شريط الأخبار

دبلوماسية الرجوب تهيئ أرضية زيارة بلاتر لفلسطين

دبلوماسية الرجوب تهيئ أرضية زيارة بلاتر لفلسطين
بال سبورت :  

غزة- كتب محمد العمصي/ تقف الكرة الفلسطينية على مفترق طرق كبير بعد تاريخ 31 ايار المنصرم الذي شهد افتتاح المؤتمر الثالث والستين للمنظمة الدولية "الفيفا" في موريشيوس والذي جاء تحت شعار "حماية اللعب وكرة القدم" خاصة بعد إقرار وتحديد موعد الخامس من الشهر المقبل لزيارة جوزيف بلاتر إلى دولة فلسطين.
أبعاد كبيرة تحتضنها زوايا زيارة بلاتر لفلسطين هذه المرة، تختلف في جوهرها ومضامينها وتحدياتها وتطوراتها ونتائجها ، فلقد سبق وان زار بلاتر فلسطين في مناسبات عدة، لكن هذه الزيارة تبقى خاصة جداً لمتابعه نتائج البند 16 الذي أفسح للأسرة الدولية الاطلاع على معاناة الرياضي الفلسطيني، والتي رسخ تفاصيلها دبلوماسية اللواء جبريل الرجوب الذي فتح باب المعاناة الفلسطينية واللاعب والادارى والمدرب والمعيقات الإسرائيلية في أكبر محفل دولي كروي، حيث تكتسب تلك الزيارة أهمية بالغة غير مسبوقة.
مكاسب عدة وحصاد فيه الأمل يتطلع له اتحاد الكرة من زيارة بلاتر القادمة خاصة بعد خطوة وضع المعاناة الرياضية الفلسطينية أمام مسئوليات الفيفا والأسرة الدولية، بعد أن ثبت بالدليل القاطع أن الاحتلال وحده من يقف في تطور الكرة الفلسطينية عبر الإمعان في إجراءاته التي تستهدف كافة أركان ومكونات الرياضة الفلسطينية من خلال تقويض حريتها وحركتها وبرامج تطورها.


بلاتر والتفويض غير المسبوق
ما الأهداف المرجوة من زيارة بلاتر القادمة ؟ سؤال كبير تقف فيه الطموحات والآمال على مستوى متعدد من الرؤية ، فبالإضافة إلى افتتاح عدد مهم من المشاريع يأتي الأهم بوصول بلاتر إلى فلسطين وهو يحمل كامل التفويض بعد أن منحه مؤتمر الفيفا الـ63 وبالإجماع كامل الولاية والتفويض للتوصل إلى حل مع جميع الأطراف المعنية وحل كافة الإشكاليات التي تعترض مسيرة انطلاق الرياضة الفلسطينية وتطورها.
ولعل ما يبرهن على ذلك هو التزام جوزيف بلاتر شخصياً وبتفويض من الأسرة الدولية إلى اللواء جبريل الرجوب بحل تلك الإشكاليات وما أدل على ذلك سوى الكلمات التي نطق بها في كلمته التعقبية على بند فلسطين في مؤتمر الفيفا حين قال أنه مصمم وعازم وملتزم بدعم الكرة الفلسطينية ، ورغبته في إحداث اختراق وأنباء سارة قادمة.
لقد تسنى لرئيس الفيفا فرص عديدة للتواصل مع اتحاد كرة القدم الفلسطيني وزيارة فلسطين وافتتاح العديد من المشاريع والبطولات ، ووقف جلياً على الأوضاع المعقدة والصعوبات الإسرائيلية التي تقف في وجه نماء الحركة الرياضية، وأصبح يعيش حالة الإلمام الكامل بمدى تلك الصعوبات التي واجهها اتحاد الكرة برئاسة اللواء جبريل الرجوب بمزيد من الإصرار والتحدي بإطلاق دوري المحترفين وكافة مسابقات ولكافة الفئات العمرية والدرجات وبما في ذلك دوري السيدات المنتظم وبجهود حثيثة ساهمت في تطور الكرة الفلسطينية ، لذلك أصبحت الفكرة ناضجة لدى بلاتر بالتزام واضح لتخفيف تلك المعاناة لتتساوى بذلك فلسطين مع كافة الأعضاء المنضوية تحت لواء الفيفا في الحقوق والمكتسبات بما لها وعليها.

نظرة مغايرة بعد مؤتمر الفيفا
هل المفهوم السابق عن معاناة الرياضي الفلسطيني أصبحت واضحة وجلية لدى الأسرة الدولية بعد مؤتمر الفيفا ؟ سؤال ثاني هام وكبير والإجابة تتجلى هنا بالقول أن الجهد العظيم الذي بذله اللواء الرجوب والحنكة الكبيرة التي رسخها بالتعامل مع ملف المعاناة بالتوازي مع الضغوط الهائلة التي مورست عليه وعلى بلاتر وعلى عدد من الدول الأعضاء في الفيفا ممن لهم وزن كبير يؤشر إلى أن الرسالة أصبحت واضحة ووصلت إلى أذهان من كان لا يسمع بتلك المعاناة ومن كان يسمع ولا يلقى بالاً ومن كان مطلعاً بشكل ضئيل ومن كان يعرف جيداً ولم يقوى على المساندة الفعلية لمطلوبة لرفع الظلم والمعاناة.
وما لا شك فيه أن المخاوف التي كانت تسيطر على عقول بعض الدول الأعضاء قد زالت من حيث أن المسألة تتلخص فقط في معاناة سياسية بحته ، حيث تجاوزت دبلوماسية الرجوب كافة الحدود بقوله في المؤتمر " أنا لا أريد أن أتنازع مع أحد، معاناة اللاعب وأسرته لا أتمناها لأحد بما في ذلك اللاعب الاسرائيلى، ما نعانيه غير مقبول ولا يصدق.
اجزم هنا وأنا من عايشت تلك التجربة الفريدة التي لن أنساها ولا زلت أتعلم منها الكثير أن النظرة لمعاناة اللاعب الفلسطيني بعد مؤتمر كونجرس الفيفا أصبحت شاملة ، فكثير من الدول أصبحت تعرف أدق التفاصيل عن تلك المعاناة بما فيها من اختراق وتجاوز للنظام الأساسي للفيفا وللمعايير والأخلاقيات الرياضية من قبل الاحتلال والتي جاء مؤتمر الفيفا يحمل شعارها تحت راية التسامح ونشد الحرية والسلام وأهمية الرياضة في نفوس الشباب للتمتع بحياة سليمة وصحية وتنمية المهارات الحياتية.


خيارات مفتوحة
تعتبر زيارة رئيس الفيفا جوزيف بلاتر احد ثمار الدبلوماسية الرياضية التي خط معالمها اللواء جبريل الرجوب في مؤتمر الفيفا ، فبعد طرق أبواب كافة الهيئات والمنظمات الدولية والأهلية الرياضية تبقى قصة التوقعات للنتائج خاضعة لمدى تجاوب الطرف الآخر ومن قبل الأسرة الرياضية وعلى رأسها اللواء الرجوب بالعزيمة والإصرار بمتابعه ذلك الملف حتى النهاية ، من مبدأ ما قاله الرجوب في كلمته في مؤتمر الفيفا أمام الأسرة الدولية حين قال " أود أن أضع قضيتنا العادلة بين يديكم وبين يدي بلاتر خاصة بعد إعطائه الضوء الأخضر من قبل أسرة مؤتمر الفيفا.
وسواء حدث تغيير وهو ما نتمناه أم لم يحدث فان الحق الفلسطيني الرياضي لن يضيع ما دام خلفه مطالب وهو ما ختم به اللواء الرجوب حديثه في كونجرس الفيفا بالقول: أتمنى أن احضر العام القادم كونجرس الفيفا دون شكوى أو معاناة وان لم تحل فعلى من لا يحترم النظام الأساسي والمعايير والأخلاقيات أن يتعرضوا لعقوبات.
نتمنى من كل قلوبنا أن تكون زيارة بلاتر فاتحة خير لرفع المعاناة عن الرياضي الفلسطيني للانطلاق نحو آفاق رحبة من الانجازات والتطور.

مواضيع قد تهمك