شريط الأخبار

الظاهرية ودورا.. درس في التنافس الشريف

الظاهرية ودورا.. درس في التنافس الشريف
بال سبورت :  


كتب محمود السقا- رام الله

التنافس الشريف قيمة أخلاقية رفيعة لا يمارسها إلا الكبار، وأصحاب النفوس والهِمم العالية والسامقة، هؤلاء يستحقون التحية والتقدير والاحترام والتبجيل، فهم بتنافسهم الشريف، إنما يضربون أروع الأمثلة وأنقاها للأجيال الشابة، التي تزخر بها ملاعبنا ومياديننا وساحاتنا.
أكتب هذه العبارات، ولسان حالي، يلهج بالشكر والعرفان لأسرة فريقي الظاهرية ودورا، من مدربين وإداريين ولاعبين، فقد كانوا مثالاً صادقاً وأميناً ونقياً في التنافس الشريف.
كان بمقدورهم أن يؤدوا اللقاء الختامي، الذي جمعهم والأبطال، فريق الظاهرية، على نحو عادي، فنتيجة المواجهة لن تؤثر عليهم، بقدر ما تؤثر على جيرانهم، أبناء الظاهرية، لكنهم انتصروا للأخلاق، ولم يكتفوا، بذلك، بل حرصوا على إعلاء مداميكها، حتى بدت لي، شخصياً، كما الصرح الشاهق والمتطاول في علوه وارتفاعه.
لم يتلكأ أفراد «كتيبة الجبل»، وهذا هو لقب فريق دورا، ولم يتكاسلوا، ولم يتعاملوا مع اللقاء باعتباره لا يُقدم ولا يُؤخر بالنسبة لهم، بل إنهم بدوا كما الأحصنة الجامحة، فجاروا الأبطال في كل شيء، في الجانب البدني، والقتالي والحماسي، وخطّروا المرمى «الغزلاني» من خلال الوصول له عبر الهجمات المعاكسة والمرتدة والسريعة.
لقد تعذب أبناء الظاهرية قبل أن ينالوا من شباك دورا العصيّة، بفضل فتاها الغض، لكنه، قطعاً، العملاق والهائل، وأعني، هنا، أمين الدراويش، وبفضل موهبته المتأججة، وبفضل فدائيته وردة فعله السريعة والرائعة، فقد حجب العديد من الأهداف، وحال طوال شوط كامل من أن تهتز شباكه، رغم الكمّ الوافر من الفرص، التي سنحت لفريق الغزلان.
هكذا نريد للتنافس أن يكون بين فرقنا ولاعبينا، نريده تنافساً على طريقة أبناء الظاهرية ودورا، تنافس يرتدي أثواب الشرف والطُهر والعفّة، وهذا ما لمسناه وشاهدناه بأم أعيننا، أكان من داخل أروقة ملعب المباراة، أم عبر الشاشة الصغيرة.

مواضيع قد تهمك