كتب منتصر ادكيدك/ اميركا

الاحداث والفعاليات الرياضية في فلسطين لا تتوقف بفعل تغير المناخ او تغير الاوضاع الاقتصادية كما التغيرات السياسية التي تدور على الارض، بل الجميل بأن الاحداث الرياضية والحراك الرياضي مستمر دون انقطاع وكل يوم لدينا الجديد.. والأجمل ان الرياضة وحدها تمكنت من كسر الحصار الفلسطيني وتمكنت من تجاوز الانقسام والخلاف الفلسطيني وأثبتت بأنها تمتلك لغة خاصة تساهم في تقريب وجهات النظر وإيصال الصوت الفلسطيني إلى كافة المحافل الدولية.

الرجوب والدبلوماسية الرياضية

ان ما قام به اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في موريشيوس خلال الكونغرس العالمي الاخير للاتحاد الدولي لكرة القدم عبر عرضه لتقرير كامل حول الانتهاكات الاسرائيلية من قتل وآسر للاعبين وتدمير للملاعب وإيقاف وتعطيل للقاءات الرياضية الفلسطينية ومنع اللاعبين من التنقل بحرية ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة تعتبر شهادة لأنجاز دبلوماسي حقيقي في اهم المحافل الرياضية العالمية.. تمكن خلاله اللواء الرجوب من دمج الرياضة بالسياسة وأثبات بأن الفكر السياسي الدبلوماسي والقيادة الجريئة يمكنها ان توصل الصوت الفلسطيني للعالم رغما آنف الاحتلال الاسرائيلي الذي يحاول ان يطمس هذا الصوت ويمنعه من نقل الحقيقة للعالم الخارجي.

ان الرياضة الفلسطينية تحتاج في الوقت الحالي إلى اعداد تقارير كاملة حول الانتهاكات اليومية التي تمارس بحق اللاعبين في مختلف الاتحادات الرياضية وان تصور هذه الانتهاكات على شكل قصص يومية مفصلة للأحداث تنشر من خلال المراسلين الفلسطينيين العاملين في الصحف والقنوات العربية والاجنبية العالمية لكي تنقل الحقيقة للغرب وليس للمجتمع المحلي الفلسطيني الذي يعلم الحقيقة.

هي رسالة لكم اخواني الاعلاميين في الصحف العالمية والوكالات الاجنبية بأن تساعدوا وتساهموا في نقل الحقيقة والصورة الواقعية للانتهاكات الاسرائيلية اليومية على الارض.. فكل حدث قصة يمكننا استثمارها وتسويقها عالميا كما يصنع عدونا وينشر عبر الاعلام العالمي.

الفيراري يا ناري

الحدث الأبرز والأسخن هذا الاسبوع هو ما كشفت عنه شبكة ووكالة بال سبورت عبر صفحتها ومن خلال الصحف الفلسطينية التي تناقلت خبر قيام شركة فيراري بتنظيم سباق "فورميلا 1" والذي سينطلق اليوم الخميس في القدس المحتلة وكما نظم الماراثون في السابق وأخترق أحياء عربية هكذا سيسير في سباق الفيراري، والمعيب في الامر ان اسرائيل تروج لهذا السباق الذي يحمل اسم "السلام" بأستخدام صور اسلامية ودينية مثل مسجد قبة الصخرة وسور القدس، والمشاركين المغفلين لا يعرفون حقيقة احتلال اسرائيل للمدينة في العام 1967.

الاحتلال والبطولة الاوربية

من الطبيعي ان استضافة "اسرائيل" للبطولة الاوروبية لكرة القدم تحت سن 21 عاما تعتبر مكافأة من الاتحاد الاوروبي لكرة القدم لهذا الاحتلال الذي يمنع الحركة الطبيعية للرياضيين الفلسطينيين ويسلب العديد من الاندية الفلسطينية حق اللعب على ارضها وفي ملعبها البيتي، كما يمنع المئات من الاندية واللاعبين والمدربين الفلسطينيين من الوصول إلى العاصمة الفلسطينية القدس.. وفي المقابل يمنح الحق لدولة الاحتلال الاسرائيلية بتنظيم البطولة الاوروبية ويسمح لها باستقبال المئات من اللاعبين العالميين للمشاركة في البطولة على ارض القدس وفي المقابل لا يسمح للاعب فلسطيني يقطن في ابو ديس التي تبعد كيلو مترا هوائيا عن المدينة من دخولها ولعب لقاء كروي على ارضها.

الغريب ان دولة الاحتلال لأول من في تاريخيها تستضيف حدث عالمي رياضي بهذا القدر وبموافقة من الاتحاد الاقوى عالميا ضمن الاتحادات القارية بكرة القدم "الاتحاد الاوروبي" الذي لم يستمع إلى جميع الدعوات التي طالبت بعد تنظيم البطولة على ارض فلسطين كونها دولة محتلة.. وضرب بعرض الحائط تواقيع مجموعة من اللاعبين العرب والأفارقة والأوروبيين ضد تنظيم البطولة على ارض فلسطين، واهدى الاحتلال شرف اقامة البطولة.

التغطية الدولية.. والاتحاد الدولي

جميل ان يكون لفلسطين دورا مميزا في الشأن العالمي الدولي، والأجمل ان تنقل الرسالة اليومية لكافة الاحداث ولانتهاكات التي يتعرض لها الشارع الفلسطينية الرياضي عبر موقع الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية وعبر الوسائل الاعلامية الدولية.. ان ما لفت انتباهي للأمر هو التغطية الغير طبيعية التي تحظى بها البطولة الاوربية للشباب تحت سن 21 عاما خلال الايام الاخيرة بكتابات يومية لمجموعة من الصحفيين الشباب الذين تم انتدابهم لتغطية كامل احداث البطولة الاوروبية.. فتجد موقع الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية يضج بالأخبار المستمر المتعلقة بالبطولة اولا بأول مستعرضا العامل الانساني في كتاباته ومستعرضا الحدث بعيدا عن العامل السياسي وطبيعة المنطقة.. بل لم يعرج الموقع لاي خبر يتعلق بالرفض الفلسطيني لاستضافة البطلولة الاوربية على ارض فلسطين المحلتة.

اذكر بأنهم شاركوا في تغطية احداث بطولة النكبة التي نظمها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم خلال العام الماضي، واذكر حجم التغطية التي حظيت بها البطولة من خلال نفس الفريق من الشباب الصحفي العالمي.. علما بأن رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الايطالي جياني ميرلو في المنطقة يشرف على الصحفيين الشباب بالتغطية.. اللبيبُ من الاشارة يفهمُ!!