شريط الأخبار

في الفيفا.. نقف كشجر الزيتون

في الفيفا.. نقف كشجر الزيتون
بال سبورت :  


كتب بدر مكي – اعلام اللجنة الاولمبية

يعرض اللواء جبريل الرجوب ملفا ساخنا بشان انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي تجاه الحركة الرياضية الفلسطينية وتحديدا في لعبة كرة القدم، في اجتماع كونغرس الفيفا الذي يضم بين ثناياه 209 دول في جزيرة موريشيوس وسط المحيط الهندي السبت المقبل .

ويعتبر الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية التحدي الاكبر الذي تواجهه الحركة الرياضية في فلسطين، الذي يهدف الى افشال الواقع الرياضي بعد حراك قل نظيره على مستوى العالم، وتدمير البنية التحتية الرياضية، في محاولة للسيطرة على حركتنا الرياضية من خلال اجراءات وممارسات وتدابير تقوم بها سلطات الاحتلال بشكل يومي وممنهج .

ولعل ما يقوم به رئيس اتحاد كرة القدم في الكيان العبري المدعو آفي لوزون يصب في هذا الاتجاه، حين شن هجوما شديدا على اللواء جبريل الرجوب متهما اياه بمهاجمة اسرائيل في كل المحافل الدولية، مطالبا السيد بلاتر رئيس الفيفا بمنع السماح للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بطرح قضايا لها علاقة بالسياسة خلال كونغرس الفيفا في موريشيوس ..ويواصل لوزون سياسة الكذب التي تتبعها حكومته،" بان الاتحاد الاسرائيلي يعمل كل ما في وسعه من اجل مساعدة الرياضيين الفلسطينيين " . كما طلب من بلاتيني رئيس الويفا بمنع السماح للاتحاد الفلسطيني عرض مشكلاته من خلال الرياضة .

وليس غريبا على هذا الكيان ومن لف لفه، ان يواصل تمرير فن الكذب الذي يتقنه، ولكن ذلك لن ينطلي على دول العالم باستثناء قلة قليلة تعتقد ولاسبابها الخاصة، ان هذا الكيان يمكن ان يحترم المواثيق الدولية ، وهي منه براء , وعلى الدول الشقيقة والصديقة (وما اكثرها) ان تقول كلمتها في هذا السياق، وتستخدم الكرت الاحمر في وجه العنصرية واهدار حقوق الانسان التي يمارسها الكيان بحق القوم الجبارين .

ان عائلة الاتحاد الدولي .. الفيفا، ستواجه شرحا وافيا من رئيس اتحادنا مقرونا بالوثائق والصور والارقام والتواريخ والاسماء حول الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الرياضي الفلسطيني الذي يعيش على ارضه التاريخية التي عليها ما يستحق الحياة على ارض دولة فلسطين . وربما يندهش البعض من حجم المعاناة والتدمير التي يتعرض لها الرياضي الفلسطيني والبنية التحتية التي يمارس من خلالها رياضته، وهذا الامر ينسحب على تدمير المنشات الرياضية وعرقلة تشييد الملاعب .. وتقييد حركة اللاعبين والاداريين سواء من غزة الى الضفة وبالعكس، والتحاقهم بانديتهم ومنتخباتهم، وكذا انعقاد مجلس الاتحاد المركزي، وتاخير الشحنات الرياضية سواء من الفيفا او الاتحاد الاسيوي او الاتحادات الاخرى، كما حال الاحتلال الاسرائيلي دون اجراء العديد من اللقاءات الودية بين فلسطين وغيرها من الدول، اضافة لعدم دخول العديد من اللاعبين مع منتخباتهم او المراقبين والاداريين والصحفيين الضيوف، كما طالت انتهاكات الكيان لحقوق الانسان.. حياة البشر.. فقد سقط العديد من الشهداء المحسوبين على الحركة الرياضية، واعتقل العشرات من اللاعبين، ولعل قضية اللاعب محمود السرسك الذي اضرب عن الطعام لاكثر من تسعين يوما، لهي اكبر شاهد على انتهاك اسرائيل لحقوق الانسان، وتدخل فيها.. الفيفا.. لانقاذ السرسك من براثن الاحتلال .

وبحسب وكالات الانباء العالمية، فان الفيفا سيبحث في اجتماعه موضوع العنصرية، حيث يطالب السيد بلاتر بتبني قرار بمحاربة العنصرية، واي شكل من التمييز في كرة القدم، وهذا القرار يجب ان يكن ملزما لكل الاتحادات، مطالبا بخصم النقاط والطرد من المنافسات لانها قد تكون اجراءات فعلى اكثر من فرض الغرامات .. واذا كان الامر كذلك فان الاتحاد الاسرائيلي يجب ان ينطبق عليه هذا القرار، لان حكومة اسرائيل واتحادها يمارسان تمييزا فظا بحق الرياضة الفلسطينية .. اضافة الى ذلك ان الاندية العربية في الاتحاد الاسرائيلي تواجه هجوما عنصريا وتمييزا صارخا من قبل الاندية اليهودية في هذا الاتحاد .. حيث يواجه نادي سخنين دوما موجة من الكراهية من فريق بيتار القدس عندما يلتقيان .. على شاكلة ''اطردوا العرب'' .. كما يشتمون النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وان الكلام الكريه .. الذي تفوه به رئيس الاتحاد الاسرائيلي عن اللواء الرجوب واتحادنا الوطني .. ينم عن حقد دفين وكراهية .. يجب ان يحاسب عليه هو وحكومته، استنادا للمادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والمادة 13 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان، والمتضمن الابتعاد عن تقييدحرية حركة السكانفي المناطق المحتلة، وهذا ما يقوم الاسرائيليون به خلال تقييدهم لحركة لاعبينا وتنقلاتهم في ربوع الوطن.

ان شعبنا الفلسطيني اذ يقدر مواقف فرنسا النبيلة، بدءًا من مواقف الجنرال ديغول بعد الانسحاب من الجزائر في العام 62، مرورا بوقف تصدير الاسلحة للكيان العبري ابان عدوان حزيران عام 67، والخروج الآمن الذي وفرته القوات الفرنسية لقوات منظمة التحرير الفلسطينية عام 82، وكذلك خروج ياسر عرفات بحماية فرنسية عام 83، واستقبال الرئيس الفرنسي ميتران للزعيم ياسر عرفات 89، وموقف الرئيس الفرنسي شيراك في البلدة القديمة بالقدس عام 2001، عندما رفض المرافقة الامنية الاسرائيلية .. واذ يقدر شعبنا ذلك بامتنان، فاننا نأمل من جنرال فرنسا ميشال بلاتيني الذي يقدر ويحترم الشعب الفلسطيني، ان يقول كلمته في هذا السياق مشددا على مبادئ الثورة الفرنسية في الحرية، لشعب يرنو للحرية، ويتخذ قرارا واجراءا بوقف هذا الكيان عند حده، بصفته مسؤولا عن هذا الكيان في (الويفا)، بدلا من تكريم رئيس الاتحاد الاسرائيلي بمنحه عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الاوروبي.

آن الاوان .. ان نوقف هذه المهزلة .. التي تسيء للعبة كرة القدم .. وسيكون جنرالنا .. حاضرا في اجتماع الفيفا .. سيطالب العالم بالوقوف امام مسؤولياته .. تجاه ممارسة الكيان بحق ابناء شعبنا في الحركة الرياضية.

آن الاوان .. ان نوقف هذا الاتحاد اللعين .. وان تقفوا .. احتراما لاتحاد الكرة الفلسطيني والوقوف الى جانبه .. وقد تحول الى مؤسسة يعتد بها .. ولا يريد هذا المحتل .. ان نتواجد حتى في المجال الرياضي .. على خريطة العالم .. ولكن انى له ذلك .. وسنرى.

ولعل نجاحنا في تنظيم تصفيات اسيا للسيدات .. قد اغاظة .. ولا يريد ان تحضر المنتخبات الى فلسطين .. حتى لا تشاهد ممارساته بحقنا .

بئس الاتحاد الاوروبي .. المحكوم قراره السياسي للولايات المتحدة، المنحازة للكيان .. ونأمل ان يتحرر قراره الرياضي .. ويقف في وجه هذا الكيان .. وربما يبرز من بينه .. ديغول .. في الحقل الرياضي .. وعندها ربما يغادر هذا الكيان اوروبا .. كما غادر اسيا في السبعينيات من القرن الماضي .. ويلعب في الدوري الامريكي .. غير مأسوف عليه.

مواضيع قد تهمك