فارس مجاهد – كابتن الأهلي سابقا

لا أكاد أجلس مع أحد من إدارات الأندية إلا ويبدأ بالحديث عن الهموم المالية للأندية وعدم ثبات الموارد المالية لها. والمفزع لهم أن المبالغ والمصاريف المترتبة على الأندية عالية ولا يمكن توزيعها على مختلف الارتباطات المالية الخاصة بالرياضات المختلفة مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة وتنس الطاولة وغيرها من الرياضات المختلفة. وتخصص معظم الموارد للعبة الأكثر شعبية وهي كرة القدم على حساب الرياضات الأخرى، ويؤكد الجميع على أن الموارد رغم أنها تخصص لكرة القدم إلا أنها غير كافية. ويتساءلون كذلك عن حصة الرياضات الأخرى من الاهتمام بها على المستوى المالي وعلى مستوى الأفراد الراغبين والمنتمين للألعاب الأخرى. "ويضيق الحال" يقول الكثيرون دون تقديم إجابات واضحة للمشاكل التي يعانون منها.

إن الحقيقة الماثلة للعيان تفيد بأن رأس المال والادارة السليمة والذكية هما سببان رئيسان في تطور وثبات لعبة كرة القدم والرياضات الأخرى على حد سواء. ولنا أن ننظر إلى ما يتم استثماره من أموال باهظة في الأندية الأوروبية والخليجية وغيرها من الدول لتكون لنا شاهدا ومحركا ومحفزا على قدر حالنا. ومن هنا يأتي التساؤل المتعلق بقدرة القطاع الخاص الفلسطيني على دعم الأندية الرياضية ماليا وذلك ضمن المسؤولية الاجتماعية لهذا القطاع، وقدرة الادارة على تجنيد الأموال من الممولين أو آخرين ضمن منظومة عمل واضحة وسليمة، وقدرة الدولة على تخصيص مبالغ مالية للأندية، كل هذا إلى جانب التفكير مليا في مخصصات اللاعبين والتفكير في تنظيم الإنفاق بشكل أفضل. هذه ليست خلطة سحرية للحل ولكنها أفكار أولية يجب أن تتكامل الرؤية حولها وأن يتم نقاشها في مؤتمر وطني وأقترح أن يكون تحت عنوان "الواقع المالي والاداري للأندية الرياضية وآفاق الحل" تقدم من خلاله أوراق علمية ويصار بعدها إلى البدء في تطوير استراتيجية وطنية مستندة على مجموعة واضحة من المحاور يتلوها عمل خطط تنفيذية مع مختلف الشرائح التي من الممكن أن تساعد الأندية الرياضية من الخروج من أزمتها المالية.

فالدعوة مفادها تنظيم الوصول للحل، ولا يكون الحل فرديا في الإبقاء على ما هو كائن حاليا من قدرة بعض الأندية على تأمين مواردها المالية دون أخرى ومناداة الأندية الأخرى بالنظر إليها كنموذج يحتذى به لأن شروط النجاح قد تختلف من ناد لآخر، وخاصة إذا ما نظرنا إلى سمات ومكامن القوة التي تتمتع بها أندية دون أخرى.