شريط الأخبار

أطفال القدس.. رجال أشداء

أطفال القدس.. رجال أشداء
بال سبورت :  


كتب محمود السقا/ رام الله

لن يضيع حق خاصة إذا كان وراءه مُطالب، لن يفتأ أو يتردد في إثارته والتذكير بأحقيته فيه، عبر كافة الوسائل والأساليب المُتاحة.
هذا المنطق مارسه، قولاً وفعلاً، أطفال القدس الغُر الميامين، حينما تصدوا، بقوة وعنفوان ورجولة متناهية، لماراثون الاحتلال، الذي دأب على إقامته، وبشكل استفزازي ومقصود، كل عام في خطوة خطيرة، تهدف إلى تهويد المدينة المقدسة، وطمس معالمها العربية، رغم أن كل العالم يُدرك ويعلم أنها مُحتلة بقوة السلاح الاحتلالي الغاشم والغادر.
أطفال القدس، عبروا عن رفضهم المطلق لماراثون الاحتلال، من خلال رفع الأعلام الفلسطينية في وجه المشاركين في المنافسات، وهذه اللفتة الذكية والحصيفة، تستحق الوقفة مثلما تستحق الإشادة والثناء والتبجيل، خصوصاً عندما يبادر إلى ترجمتها، عن سابق قصد وإصرار، أطفال هم في عمر الزهور الغضة والطرية لكنها، قطعاً اليانعة، والتي ينبعث منها روائح طيبة، تنتشر وتتضوع في ربوع الوطن السليب لتكون عبارة عن نموذج فذ وعبقري، يؤكد أن فلسطين تعيش في خلجات وشغاف قلوب كل أبنائها، ومن ضمنهم أطفالها، بحسبانهم رجال الغد وأمل الحاضر والمستقبل.
رفع الأعلام الفلسطينية في وجه ماراثون غير شرعي، على الإطلاق، هي عبارة عن رسالة واضحة المعاني والمضامين، وتحمل في أحشائها أن القدس ستبقى عربية اللسان والقَسَمات، ولن تنطق إلا بلغة الضاد، وما عدا ذلك فهو إلى زوال مهما ادّعى وتغطرس واستعلى وتعجرف.
الرياضة في خدمة الوطن الفلسطيني، وقضيتنا العادلة، وهذا ما تجلى بوضوح، من خلال الوقفة البطولية والأبية، التي كرسها أطفال القدس، وكل مَنْ وقف ويقف خلفهم من رجال يستحقون الثناء والتحية، رداً على لفتاتهم الحافلة بالوطنية والغيرة على الوطن والرفض المطلق لكل ما هو طارئ ومؤقت كالاحتلال، وكل ما يصدر عنه من تدابير وإجراءات استفزازية، وفي مقدمتها الماراثون ذي الطابع التهويدي الصرف.

مواضيع قد تهمك