شريط الأخبار

"طوني عبود" وراء كل رجل عظيم امرأة

طوني عبود وراء كل رجل عظيم امرأة
بال سبورت :  


كتب سعد حاكورة- غزة

تقفز للأذهان ذكرى الرياضي المبدع، وصاحب القلم المتألق الإعلامي الراحل طوني عبود من أوائل محرري صفحات جريدة القدس "المقدسية" القائد، والمعلم، والإنسان مع رحيل زوجته آمال جول دانييل عبود " أم رولا" التي انتقلت إلى حياة الآخرة بعد أن رافقت "طوني" في رحلة حافلة بالعمل والعطاء والخدمة الاجتماعية والوطنية، ومتممة واجباتها الدينية والوطنية والاجتماعية، لتؤكد مقولة المثل الشعبي العربي " وراء كل رجل عظيم امرأة".

لم يكن لـ"طوني" أن يتألق في ميادين الرياضة التي كانت سلاح الشباب الوطني الفلسطيني في السبعينات وأواخر الثمانينات، عندما كان أعداء والمراهنون على شعبنا يريدون له الفشل والانخراط في أوحال الدمار، إلا بوجود سيدة كـ"أم رولا" توأم في نفس مقدسية واحدة تقدم دون انتظار، وتعطي دون حدود.

ولم تتوقف "أم رولا" التي تربت في مدرسة "طوني عبود" أن تتوقف عن الدور الذي رسمته مع رفيق دربها، فبقي العمل والعطاء متقداً، وبقيت على تواصل مع الكل الوطني والرياضي، خاصة أهالي قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة، وحتى بعد أن أقعدها المرض، وشل حركتها وألزمها الفراش، لما، لا وبيت الراحلين كان قبلة للكل الوطني، ومقصداً لكل باحث عن البناء والتطوير ولمن انتمى بحق لفلسطين والقدس.

نستذكركما اليوم، لأن صغيرتكما "رولا" تربيت على مائدة "طوني" و"آمال" وبقيت تسير على دربهما لتكمل دورهما في جمعية الشبان المسيحية في القدس، والحركة الرياضية في بيت المقدس العاصمة، وفي الكل الفلسطيني، وهو ما نتطلع إليه في كل أسرة ولبنة، أن يسير الأبناء على درب البناء الذي يقوده اليوم اللواء جبريل الرجوب وصحبه من الرياضيين.

لقد كانت "رولا" زوجة النطاس البارع د. شكري عودة في قلب كل حدث، وأستذكرها عندما جاءت قبل ثلاث سنوات إلى فندق الموفنبيك لتمثل والدها عند تكريم رجالات الاتحاد العربي للصحافة الرياضية الذين قدموا لفلسطين دون مقابل، وتسلمت درع والدها لتسجل بدموع صادقة كلمات خرجت من القلب، كانت "رولا" تتمنى وجود أمها لتشاركها ما جسده الأب والزوج.. كنت يومها حاضراً، وتهيأت "طوني" عاشق الوطن والقضية والراحل المز ياسر عرفات، لكنه القدر المحتوم.

إن رحيل العملاق الرياضي، ورفيقة دربه "أم رولا" تزرع فينا الأمل، بأن نبقى على طريق الأوائل ممن غرسوا نبتة العطاء رغم كل الصعوبات والتحديات التي كانت ولا تزال تواجه الكل الفلسطيني، لنحقق الأهداف المنشودة لتي رسموها، وليبقى الوطن حاضراً للأجيال المقبلة.

قبل قرابة العام من اليوم زرت ام رولا في بيتها برفقة الصديق الاعلامي احمد البخاري الذي يواظب على زيارتها دائما، أستعدنا معها ذكريات الزمن الجميل وأحتسينا القهوة المقدسية، ونبشنا الماضي، وكان لقاء ممتعا أستدينا من الراحلة بعضا من المعنويات.

مواضيع قد تهمك