شريط الأخبار

"الفدائي" حلم التواجد بين كبار آسيا تحقق .. وجلد المنتخب مرفوض

الفدائي حلم التواجد بين كبار آسيا تحقق .. وجلد المنتخب مرفوض
بال سبورت :  


كتب أشرف مطر/ غزة
بلا شك أن الخسارة التي تلقاها المنتخب الوطني الأول لكرة القدم أمام الأردن وبخمسة أهداف مقابل هدف واحد، في الجولة الثانية من مسابقة كأس آسيا المقامة حالياً في استراليا، كانت مؤلمة وغير منتظرة، حيث كُنا ننتظر الأفضل في هذه المباراة، لكن هذا الأمر لابد ألا يحرفنا عن البوصلة الأساسية.
فالهدف قبل وقت ليس بالبعيد، وتحديداً في كأس التحدي في شهر أيار من العام الماضي، كان "الحلم" بالتتويج بلقب تلك البطولة في نسختها الأخيرة، وبلوغ نهائيات كاس الأمم الآسيوي لكرة القدم للمرة الأولى في التاريخ.
هذا "الحلم" حوله أبطال "الفدائي" الذين يتعرضون الآن للطعن والتشكيك في قدراتهم من قبل أصحاب النفوس الضعيفة إلى حقيقة، لتكون فلسطين الدولة الآسيوية رقم 16 التي تبلغ النهائيات، وتنال من خلال هذا الإنجاز غير المسبوق أفضل النتائج في تاريخها، فلأول مرة ينزل تصنيف فلسطين الشهري عن الـ 100 في ترتيب الفيفا، وتصبح فلسطين بين أفضل عشرة منتخبات في القارة الآسيوية، بل وتُكرم في نهاية العام بلقب أفضل منتخب آسيوي من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
ندرك حالة الحزن على الخسارة القاسية أمام الأردن، لكن هذا الأمر لا يمنحنا الحق بالتشكيك أو التشهير بالجهاز الفني واللاعبين، قد نتفهم وجود خطأ هُنا أو هنالك في إدارة المباراة والتعامل معها وهذا أمر فني نتركه للفنيين الحديث عنه، لكن هذا لا يعطينا الحق على الإطلاق في التشهير بمدربينا الوطنيين ولاعبينا الذين نعتز ونفخر بهم، فقد تركوا منازلهم منذ أكثر من شهرين لكي يستعدوا لهذا المونديال الآسيوي الكبير والذي شهد سقوط منتخبات عربية عريقة أمثال الكويت وقطر بطل كأس الخليج مؤخرا وعُمان والبحرين، وجميعهم استعدوا بشكل رهيب وجلبوا مدراء فنيين عالميين بملايين الدولارات، ومع ذلك ودعوا من الدور الأول وتعرضوا لهزائم ثقيلة وغير منتظرة، ولم تتعرض منتخباتهم لهذا النقد الجارح، وما زالت هنالك منتخبات عربية أخرى مرشحة للخروج من الدور الأول مع انطلاق لقاءات الجولة الثالثة والأخيرة.
أفهم مرة أخرى، أن هنالك أخطاءً فنية حدثت، نأمل تلافيها قبل المباراة الثالثة والأخيرة أمام العراق على صعوبتها يوم الثلاثاء، لكن مرة أخرى لابد أن يلتف الجميع خلف "الفدائي"، فما حققه فرسان الوطن في هذه النسخة من النهائيات الآسيوية أكبر من مجرد نتيجة مباراة، فقد شاركنا ونحن الدولة الوحيدة التي ترزح تحت نير الاحتلال الاسرائيلي، وقد رفع الآلاف من أنصار الفدائي العلم الفلسطيني خفاقاً في كافة أرجاء استراليا ومدرجاتها، وعزف النشيد الوطني في بلاد ساندت السجان ضد السجين، عبر رفضها التصويت الأخير لصالح فلسطين في مجلس الأمن، كما تابع الجميع "الفدائي" الدولة الوحيدة التي جاءت بهدفين، أحدهما رياضي والآخر سياسي، وأعتقد كما يعتقد الجميع أن رسالة الشعب الفلسطيني وصلت من خلال تواجد الفدائي في تلك النسخة.
أخيراً .. تواجد "الفدائي الكبير" في نهائيات كأس أمم آسيا هو إنجاز كبير وغير مسبوق للكرة الفلسطينية منذ نشأتها قبل 87 عاماً، لذلك نحن نثق بحكمة اللواء جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وقائد دفة الرياضة الفلسطينية، بالبناء على المشاركة الحالية، فكما قُلنا في وقفات سابقة، أن إنجاز الوصول لكأس آسيا جلب معه الكثير من الخير للكرة الفلسطينية، خاصة تحسين تصنيف المنتخب الفلسطيني ودخوله دوري المجموعات، لذلك مطلوب بعد العودة ، العمل على إعادة تقييم شامل وكامل للمشاركة الفلسطينية والبناء على الايجابات التي تحققت، والعمل على تفادي السلبيات، والتحضير للمرة المقبلة، فالفدائي الكبير سيبدأ الدخول في التصفيات الآسيوية من خلال المجموعات سواء لكأس العالم في روسيا 2018، أو كأس آسيا المقبلة وهذا يتطلب منها الاعداد المبكر والسليم.
مرة أخرى كل التوفيق للفدائي الكبير، فنحن سنظل أوفياء لمنتخبنا وسنظل ندافع عنه ما حيينا.

مواضيع قد تهمك