كتب حسام عز الدين/ رام الله

لو سألنا احد المتابعين ممن تحمسوا خلال متابعته مباريات المنتخب الوطني ضمن بطولة امم اسيا، عن اسماء خمسة لاعبين من لاعبي المنتخب لتعثر لسانه، وهذا شيء عادي، كون المتابعين للكرة الفلسطينية لا يعلمون الكثير عنها ولا يتابعون الدوري العام حيث تخلوا المدرجات مع كل لعبة في الدوري العام، من الاعداد الكبيرة للجماهير الا في ملعب الحسين في الخليل.
الاسم الوحيد الذي قد يحفظه كثيرون هو اشرف نعمان كونه من سجل الهدف التاريخي في مرمى الفلبين حينما تابع الملايين المباراة التي كانت العتبة الاخيرة للمنتخب قبل توجهه الى استراليا.
مثلما اعلن رئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب انه ستتم دراسة وتحليل المشاركة الاسيوية، بهدف اخذ العبر وتطوير الاوضاع الى ما هو افضل.
وفي هذا السياق، اعتقد ان دراسة وتحليل الوضع يجب الا يقتصرا فقط على اداء المنتخب في استراليا، بل التحليل والدراسة يجب ان يشملا كل صغيرة وكبيرة فيما يخص اطراف اللعبة ومكوناتها بشكل عام من (اللاعبين، الدوري العام، الاطقم الادارية والفنية، الاعلام، ادارة الاتحاد نفسها، والاطقم العاملة فيه).
فإن كان الملايين تابعوا المنتخب وتفاعلوا مع المباريات الثلاث التي لعبها في استراليا، فلماذا لا يتابع الآلاف عبر مدرجات ملاعبنا مباريات الدوري الفلسطيني الذي من المفترض ان يضخ لنا لاعبين نحو المنتخب من خلال عملية يشرف عليها طاقم محترف من بداية الدوري حتى نهايته.
الدوري الفلسطيني يسير بشكل متواز مع ما يجري في الدول المحيطة، لكن ما ينقصه هو حرارة المدرجات ووجود الجماهير التي تشكل فاكهة اللعبة، وهي الدافع للاعبين الى تطوير انفسهم، وكذلك تدفع ادارات الاندية الى تطوير انفسها لكي تتلاءم مع عشق الجمهور للعبة وتواجده في المدرجات.
فهؤلاء اللاعبون الذين تابعهم الآلاف عبر شاشات التلفاز يلعبون في الدوري الفلسطيني، وكم سيكون المشهد جميلا حينما تقترب هذه الآلاف لمشاهدة اللاعبين عن كثب من خلال الجلوس لساعتين في المدرجات، وهو ما تحتاجه الكرة الفلسطينية الآن.
دعوة الجماهير الى الملاعب ليس من مسؤولية الاتحاد، بل هي من مسؤولية الاندية التي باتت تصرف آلاف الدولارات على لاعبيها ومبارياتها، بعد تنفيذ مبدأ الاحتراف، بالتالي فإن اشراك الاندية لجماهيرها سيحقق الدعم المعنوي الهائل للاعبين اضافة الى تحقيق دعم مالي من خلال تذاكر المباريات، بالتالي فإن هذه المهمة تقع بالدرجة الاولى على ادارات الاندية.
وان امتلاء المدرجات بالجماهير، بالضرورة، سيؤثر ايجابا على اداء اللاعبين، سواء اللاعبون في الدوري او اللاعبون الذين يتم انتقاؤهم للعب في المنتخب، لأن كل لاعب يتوق للشهرة بين الجماهير. وحينما تتعاظم المتابعة الجماهيرية للعبة من الضروري ان يتعاظم مستوى المنتخب واللاعبين.