معركة الفيفا.. بدأت تؤتي أكلها
كتب بدر مكي- القدس
في نهاية آيار..كانت معركتنا في الفيفا..حول تعليق عضوية اسرائيل بسبب ممارساتها اليومية بحق رياضتنا الفلسطينية،على صعيدي الأرض والإنسان،وتحول طلب تعليق العضوية الى حقنا في مساءلة اسرائيل من خلال لجنة دولية،وأن الإختلاف الوحيد بين المشروعين هو تأجيل قرار العقوبات لحين إجراء التحقيق والتدقيق.
وهاهي اللجنة قد شكلت رسمياً والتي تعنى بمراقبة آليات وسياسات الجانب الإسرائيلي في قضايا ذات العلاقة المباشرة بالشأن الرياضي..وأهمها حرية الحركة وتنقل اللاعبين ويضم هذا البند العديد من القضايا المتعلقة أيضاً بالبنية التحتية واستقبال الوفود و..والبند الثاني موضوع العنصرية الذي يمارسه الإحتلال بحق أبناء شعبنا في فلسطين التاريخية والبند الثالث ضرورة إيقاف النشاط الكروي في المستوطنات الإسرائيلية..هذه الأمور كان يمارسها الإحتلال صباح مساء ولم يساءله أحد.. ولكن بعد الإعلان جهاراً ونهاراً أمام مندوبي الفيفا المجتمعين في زيورخ في آيار الماضي في الدورة 65 للفيفا..عن ممارساته بحق أبناء شعبنا ورياضته، فقد تعرى الإحتلال أمام هذا العالم..لأن هذا المكان ليس مكانه..وتم اصطياده في توقيت مناسب..بتشكيل لجنة المراقبة التي ستسعى لمعرفة الحقيقة على الأرض بقيادة رفيق درب مانديلا السيد سكسويل.
واتضح أن قرار اللواء الرجوب حينذاك..كان صائباً..وأن البعض الذي هاجمه بشدة في عدة قضايا..كان أمرهم في ذلك شخصي بحت..وجراء انجازاته التي تفوقت على أقرانه من المواقع الرسمية والتنظيمية والفصائلية وخاصة في صوته الهادر أمام العالم والقاضي بحماية الكرة الفلسطينية وتطويرها حسب قوانين الفيفا.
والسياق نفسه يؤكد..أن لقاء الإياب مع السعودية على أرض فلسطين،حيث كان الذهاب هناك..وبذلك ينتهي فاصل من التقولات..التي كان همها المساس بالكيانية الرياضية الفلسطينية التي يتم تأسيسها على أرض صلبة بعيداً عن ردات الفعل الآنية..التي لا تغني ولا تسمن..وهذا يؤكد على الملعب البيتي الذي ناضل الإتحاد من أجله..وهكذا كان..وسيكون.
شكراً سلطان الرياضي والإنسان
مضى سلطان مرعي الى العليين.. وقع الخبر كالصاعقة.. أبلغني به صديقي اسماعيل المصري عند الثانية فجراً.. وأكده منير الغول بعد ذلك بقليل.ن شأ سلطان و ترعرع في أسرة ريحاوية رياضية.. حتى والده كان من كبار مشجعي هلال أريحا.. وامتازت أسرته بأخلاق كريمة..فالشقيق الأكبر علي..كان ابن صفي.. ودرسنا معاً في الثانوية العامة.. كنت في العلمي وهو في الأدبي.. ولكن كان هناك مساقات مشتركة.. كنا ندرسها معاً في شارع المتنزهات أثناء الصيف..حيث الشارع الشهير بأريحا خالياً تماماً في صيف أريحا اللاهب..وأحياناً يمر سلطان.. وكنا نكبره بسنوات قليلة نمازحه ويمازحنا.. باللهجة الريحاوية المحببة الى القلوب قال لنا"ليكون رح تفلحوا..أنت واياه"..وفلحنا وأخطأ سلطان! ولكن سلطان فرح لنا، لعب في هلال أريحا فترة كما لعب شقيقه الأصغر توفيق..الذي كان نجماً في هلال أريحا وصاحب فضل على الهلال هو وأسرته الكريمة.
تحول من اللعب الى التحكيم والتدريب..ويحسب لسلطان أنه قدم العديد من المواهب لهلال اريحا..ولم يتركه حتى في أصعب اللحظات..ومن المدربين القلائل الذين دربوا هلال أريحا وكذلك شباب أريحا.
تزوج من الزميلة العزيزة سامية شعبان..والتي أعتز بعائلتها الكريمة أخوة وأبناء عم وعمومة..كان سلطان قادماً لتوه من العمرة..ونيته الصلاة في الأقصى و سقط وهو عاشق له وأخذ الله سبحانه وتعالى وداعته..كنت أشعر بأهمية هذه العائلة التي كانت تحافظ على النظام الأسرى..آل مرعي ورومة وغروف..ومنهم عبده ونادر وصلاح وخالد مرعي وأسعد ويوسف فرح ومحمد علي وكلهم رياضيون..عاصر جيل النخبة من لاعبي أريحا..هلالاً و شباباً..غسان ومنذر عريقات،مصطفى الفهد، خليل البرهم، عبد السلام الخطيب،عارف الولجي،عصام أبوالهوى، وجمعة عطية،وكذلك الإعلاميين أسعد مرعي،أحمد برهم وفتحي براهمة.
رحمك الله..سلطان..وألهم زوجتك وذويك جميل الصبر وحسن العزاء