شريط الأخبار

الرياضة المقدسية تستصرخ...

الرياضة المقدسية تستصرخ...
بال سبورت :  


بدر ابو عصب/

عضو المجلس الآستشاري لتجمع قدسنا

آيام قليلة وتفصلنا عن آنطلاق دوري المحترفين بحلته الجديدة وبمشاركة 12 ناديا فلسطينيا في بعضهم يخوض تجربة الآحتراف للمرة الآولى وبعضهم آنهكه نظام الآحتراف وجل الاندية "الاحترافية" أوشكت على الافلاس وتراكمت عليها الديون وأصبح بعض رؤسائها مثل "المتسولين" وصناديقهم "تسبح ربها".

رينيه زمبيل الرياضي المقدسي الجميل كان من أبرز لاعبي الطائرة في الزمن الجميل للرياضة كنا نحن نمارس الرياضات الخشنة "الملاكمة" في نادي الهلال وجمعية الشبان وأصدقائنا يمارسون رفع الاثقال وبناء الاجسام والكراتيه والملاكمة، وهو أتجه نحو الطائرة وأبدع فيها لاعبا ومدربا وكان يقضي آوقاته باللعب وممارسة رياضته المفضلة في جمعية الشبان المسيحية ومستمتع بوقته، وما أن أصبح رئيسا للاتحاد الفلسطيني للكرة الطائرة حتى أصبح وقته ضيقا وهمومه كثيرة وأعتمد طريقة "أصرف ما في الجيب"، آلا ان خرج عن صمته في صحيفة القدس وأعلن أن اتحاد طائرته يوشك على الهبوط الأضطراري "وهو بالأصل خبير الطيران" ويعمل في مهنة الطيران منذ 30 عاما، وخرج عن صمته ليقول ان صندوقه خاوي وأستقالته حاضرة على طاولة اللواء.

ومن قبله كان قد طالب النائب جهاد طمليه رئيس مركز شباب الامعري من الاتحاد الفلسطيني للكرة الميزانية المخصصة لآندية المحترفين.

كنا في الماضي الجميل نصرف على رياضتنا "الملاكمة" من جيوبنا وجيوب مدربينا ومن قوت عيالنا، وكان أبرز ما يميز الرياضة روح العمل التطوعي والانتماء والوفاء والأخلاص للعبة وللنادي وللاتحاد، واليوم وبعد دخول نظام الاحتراف للأندية حيث أصبح النادي لا يعتمد على أبنائه وناشئيه الذين كبروا وترعرعوا عنده، هذا النظام الآحترافي الغريب العجيب أصبحنا فيه نرى لاعب يلعب معنا هذا الموسم ويلعب ضدنا في الموسم الثاني، ولاعبي قطاع غزة الحبيب توزعوا على اندية الضفة ولاعبوا عرب الداخل توزعوا على اندية القدس والضفة، ومدربينا الأكفاء أصبح لا مكان لهم وأصبح راتب المدرب القادم لنا من الخارج من خمسة الاف دولار وأكثر واللاعبين أصبحوا يتقاضون قرابة الخمسة عشر الف شيكل شهريا ، وأنا وزملائي مارسنا الملاكمة طيلة عقود ومثلنا فلسطين فيها وما جمعنا مجتمعين طيلة هذه الفترة ربع ما يأخذه لاعب كرة قدم في الشهر.

اليوم أصبحنا نرى ملاعب جميلة ومعشبة ومنظمة ولا نرى لاعبين، بالماضي الجميل كان يمتعنا موسى الطوباسي وصحبه على ملعب المطران "الصخري" بجانب نجوم الزمن الجميل وبالكاد كادوا يحصلون من النادي على حذاء رياضي بشكل سنوي، وكان الملعب يمتلئ بالحضور والمتفرجين على المدرجات وداخل الملعب وعلى آسوار مدرسة المطران وعلى شرفات فندق الجمعية، وهذا ما لا نراه اليوم حيث نرى في الكثير من المباريات المدرجات شبه خالية.

آنديتنا وأتحاداتنا بحاجة لميزانيات عاجلة وطارئة، لماذا أنحصرت الرياضة في فلسطين في لعبة كرة القدم فقط، ولماذا هذه المبالغ الخيالية تصرف للكرة فقط فيما أكثر من 30 اتحادا رياضيا يعانون من "الهبوط الأضطراري" كما تحدث رينيه زمبيل، لماذا لا يخصص جزءا من ميزانية الكرة وأستضافة الفرق والأداريين في الفنادق ذات الخمسة نجوم لباقي الاتحادات الرياضية الفقيرة والتي تعاني وهي بالأساس التي تنجز وترفع علم فلسطين عاليا.

وأندية القدس ومؤسساتها آوشكت على الانهيار والأفلاس والأغلاق وهي تستصرخ مثلما أطلق جهاد طميلة ورينيه زمبيل صرختهم، وكل ذلك يجري في ظل غياب واضح لمحافظ القدس ووزارة شؤون القدس والمجلس الأعلى للشباب والرياضة وكافة المرجعيات وحتى رجال الأعمال أصبحوا يتهربون من رؤساء وممثلي الاندية، أين دور الحكومة الفلسطينية ورئاسة الوزراء والمجلس الأعلى واللجنة الاولمبية ومؤسسات المجتمع المدني وأين الميزانيات المخصصة للرياضة.

مواضيع قد تهمك