شريط الأخبار

الرجوب.. وإدارة الأزمة

الرجوب.. وإدارة الأزمة
بال سبورت :  

كتب بدر مكي- القدس

كنا نريد تعليق عضوية إسرائيل في الفيفا..ولهذا تقدم اللواء الرجوب بهذا المقترح وهو صاحب الصورة الشهيرة التي تظهره يحمل الكرت الأحمر ضد دولة الإحتلال..كنا نرى الحكام الذي يشهرون البطاقة الحمراء في وجه أي لاعب يخرج عن النص..ولكنها المرة الأولى التي يقدم بها رئيس إتحاد في العالم يحمل البطاقة الحمراء..ولكنها هذه المرة..ضد دولة خارجة عن القانون.

المقترح الفلسطيني..الموجود في أجندة الفيفا ضمن البند 17،كان حتى يتم تثبته ومن ثم مناقشته،كان يحتاج تصويت النصف +1 من أعضاء الكونغرس ،أي أكثر من مئة دولة..وفي أتون الصراع والزلزال الذي أصاب الفيفا قبل التصويت ب48 ساعة،وجد اللواء الرجوب نفسه يخوض صراعاً مع العرب أولاً والعجم ثانياً من أجل إعتماد المقترح..واتضح له وهو داخل المحفل..وبعد الإجتماع نصحه العديد من الأشقاء والأصدقاء..والضغوط الهائلة من اليمين ومن الشمال..أن الوصول بالمقترح الى الإعتماد بالتصويت..لن يأتي أكله..وإذا سقط الإقتراح..فلن ولم يتم تداول أو مناقشة مضمون المقترح بالمطلق..وبالتالي يسقط تلقائياً..وتنتصر دولة الإحتلال من الجولة الأولى.

ونخسر نحن ما جئنا من أجله..في ظل اختلال موازين القوى ولعبة المصالح..ورغم القضية التي حملها اللواء الرجوب للعالم..وهي قضية رياضية أخلاقية بإمتياز،ولهذا تحول الطلب الفلسطيني لصالح تشكيل لجنة من الكونغرس لوقف عنصرية الإحتلال،وقف إنتهاكاته تجاه حركة اللاعبين والفرق،وشطب أندية المستوطنات في أراضينا المحتلة عام 67،بالرجوع الى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/19.

وهذا الطلب حظي بتصويت الأغلبية وبنسبة 90% من أعضاء الكونغرس،وهي لجنة من الفيفا تعمل مباشرة ضمن القواعد التي تنص عليها لجان الفيفا الأخلاقية والقانونية ومجموعة العمل المناهضة للعنصرية والتمييز،بحيث تكون مجموعة مراقبة متعددة الأطراف الدولية،وهي التي تضمن تحقيق أهداف الفيفا في المواد واللوائح ذات الصلة..وبعد كل ما تحقق فإن الرياضة الفلسطينية بعد تاريخ 29 أيار لن تكون بالتأكيد كما قبل هذا التاريخ..فعيون العالم مسلطة على ما تفعله دولة الكيان بحق رياضتنا.

ذهبنا لرفع الظلم والمعاناة عن حركتنا الرياضية..التي تعاني الأمرين..من هؤلاء الطارئين على العالم..لكننا كنا نريد تعليق عضوية الكيان..عاطفياً ووطنياً ورياضياً.."نريد أن نرى فيهم يوماً"..ولكن موعد هذا اليوم..قد يتأخر..ولكنه قادم لا محالة..هؤلاء لا يؤتمن جانبهم..قطعنا خطوة بتشكيل اللجنة الأممية.. تحت مرأى ومسمع العالم..تحولت قضية الرياضة الفلسطينية..الى قضية عالمية..ينظر إليها الكثيرون بالإحترام والتقدير..تتألق وتحلق وتبدع..تلك الرياضة..رغم المعاناة اليومية..لأنها إرادة الفلسطيني..الذي أيقن أن رياضته .. أصبحت جزءاً أصيلاً من مشروعه الوطني.

فلسطين..قالت كلمتها بالكونغرس..العرفاتي..أعاد القضية الفلسطينية الى الواجهة..ربما كان وحيداً هناك..ولكن بالتأكيد..كلنا كنا مع اللواء الرجوب في معركته الشرسة..ووحده هناك..كان يكفينا..الصوت الهادر..الذي هز الفيفا..كان يكفينا..ويكفينا اليوم ما تحقق..والجولة القادمة..قادمة..

مواضيع قد تهمك