون لمصلحة السلة الفلسطينية، وايصالهم الى عضوية الاتحاد لقيادته في المواسم القادمة، ويجب عليها اعتماد النظام الأساسي للاتحاد. فالاندية يجب ان تكون هي الآمرة الناهية والمتحدثة الرسمية للسلة الفلسطينية والاتحاد المستمع والمنفذ لتعليمات الاندية وليس العكس كما هو حاصل الان.
لقد حذرت مرارا وتكرارا بان الامور والاوضاع في نهاية المطاف ستصل الى مرحلة اللاعودة بسبب المواقف والقرارت العشوائية والظالمة التي تصدر من الاتحاد الفلسطيني بحق السلة الفلسطينية.
لقد بلغ السيل الزبى ويجب على الاندية العمل على التغيير الجذري السليم من اجل مستقبل افضل متميز لمصلحة السلة الفلسطينية التي هي جزء لا يتجزأ من هذه المصلحة المشتركة، وارى ان هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير.