شريط الأخبار

هذا ما حدث...

هذا ما حدث...
بال سبورت :  


كتب محمود السقا- رام الله

إذا كان التعريف الدقيق والأكيد لكلمة السياسة هو فنّ الممكن، فإن ما حدث في جنيف، ينسجم ويتساوق مع هذا التوصيف والتعريف، فقد ذهبنا الى كونغرس الـ"فيفا" بعناوين واضحة ومحاور صريحة، وكلها تصب في خانة رفع المعاناة عن كاهل الحركة الرياضية والرياضيين الفلسطينيين، من خلال حرية الحركة للرياضيين واللاعبين، والأدوات الرياضية، التي تأتي الى فلسطين على شكل مِنح ومساعدات من الاتحادات القارية كالـ"فيفا" والـ"ويفا"، فضلاً عن إثارة موضوع العنصرية من الفرق الإسرائيلية، وتجميد خمسة أندية تابعة للمستعمرات، غير الشرعية، المقامة على أراض محتلة، وليست أراضي متنازعا عليها، كما تدّعى إسرائيل.
تحقيق هذه المطالب هي التي فرضت نفسها على لغة الخطاب الفلسطيني، وهي التي حظيت، بشبه إجماع، من أعضاء كونغرس الـ"فيفا" الـ 209، فقد حازت على نسبة 90%، وقد تشكلت لترجمة إنجاز هذه المحاور لجنة منبثقة عن الـ"فيفا"، وسوف تُباشر مهامها في أمد قريب.
السؤال.. ماذا يعني ذلك؟ ألا يعني ان ملاحقة ومطاردة سلوك الاحتلال سوف يظل قائماً وموجوداً، وسيظل، أيضاً، موضع نظر ومتابعة ومواكبة من جانب أعضاء اللجنة المُنبثقة عن الـ"فيفا"؟
أعترف أن هناك تفاؤلاً كبيراً كان يسود كافة الأوساط الفلسطينية بتجميد عضوية إسرائيل، نظراً لشراستها وعنجهيتها واستعلائها وقُبح سلوكها، وربما زاد منسوب التفاؤل، في ظل إقدام دول أوروبا على مقاطعة منتجات المستعمرات، غير الشرعية، المقامة، عنوة وقسراً، فوق أراضي الدولة الفلسطينية، لكن المقترح الفلسطيني القاضي بتجميد عضوية إسرائيل كان يحتاج الى نسبة 51% كي يتم إدراجه على طاولات التداول والنقاش في كونغرس الـ"فيفا"، وهو الأمر الذي أدركته القيادة الرياضية فكان أمامها خياران لا ثالث لهما، إما الإخفاق في مطلب شرعي وعادل، يقضي بتجميد دولة الاحتلال، او البحث عن حل لتفادي ذلك، وهو ما استقر عليه الرأي، أي تحقيق شيء ذي قيمة، من شأنه رفع المعاناة عن كاهل الرياضيين الفلسطينيين، الذين يُكابدون الشقاء والحرمان، بفعل احتلال، يمارس السادية بكل ما أوتي من غطرسة.

مواضيع قد تهمك