كتب احمد البخاري

نعم بالإمكان القول ان ميشيل عصفور وبعد نصف قرن من العطاء الرياضي "الرسمي" تحرر اخيرا من الرسميات، ليعود كما بدء في البدايات رياضي نشط متطوع في العديد من المؤسسات الرياضية المقدسية في الوقت الذي غاب عنا مصطلح التطوع ليأتي مصطلح "الدولار واليورو والبورصة الرياضية التي بتنا نحياها اليوم"، لن يتخلى ميشيل عن معشوقته الاولى جمعية الشبان المسيحية، وصفها بعشيقته وبيته الثاني والحضن الدافئ... نعم لعلها كذلك وهو أعلم منا بها فهو الذي أعطاها نصف قرن وأكثر قليلا من سنواته الذهبية طبعا خلع "ابو وهبة" زي العمل الرسمي "في الواي" ولم يخلع الزي الرياضي اليومي، ولم ولن يتخلى عن رياضته الصباحية اليومية وشرب قهوة الصباح مع عبد اللطيف غيث وحسن الحموري وشكري ابو دياب والفريق الصباحي، ولن يتخلى عن جلسته الصباحية معهم، فجلسة ما بعد الرياضة في "الكافتيريا"، هي الزاد الفكري اليومي له ولهم، ولعمري أنها الأهم لديهم ففيها تفريغ الهموم وشحذ الهمم وكثيرا من الضحك.

كنا نحسب أننا سنحتفي ب "ميشو" في هذا الحفل الذي كان من حيث الإخراج والإنتاج والحشد فوق المدهش وأخذ الطابع الدولي بوجود بعض "الخواجات" من أبناء الواي الألمانية والأصدقاء الأجانب والجو العائلي الذي عشناه في الحفل، لكن كعادته ميشيل هو الذي أحتفى بنا وهو الذي أستطاع أن يحشد ويجمع القدس بمؤسساتها ورجالتها ورياضييها ورجال الزمن الأغلى والأحلى والأجمل رجال الزمن الجميل، تفاجئنا من كبر حجم عائلة هذا الرجل... القدس بأطيافها حضرت الحفل بصفتها عائلة ميشيل عصفور، القدس جميعها صفقت طويلا لأبنها وأحد أبرز أعمدتها الرياضية ميشيل عصفور، القدس صفقت له حين ألقى على مسامعنا كلمة لم تخلو من الآنسانية والعرفان بالجميل لبناة الواي عائلة ناصر، ولأصدقاء ورفاق الدرب الطويل، وللمعلم صاحب البصمة ريمون زبانة، ولزملائه في العمل من مضى ومن بقى... القدس جميعها جاءت لتقول: شكرا ميشيل...