شريط الأخبار

الرياضة النسوية.. أساسية

الرياضة النسوية.. أساسية
بال سبورت :  

كتب جواد عوض الله- رام الله

استمر سير الحركة الرياضية النسوية بتواضع في ظل ظروف محيطة معقدة سابقا ،أمنية واقتصادية واجتماعية،...وما تبعها من افرازات وأولويات للمجتمع الفلسطيني واحتياجاته، فرضت نفسها على الحياة الفلسطينية عامة والرياضية خاصة،مما اعاق انتشار الرياضة وتطورها والنهوض بمقومات الالعاب الرياضية المختلفة.

إننا في هذة الأيام في مرحلة بناء وتأسيس لمنظومة الحياة الفلسطينية،التي نأمل ونعمل لتكن حياة عصرية بكل أوجهها وفي كل قطاعاتها ومنها القطاع الرياضي " للرجال وكذلك للنساء" ، وعليه ما زال ينقصنا الكثير من الاستحقاقات للبناء وللنهوض برياضتنا الجمعية ، وعلى رأسها نشر ثقافة الرياضة للجميع (الرياضة المجتمعية)، كنشر اهمية وفوائد الرياضة اهداف رياضية وبدنية عامة ،وصولا للتمتع بثقافة رياضية جمعية تساعد في بناء الاتجاهات والانطباعات الإيجابية نحو الرياضة كقاعدة وثقافة مجتمعية عامة للذكور والنساء اولآ ، محققة بذلك بناء وايجاد ارضية وقاعدة اساسية للدرجة الأولى في سلم الرقي بالرياضة التنافسية الأحترافية.

ارى أن النساء لا يمثلن نصف المجتمع فقط ،بل يؤثرن في النصف الأخر ايضا،وعليه يقع على عاتق المراة بشكل عام والمراة الرياضية خاصة، نصرة الرياضة النسوية اولا، فهي المربية في المدارس والبيت وتمتلك الكثير من مفاتيح التغير بمجالات الحياة المختلفة ،وبهذا فهي اللبنة الأولى في البناء والعطاء والتثقيف الرياضي أيضا، وفي حال تمتعهن بثقافة رياضية جيدة ولديهن اتجاهات ايجابية نحو تشجيع الرياضة وممارستها ،يعني تمرير هذه الثقافة ،وهذة الرسالة الحضارية ،وهذا الاتجاه الإيجابي إلى أسرهن وأطفالهن منذ الصغر ،وبذلك يكن الفارق ،

ولعل هناك عوامل أخرى أثرت وما زالت تؤثر على الحركة الرياضية النسوية عامة وحدت من تقدمها وتطورها ،وقد نشخص بعضا منها في:

- عدم وجود قوانين واضحة للرياضة الفلسطينية ولوائح داخلية تعطي المرأة حقها في المجال الرياضي بمساحة اكبر في مراكز القيادة بالمؤسسات الرياضية تدريبا وتحكيما وإدارة.

-الظروف الاقتصادية وقلة الموارد المالية المرصودة لدعم الحركة الرياضية عامة والنسوية خاصة،وخاصة في الأندية ،ولكافة الألعاب الرياضية.

-واقع الاحتلال والظروف التي يفرضها على الفلسطينيين في كافة القطاعات الحياتية سواء من خلال الحواجز وعدم التنقل بين المحافظات ،مما يؤثر في مواقف الأسرة نحو مشاركة الأبناء في ممارسة النشاطات وخاصة للفتيات "وبالتالي نقص في تبادل الخبرات وعدم إقامة النشاطات والبطولات الرياضية النسوية بشكل منتظم .

- الظروف الاقتصادية والعجز في الموازنات المالية لدعم المراكز والصالات الرياضية النسوية ، من أكثر العوامل المؤثرة في تخلف الحركة الرياضية بشكل عام والنسوية بشكل خاص ،.

-موقف المجتمع التقليدي من ممارسة المرأة للرياضة ،وعزوفهن عن ذلك النشاط تدريبا وتحكيما وقيادة وممارسة حيث لعب دورا مؤثرا أيضا في مسيرة الرياضة النسوية ورقيها....وغيرها من عوامل .

وللوقوف إلى جانب الحركة الرياضية النسوية في ظل المعيقات السابقة وغيرها أرى إمكانية العمل على كثير من الجبهات للمساعدة في تطوير رياضة المرأة ومنها:

-الجانب الأعلامي ،والاستمرار في تسليط الضوء على الرياضة النسوية الفلسطينية إعلاميا مما يزيد من ترويج الاهتمام برياضة المرأة من قبل القيادة المجتمعية في ظل مؤسسات وطنية رياضية وشخصيات قيادية مسئوله عن إدارة دفة الرياضة الفلسطينية بأمان ومهنية،وفي كافة الألعاب الرياضية،نستطيع إحداث التغير تدريجيا.

-إعداد برامج وأنشطة رياضية نسوية يتم تضمينها للخطط السنوية في الأندية والمراكز الرياضية،المنتشرة في كافة القرى والمدن الفلسطينية،

-إعطاء النشاط الرياضي للفتيات مساحة اكبر في المدارس والجامعات ولكافة الألعاب الفردية والجماعية.

- محاولة توفير بنية تحتية كالصالات الرياضية المغلقة لتوفير أماكن مناسبة للممارسة وفق الإمكانات المتوفرة في التجمعات السكانية الكبيرة .

-تأهيل رياضيات ومدربات للعمل في مجال الإدارة والتدريب والتحكيم الرياضي النسوي بالتعاون مع الاتحادات الرياضية.

- في ظل استمرار عزوف معظم النساء عن الترشح لعضوية الهيئات الإدارية للأندية والاتحادات الرياضية بشكل عام ، نأمل العمل على تضمين لجان الأندية والاتحادات الرياضية عناصر نسوية،(كوتة نسائية).

- حث الأندية الرياضية على تشكيل فرق رياضية نسويه في معظم الألعاب الرياضية،الفردية والجماعية

-العمل على إطلاق الدوري النسوي لكافة الألعاب الرياضية الفردية منها والجماعية.

- العمل على ترخيص أندية تعنى بالحركة الرياضية النسوية في بعض المدن.

-ترخيص جمعيات رياضية تعنى برياضة المرأة الفلسطينية وأجيالها.

- تقديم الحوافز المالية والمعنوية للعنصر الرياضي النسوية،وبعثات دراسية تعليمية.

-عقد كثير من المحاضرات والندوات وورش العمل الخاصة بدراسة واقع واليات تطوير الرياضة النسوية ، لما في ذلك من دور هام وحيوي في النهوض بالرياضة النسوية، وليكن العمل على بناء الثقافة الرياضية المجتمعية الإيجابية لدي الرجال أولا ،حول أهمية الرياضة وضرورة تغير مواقفهم نحو رياضة المرأة ، في ظل مجتمع ذكوري ،قد لا يؤمن بدور المرأة في الحركة الرياضية،وقد لا يثق بقدرة النساء على العطاء الرياضي ،ويعمل لإقصاء النساء من الحياة الرياضية كذلك،رغم أن الشواهد من الواقع تفيد ان الفتيات العربيات كن سباقات في رفع أعلام بلدانهن وحصولهن على ميداليات ذهبية في الدورات الأولمبية العالمية أمثال البطلة العربية السورية غادة شعاع والمغربية نوال المتوكل نموذج يحتذى بها للمرأة العربية الرياضية ،وغيرهن الكثير ممن تقلدن بالذهب والفضة والبرونز في وقت اخفق فيه كثير من الرجال من تحقيق انتصارات مشابه ان الدفاع عن الرياضة النسوية ونصرتها،يعني تدعيم ونصرة الرياضة الفلسطينة بشكل عام ،

إننا إذ نعمل من اجل الرياضة الفلسطينية بشكل عام، لاعتقادنا بأنها إحدى أدوات بناء الشباب الفلسطيني، والتي نرى فيها احد ابرز الوجوه الحضارية للشعب الفلسطيني ،وبذلك فان العمل على قطاع الرياضة النسوية هو جزئ أساسي للنهوض بمنظومة الرياضة الفلسطينية ، باعتبار المرأة تمثل نصف المجتمع وتؤثر في النصف الأخر من أسرتها حيث أولادها وبناتها وأجيال المستقبل, ومن اجل استمرار عملنا ونجاحه وتطوره نأمل استمرار الظروف المساعدة والمساندة لنجاح الحركة الرياضية على كل الصعد ،ومنها الصعيد السياسي،والتربوي والاقتصادي والإعلامي الداخلي ،ولعل العمل من قبل اللجنة الأولمبية الفلسطينية برئاسة الأخ جبريل الرجوب لرسم لوحة رياضية علمية راقية لقيادة هذه المنظومة من الظروف بمهنية عالية ، وأهمية إشراك وتواصل الأسرة الرياضية الدولية من فرق ومنتخبات وهيئات ولجنة اولمبية دولية واتحادات رياضية وشخصيات مؤثرة في القرار الرياضي الدولي ، وهذا الجمع به رسالة شاملة وواضحة بنصرة أقطاب الرياضة العالمية لرياضتنا الفلسطينية، وبتأكيد الاستمرار والنهوض والتطور لمنظومة الرياضة الفلسطينية على كافة الصعد .

أن المرحلة الحالية عندنا في فلسطين تشهد تطورا في منظومة العمل الرياضي الفلسطيني بشكل عام ،وكرة القدم بشكل خاص، ولعل دخول كرة القدم النسوية للملاعب الفلسطينية، من خلال إطلاق الدوري النسوي الفلسطيني ،يعد من ابرز علامات قدرتنا على التغير ، وصنع الفارق ،فكرة القدم كانت تعد من المحرمات ان كانت الرياضة النسوية بشكل عام (المضمنة مسبقا في المنهاج الرياضي المدرسي ) تعد من المنكرات ،بل وكانت كرة القدم النسوية العالمية تعد الرياضة الأغرب على الجنس الناعم اذا ما قورنت بباقي الألعاب والرياضات ،ومن هنا يعد الحراك الرياضي النسوي الكروي من ابرز البصمات والمؤشرات لهذا التطور ويسجل في تاريخ الرياضة الفلسطينية ، كإضافة نوعية لرياضة المرأة الفلسطينية،حيث فيه تغلب على كثير من المعيقات وتغلب على كثير من التحديات ،تبدأ برسالة رياضية ومهمات وطنية,ومشاركة من الجنسين في بناء المنظومة الرياضية الفلسطينية ، ورسالة قوية ايضا ترفض الاحتلال وممارساته العدوانية وتسجل عاليا بصمة لحضارة المجتمع الفلسطيني وحقوقه النسوية الرياضية ورقيها في ممارسة الرياضة كلغة عالمية حضارية اسوة بشعوب الارض ،

كما ان تنشيط الرياضة النسوية يحمل رسائل داخلية تعبر عن حق ودور وأهمية ومكانة المرأة الفلسطينية في الحياة العامة، وفي القطاع الرياضي على وجه الخصوص،

وارى اننا بالتسلح بالارادة واستهداف الاجيال الصغيرة ،نستطيع تعميم الاهتمام برياضة الفتاة والمرأة الفلسطينية في باقي الألعاب الرياضية ،الجماعية منها والفردية ،ولتكن كرة القدم النسوية مثالا يحتذى لمنظومة نشاطات الرياضة النسوية وبضرورة تضمين خطط الأندية والاتحادات الرياضية لنشاطات وبطولات ومسابقات نسوية ،وصولا لعقد الدوريات المنتظمة للرياضة النسوية الفلسطينية في كافة الألعاب الرياضية .

مواضيع قد تهمك