شريط الأخبار

البطل أمين فهمي: عمري شارف على الخمسين ولكن طموحي لا يزال فتي

البطل أمين فهمي: عمري شارف على الخمسين ولكن طموحي لا يزال فتي
بال سبورت :  


رام الله- حاوره محمود قراقرة/
أمين فهمي عابد، الاسم الفلسطيني اللامع في رياضة كمال الأجسام يفتح قلبه في هذا الحديث ويتحدث عن مشواره الرياضي في رياضة كمال الأجسام، بداياته، أبرز نجاحاته و تجربته كعضو لجنة تحضيرية في مؤسسة شباب البيرة.
بدايةً من هو أمين فهمي وكيف بدأ ممارسة هذه الرياضة ؟
أمين فهمي رجل عصامي، صنع شهرته بنفسه، مثابر، أحب رياضة كمال الأجسام منذ صغره، ولم يمنعه كونه ابن لأسرة فقيرة من بداية ممارسة هذه الرياضة بعمر الـ 16 عاماً، رغم قلة الامكانيات والأدوات البدائية حينها، شق طريق النجاح بفضل مثابرته وارادته القوية التي لم تضعف امام العوائق العديدة التي واجهها في عمره الرياضي، كنت أشتري المجلات الخاصة بكمال الأجسام، ويثيرني ما وصل له العديد من الأبطال العالميين وخاصة أرنولد شورازينجر، الأمر الذي حفزني على بداية هذه الرياضة رغم صغر سني.
حدثنا عن أبرز مشاركاتك المحلية والعالمية ؟ وأسرار نجاحك الباهر على المستويين ؟
أحمل في جعبة ذكرياتي العديد من البطولات الجميلة واللحظات الرائعة، أبرزها مشاركتي في بطولة العالم سنة 1998 في تركيا وتصنيفي رقم 12 عالمياً حينها ، في سابقة تدعو للمفخرة لكل رياضيي الوطن، كذلك بطولة البحر الأبيض المتوسط في قبرص سنة 2000 واحرازي للمرتبة الثالثة، المرتبة الرابعة في البطولة العربية في الاردن سنة 1995، والمرتبة الثالثة للمنتخب ككل في البطولة العربية التي تلتها سنة 1997 في دبي، كذلك على المستوى المحلي حصولي على المرتبة الأولى على مستوى الوطن لما يقارب الـ 15 مرة، عمر رياضي عامر بالانجازات واللحظات الرائعة، للأسف لم يشهد أي دعم مادي من أي مؤسسة أو جهة، فلم يتعدى الدعم الذي تحصلت عليه خلال مشواري الرياضي عن الدعم المعنوي من قبل عائلتي وأصدقائي، اعتمادي الأساسي كان على طموحي المستمر بالوصول دائماً إلى منصات التتويج ورفع اسم فلسطين في شتى المحافل العالمية.
حدثنا عن أبرز المصاعب والتحديات التي واجهتها في مشوارك الرياضي ؟
حقيقة الصعوبات الأساسية التي واجهتها كأي لاعب كمال أجسام في فلسطين هي المصاعب المادية، فجميعنا يعرف التكلفة الباهظة للاعبي كمال الأجسام المعنيين بالوصول الى منصات التتويج، ولكن للأسف حتى هذا اليوم المشكلة موجودة لقلة الدعم والاهتمام برياضيي كمال الأجسام، فقد اضطريت في الكثير من الأحيان إلى المفاضلة بين عملي وممارسة هذه الرياضة، كذلك انعدام المدربين للأسف .. فلقد وصلت إلى كل ما وصلت اليه بدون أي مدرب أشرف على تدريبي أو ساعدني، ولا بد من ذكر المعيق الأساسي لأي حلم وطموح فلسطيني، الا وهو الاحتلال الغاشم وعنجهيته.
- ما هو رأيك بمستوى رياضة بناء الأجسام في الفلسطيني، وما هي الخطوات القادمة بالنسبة بك ؟
باعتقادي رياضة بناء الأجسام الفلسطينية في تراجع للأسف، نظراً لقلة الدعم والاهتمام بها، وعدم وجود كادر تدريبي جيد لرياضييها والتركيز على لاعبيها الناشئين لإعدادهم منذ الصغر، بالإضافة إلى قلة الدورات التدريبية والاحتكاك الخارجي للابطال الفلسطينيين، بالرغم من امتلاكنا للاعبين مميزين وخامات جيدة . اما بالنسبة لي فقد شارف عمري الخمسين عاماً ولكني لا زلت أملك طموح فتي، فأنا أحضر حالياً لكافة البطولات العالمية لسنة 2015، وكلي أمل بتحقيق انجازات جديدة. شاركت مؤخراً في ندوة في العاصمة الأردنية عمان للتوعية من مخاطر المنشطات على لاعبينا وأبطالنا، بدعوة من البطل العالمي مصطفى حسنين، حيث بحثنا سوياً سبل التعاون الأردني-الفلسطيني لتوفير بيئة نظيفة من المنشطات للاعبينا، خاصة بعد تزايد اعداد الخسائر البشرية بسبب هذه العقاقير على المستوى العالمي بشكل مخيف حقا.ً
حدثنا عن الأسباب التي دعتك لقبول تحدي إعادة عجلة مؤسسة البيرة إلى الدوران كعضو لجنة تحضيرية ؟

أولاً أبرز ما دعاني لقبول هذا التحدي، هو ابني المرحوم مجد، فلن أنسى أبداً حبه وشغفه الدائم للمؤسسة، الأمر الذي يخلق لدي حافزاً شخصياً لتكون المؤسسة بأحسن حال، كما تمناها مجد وكل محب لهذه القلعة العريقة، وثانياً كوني ابن لهذه المؤسسة وهذه المدينة، وفي هذه المرحلة تحديداً لم أكن لأتهرب من مسؤوليتي و واجبي تجاهها، الواجب الملقى على جميع أبناء المؤسسة ومدينة البيرة أيضاً في دعمها والالتفاف حولها لتعود زاهية كما عهدناها دوما.ً
بعد غيابك الطويل عن المؤسسة، حدثنا عن أبرز الأمور التي لاحظت تغيرها ؟
بالنسبة لأبرز النقاط التي لاحظتها أفضل الحديث عن جمود وبقاء بعض المشاكل وتجذرها في المؤسسة، خاصة على صعيد علاقة المؤسسة بجماهيرها وبتبعيتها لمدينة البيرة، فحتى الآن هناك قلة وعي وإدراك بأن المؤسسة هي ممثلة لمدينة البيرة أولاً وآخراً كأحد مؤسساتها وليس العكس، ولن أنسى المشاكل العديدة التي عانت منها المؤسسة سابقاً كالفئوية، قلة الالتزام بالنظام على المدرجات، وتحييد العديد من الأطراف والأشخاص عن المؤسسة، قلة الدعم المادي والمعنوي من قبل أهالي البيرة لفريقهم وأحياناً انعدامه، عدم وجود تخطيط رياضي سليم و انحسار النشاطات واقتصارها على نشاطين أو ثلاث، نجحنا خلال هذا الوقت القصير كلجنة تحضيرية للمؤسسة في حل بعض المشاكل التي تعاني منها المؤسسة وما زلنا نعمل على ذلك، وعموماً العمل يجري على قدم وساق لإعادة المؤسسة إلى الطريق الصحيح، وأنا أعد محبي هذه المؤسسة بعودتها إلى القمة خلال السنوات القادمة.
- هبوط فريق المؤسسة الأول لكرة القدم كان بمثابة فاجعة كروية، حدثنا عن جهودكم لمعالجة الوضع الكروي في المؤسسة ؟
للأسف هبوط الفريق جاء كنتيجة حتيمة لتراكم مشاكل الفريق وعدم معالجتها، تكرار الأخطاء ذاتها، وعدم وجود استراتيجية رياضية خاصة بالفريق، بالاضافة الى الاعتماد المفرط على لاعبي التعزيز على حساب لاعبي مدينة البيرة من أبناء المؤسسة، كذلك اتساع الفجوة المستمر بين الفريق وجمهوره، بالاضافة الى حلقة الضعف الأساسية برأيي وهي قلة تفاعل الناس مع الفريق ودعمهم له والاكتفاء بتوجيه الانتقادات بشكل مستمر بدلاً من العمل على تغيير الوضع القائم، فبعد التغيير الإداري الحاصل في مؤسسة البيرة لم نرى هؤلاء المنتقدين والداعين للتغيير حاضرين لدعمنا كلجنة تحضيرية أو لفريق كرة القدم، ولكننا عموماً وضعنا استراتيجية خاصة للفريق، تعتمد بشكل رئيسي على بناء فريق شاب من لاعبي المؤسسة والمدينة الموهوبين، قد يأخذ بناء هذا الفريق موسم أو موسمين، حسبما تقتضيه أيضاً الضائقة المالية الحالية للمؤسسة، لذلك صعود الفريق وعودته إلى دوري المحترفين بالنسبة لنا نتيجة وليس هدف، حتى تشهد عودة البيرة وجه مغايرعن السنوات السابقة، كذلك تم تشكيل لجنة رياضية من لاعبي البيرة القدامى للإشراف على مسيرة الفريق خلال الدوري، ولا زلت انتظر منهم تقارير فنية شاملة تحوي مشاكل الفريق للعمل على حلها بين المرحلتين، تحت إشراف المدرب حسن حسين. أيضاً عملنا على تقوية علاقة عناصر الفريق الأول اجتماعياً، وزرع أسس التعاون والانتماء في تركيبة الفريق الجديدة، كما اننا لا ننظر إلى الفريق بانه الحلقة الرياضية الوحيدة في المؤسسة، بل على العكس نعمل الآن على زيادة التنوع في النشاطات والفرق الرياضية للمؤسسة، حالياً يجري العمل لتحضير فريق تنس ريشة، وسنعمل في الايام القادمة إلى إعادة كافة الفرق الرياضية الخاصة بالمؤسسة.
أغنى ما تمتلكه فرق المؤسسة حالياً هم لاعبوها الناشئون، حدثنا عن خططكم الخاصة بتطوير هؤلاء اللاعبين ؟
نحن نعمل حالياً على تحويل ناشئي المؤسسة وأبنائها إلى لبنة أساسية للفريق الأول لكرة القدم، فكل تركيزنا ينصب على اللاعبين الذين يتراوح أعمارهم بين 12-16 سنة، العمل على تطويرهم، تقويتهم بدنياً وفنياً، بشكل أكاديمي علمي صحيح ومتقن، زيادة فرص احتكاكهم الخارجي . . أهداف سنقدم كل ما بوسعنا لتحقيقها.
حدثنا عن عودتك للمشاركة في البطولات العالمية بعد غياب فاق العشر سنوات ؟
بصراحة لم تكن العودة الى منصات الاستعراض العالمية بالسهلة، ولم يكن أيضاً اتخاذ قرار المشاركة في هذه البطولة بالسهل، فقد مررت سابقاً بظروف صعبة للغاية أثرت على حياتي بشكل جذري كوفاة ابني مجد -رحمه الله - ايضاً ارتفاع تكلفة المشاركة في البطولة والتحضير لها، لم تتعدى فترة تحضيري لهذه البطولة 48 يوم، وقد واجهتني مشكلة في اللون اثناء التحضير للعرض وصدمت بدرجته الغامقة عند صعودي الى المسرح الأمر الذي أخفى الكثير من العضلات لدي، إلا اني بفضل الله تمكنت من الحلول في المركز التاسع، واعتبرت المشاركة بحد ذاتها عودة للبطولات العالمية كهدف أساسي، للتعرف على المستويات الحالية العالمية، والآن سيكون معي الوقت الكافي لأستعد جيداً لبطولة العالم 2015 القادمة في تايلند وعلى نفقتي الخاصة.
بماذا تختلف مشاركتك في بطولة العالم الأخيرة بالهند عن باقي مشاركاتك الدولية ؟
أمور كثيرة ميزت هذه البطولة عن غيرها من البطولات، فقد صدمت بالنقلة النوعية التي وصلت اليها رياضة كمال الأجسام العالمية، من مستويات قوية، وتنويع في الفئات وخلق فئات جديدة، التنظيم أيضاً غاية في الروعة في بطولة العالم السادسة في الهند، فقد استمرت البطولة لمدة 3 ايام متتالية، شارك خلالها أكثر من 550 لاعب وبحضور فاق الـ 10 آلاف متفرج، آلية اختيار الأبطال باختيار 15 لاعب من العدد الكلي ومن ثم تصنيف أفضل خمسة من ضمنهم ، كل هذه الأمور شكلت بالنسبة لي مفاجأة كبيرة، أيضاً تكريمي بالكأس هذه المرة بطريقة خاصة من قبل صديقي البطل العالمي ورئيس الاتحاد العربي مصطفى حسنين أعطى رونقاً مميزاً لهذه البطولة، حفاوة استقبالي والترحيب بي من قبل الاتحاد الاردني ممثلاً بالسيد ايهاب الكباريتي الذي دعمني معنوياً و وقف معي لآخر لحظة من هذه البطولة، أيضاً حفاوة استقبالي من قبل أهلي وأصدقائي وشباب مدينة البيرة، وتكريمي معنوياً للمرة الأولى منذ بداية مشواري الرياضي من قبل بلدية البيرة كان أمر رائع جدا.ً
؟ كلمة أخيرة
في ختام حديثي أود أن أشكر زوجتي وعائلتي لدعمهم المستمر لي، كذلك لا بد من تقديم الشكر لادارة نادي الاكسجين جيم الذين ساندوني ، كما اتقدم بالشكر لسيادة اللواء جبريل الرجوب لتقديمه كل المساعدة المطلوبة لنا كلجنة تحضيرية في المؤسسة لإعادة ترتيب أوراق البيت البيراوي ، وأود أن أنوه أيضاً إلى ضرورة إدراك جمهور مؤسسة شباب البيرة لحجم المسؤولية الملقاة على كل شخص في هذه المرحلة للعودة بالمؤسسة، و وجوب اعتمادنا للأساليب الحضارية في النقد و المشاركة في التغيير، وأهمية الالتزام الاخلافي على المدرجات، واؤكد مجدداً ان أبوابنا مفتوحة لأي شخص لديه فكرة للتغير، انتقاد، استفسار .. فرياح التغيير لن تتأثر سوى بتعاوننا جميعاً لتحقيق هدف واحد و وحيد هو العودة بالمؤسسة إلى القمة، كما أؤكد على عملي الدؤوب والمستمر للارتقاء برياضة كمال الاجسام الفلسطينية، واستعدادي التام لتحضير وتدريب الابطال الفلسطينيين بدون أي مقابل كما عهدني الجميع دائما.ً

مواضيع قد تهمك