شريط الأخبار

سلوان.. أنت إلينا عائد

سلوان.. أنت إلينا عائد
بال سبورت :  


كتب بدر مكي/ القدس

يخوض نادي سلوان غمار بطولة اندية الدرجة الثانية .. وهذه الدرجة لا تليق بهذا النادي العريق .. وكذلك لا تليق بمعظم الأندية المشاركة فيها .. ولكن الظروف هي التي أدت إلى أن تكون هذه الفرق بهذه الدرجة .. إذا كنا سنقتصر الحديث عن سلوان .. فهذا لا يقلل من شأن الفرق الأخرى وخاصة جبل الزيون وأبناء القدس وأبو ديس والموظفين .. وهم من اندية القدس .. التي تحتاج تلك المدينة إلى وقفة جادة مع ابنائها .. لمواصلة الصمود الأسطوري الذي يتحقق على الأرض .

في سبعينيات القرن الماضي .. كان سلوان يوصل ويجول في مدن الضفة وغزة .. صاحب القميص المقدس .. ذو الألوان الأربعة المحبة إلى القلوب .. بهذا القميص .. علمنا سلوان دروساً في الوطنية .. رغم أنف الإحتلال .. كان الناشئة في فلسطين .. يحبون هذا الفريق والعلم الممنوع من الظهور في تلك الفترة .. ولكن سلوان .. تلاميذ المرحوم أحمد عديلة .. قدمت الكثير للحركة الوطنية الفلسطينية .. الشهداء والأسرى .. واليوم .. أبناء سلوان الصغار .. كبروا على محاولات تهويد البلدة .. وبقفون بكل عنفوان.. أمام غلاة المستوطنين وبشكل يومي .. الطفل الصغير هناك في سلوان أصبح جنرالاً يؤرق مضاجع الإحتلال.

صاحب الكوفية والإبتسامة العذبة .. أحمد عديلة .. كان عنواناً مع اقرانه في رابطة الأندية .. للحركة الرياضية الفلسطينية .. أسس النادي في عام 65 .. ومشى على دربه كل رؤوساء نادي سلوان .. من عائلات سلوان التي نفتخر بها ونعتز .. وكان النادي معقلاً للوطنية .. يضم كافة الوان الطيف .. و كانت الوحدة الوظنية في سلوان .. مثار الاعجاب .. و خاصة مع انضمام طلبة الجامعات لهذا النادي .. فتعددت نشاطاته .. لتشمل النواحي الاجتماعية و الثقافية و النسوية و الكشفية.

عاصرت جيل سلوان في السبعينات .. ابو خالد و عادل شرف و عزيز عواد و من ثم احمد صيام و عرفات حميد و جمال القاق و بعد ذلك عز و سليمان عواد و خليل بدر .. و اولاد العباسي ابراهيم و نضال و المقاتل علاء . و كان لابناء سلوان دورا بارزا في الاعلام الرياضي .. بدءا من استاذنا الكبير احمد عديلة .. مرورا بالاخوة حسين ابو صوي ومحمد العباسي , شعبان محمد , منير الغول .. مأمون قاسم .. و خالد الغول .. و ناصر العباسي و غيرهم .

و استقرت الامانة .. في ايدي الصديق احمد الرويضي .. الذي بادر بالفعل .. لوضع اساس عودة سلوان الى وضعه الطبيعي .. بمشاركة ابناء البلدة سواء من داخل الادارة او خارجها .. ليعملوا بروح الفريق الواحد .. من اجل أن يقول سلوان كلمته هذا الموسم.

و اذكر .. في عام 85 .. عندما اقام نادي شباب اريحا مباراة وداعية لي .. فقد طلبت ان يكون الطرف الاخر في اللقاء .. نادي سلوان .. الذي لبى الدعوة .. على الاستاد البلدي باريحا .. و قد دمعت عيناي و انا اقبل القميص السلواني الطاهر .. كانت و ما زالت تربطني علاقة طيبة بالعديد من ابناء البلدة .

وفي عام 90 .. شاءت الاقدار ان انضم الى هلال القدس .. المشهود له بالعمل الوطني و الاجتماعي .. و حاولت و صحبي في الادارات الهلالية .. ان نكون في نفس الخندق مع اسرة نادي سلوان .. بصفتهما اصحاب قاعدة جماهيرية عريضة .. وهما من عناوين الرياضة و الحركة الوطنية .. رغم ان كل منهما ينافس الاخر رياضيا .. و قد نجحنا في العديد من المحطات .. ليبقى سلوان و الهلال .. في الاطار الصحيح .. من علاقة متجذرة .. لا يمكن ان تنفصم .. مهما حاول البعض .. و لهذا اتمنى ان تكون علاقات الاندية المقدسية .. قائمة على الاحترام المتبادل .. و التنافس الشريف .. هو العنوان .. لان ظروفنا المعاشة .. تحتاج منا ان نقف و نتمترس في نفس الخندق .. و اننا سنبقى صامدين .. في تلك المدينة الساكنة فينا .. ليل نهار .. مع امنيات التوفيق لسلوان بالعودة الى مكانه الطبيعي .. لتبقى الراية .. محلقة دوما في سماء العاصمة .

مواضيع قد تهمك