اعلامنا وإعلامهم والماراثون..

كتب منتصر ادكيدك/ القدس
أتابع وأنا اسير في شوارع القدس الغربية الدعاية المكثفة للماراثون الاسرائيلي في الشوارع والأزقة وعبر الصحف العبرية التي تفرد أخبارا مركزة على الماراثون الاسرائيلي الذي سينطلق بعد ايام قليلة "الجمعة القادم"، وكنت قد تابعت يوم الجمعة الماضي ما نشرته صحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية في ملحقها الاسبوعي عن "ماراثون قدسنا الخامس" الفلسطيني حيث التقى مراسل الصحيفة العبرية مع الزميل احمد البخاري ومع مستشار الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس المحامي احمد الرويضي، وتضمن تقرير يديعوت صورة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وصورة للمتضامنة البريطانية بوبي هاردي التي طردت من الماراثون الاسرائيلي العام الفائت لرفعها العلم الفلسطيني خلال سيرها بالماراثون بالقدس الغربية.
أجتهدت الصحافة العبرية لتعريف القارئ والمتابع الاسرائيلي عن ماهية الماراثون الفلسطيني ومنظميه وأهدافه، فيما يبدو ان صحافتنا الفلسطينية "وأقصد تحديدا محرري الصفحات الرياضية" لم يتطرقوا لهذا الموضوع ببنت شفة، وكأن الماراثون الفلسطيني سيقام في الصومال، وكأن الجهة المنظمة له مكاتبها وشخوصها في السودان وليس القدس، فيما كانت شبكة ووكالة بال سبورت وحدها في الميدان الفلسطيني تتابع الحدث وتغطيه كجهة راعية أعلاميا للماراثون وكان هناك وجود واضح للاعلام المرئي "تلفزيون فلسطين وتلفزيون معا والأذاعة الفلسطينية" وغياب واضح لمحرري الصحف وكتاب الأعمدة.
وأستغرب هنا ان نفس الزملاء محرري الصفحات الرياضية يقومون أحيانا بتضخيم حدث صغير دون مبرر أو داع، وأستغرب كيف ان صحيفتي الايام والحياة الجديدة لا يوجد لهما مراسل رياضي في مدينة القدس أسوة بباقي محافظات الوطن، مع العلم ان القدس العاصمة وتملك من النشاطات والفعاليات الرياضية اليومية ما يملأ صفحات وصفحات.
وفي نفس السياق أطلعت قبل ايام في صحيفة القدس على مقال للزميل احمد البخاري "الماراثون الفلسطيني والماراثون الاسرائيلي في الميزان" يوضح فيه الارتجالية في عملنا والمهنية في عمل الطرف الاخر مع الاسف وهذا ما يحز في النفس، غياب العمل الوحدوي والجماعي والتخبط بعض الشيئ في أسلوب عملنا أو أدارة الازمات، وأنتظار ما سيقوم به الطرف الاخر لنرد من باب "رد الفعل لا الفعل".
ولعل هذا الامر يبرر غياب الصحافة الفلسطينية المكتوبة على المبادرة بالكتابة عن موضوع الماراثون الرياضي الاسرائيلي وهو عمل سياسي بالأساس يستهدف المدينة المقدسة ككل.