شريط الأخبار

لماذا ندعوه الزمن الجميل...

لماذا ندعوه الزمن الجميل...
بال سبورت :  


كتب واصف ضاهر/ القدس

في العديد من المناسبات والمواقع والأحداث نذكر ونتذكر "الزمن الجميل" أكانت تلك ذكريات رياضية حيث نقول رياضة الزمن الجميل أو فنية أو غيرها وعلى سبيل المثال نقول "افلام الزمن الجميل" غير اننا لا نقول عن أي زمن جميل في السياسة آذ للآسف والآسى لم يكن في حياتنا وتاريخنا الفلسطيني الحديث أي زمن سياسي جميل على امل ورجاء ان يكون هذا الزمن قادم ان شاء الله ....

اما في ما يتعلق بالمجال الرياضي وهذا ما يعنينا في هذا المقام فأود ان اجتهد واحلل لماذا ندعو الماضي القريب بالزمن الجميل.
اولا ان الماضي و ذكرياته عزيزة على كل انسان و هو يحن اليها فمنها الجميل وهذا ما يذكره الانسان ومنها الحزين الذي يحاول نسيانه.

الزمن الرياضي الجميل الذي نحن بصدده نذكره ونتذكره هو الزمن الذي للأسف ولمزيد من الآسى هو ذلك الزمن الذي ولد من رحم معاناة شعبنا بعد العام 1967 في ظل قدوم الاحتلال ، حيث تحرك بعض المسئولين المخلصين وفي ظل غياب الدولة والسلطة والقيادة الى لملمة الشباب الذي كان معرضا للضياع في اندية وجمعيات وخلف اجواء رياضية ونشاطات تشغلهم وتحميهم وتحافظ عليهم وتنمي نفوسهم.
كانت المحاولات والاجتهادات فردية من هنا وهناك وبالرغم من تأسيس بعض الروابط واللجان الرياضية الوطنية إلا ان الامور بقيت دون دعم ومرجع بسبب غياب القيادة والسلطة الوطنية انذاك كما ذكرنا سابقا.

نجحت تلك المحاولات الفردية في تحريك الحركة الرياضية في القدس وسائر انحاء الضفة فاسفرت عن خلق اندية وفرق رياضية في الكثير من الالعاب اشتركوا في منافسات وبطولات أقبل عليها الجمهور الفلسطيني في كل مكان بكل اهتمام وهنا لا يسعني إلا ان اذكر الدور الأبرز لجمعية الشبان المسيحية في القدس التي كانت تستضيف الكثير من البطولات كما كانت تستضيف فرق رياضية من الخارج ومدربين لا للجمعية فقط بل تشرك الكثير من الفرق في القدس والضفة في تلك النشاطات والفعاليات، كما كانت مقرا لرابطة اندية الضفة الغربية وغيرها من اللجان والروابط الرياضية والشبابية ...
ومن الفرق التي كان لها دور كبير في النشاط الرياضي نادي سلوان والجمعية و بيت جالا والبيرة وثقافي طولكرم ومركز بلاطة ونادي غزة الرياضي وغيرهم.

كما أبرزت تلك المنافسة نجوم كبار لا نزال نذكرهم ونفاخر بهم الدنيا حتى اليوم ونقارنهم بنجوم العالم ومنهم موسى الطوباسي وحاتم صلاح وعارف عوفة والعباسي والبجالي والعلمي والإخوة الجلاد وغيرهم كثير.

بالرغم من ان المنافسات كانت معظمها ودية إلا ان الاهتمام والإقبال والحماس عليها من الجماهير كان اكثر بكثير من المنافسات الرسمية المحلية والدولية او الدورية .
بالرغم من ان الملاعب كانت ترابية و بأرضية صلبة إلا ان اللاعب الذي لم يكن يتقاضى أي اجر بل كان المسئول عن شراء حذاءه الرياضي كان رياضي منتمي للرياضة ولناديه.
الاحتلال الذي كان سببا للتحرك الرياضي في الماضي للمحافظة منا على الشباب هو ايضا احد الاسباب بل السبب الاكبر في تراجع جمال ذاك الزمن الرياضي الجميل بسبب الاغلاقات والحصار والجدار و المنع بحيث فقدنا وافتقدنا حرية تبادل الزيارات الرياضية لفرق الضفة والقدس وقطاع غزة والقدس فقلت المنافسات وتراجعت المستويات وغابت بعض الاندية الكبيرة كما لم يولد نجوم جدد.
كانت الفترة الماضية متميزة بكثير من الالتزام والانتماء والود دون تعصب.
كانت المحاولات مخلصة وامينة بالرغم من قلة الدعم.
اما وقد قلت ما تقدم فأود وللحق ان أضيف انه لا يمكننا مقارنة الماضي بالحاضر فالتاريخ والأمور والإحداث والظروف والتطورات على الارض تتغير بطريقة لا نملك التحكم بها .

ان الارضية الرياضية في زمننا الحاضر معدة وحاضرة لجعل هذا الزمن جميلا ايضا بالرغم من كل الظروف الصعبة والمعاناة في ظل الاحتلال فلدينا دولة ولدينا لجنة اولمبية نشطة تعمل بكل حراك وأمانة كما انه لدينا رجال وشباب ودعم دولي فلا عذر لنا لان لا نجعل من هذا الزمن جميلا على امل ان تؤول المحاولات والجهود الرياضية لمؤسساتنا الى رفع العلم الفلسطيني في المحافل الرياضية الدولية فقد آن الأوان.

وختاما لا بد من نوجيه الشكر للصديق الآعلامي احمد البخاري صاحب مصطلح "الزمن الجميل" الذي يذكرنا دائما وآبدا بنجوم الزمن الجميل.

مواضيع قد تهمك