شريط الأخبار

كلمة حق ووفاء...

كلمة حق ووفاء...
بال سبورت :  


كتب واصف ضاهر / القدس

مثل الانسان الذي يسرع بتناول وجبة طعامه ليشعل سيجارته ...هكذا انا فيما يتعلق بمطالعتي صحيفتي اليومية المفضلة "القدس"، فأنني أسارع بتصفحها بنهم وشغف وأقلب صفحاتها متتالية كي أصل للصفحة الرياضية العزيزة على قلبي... كيف لا وأنا قد كان لي شرف تحرير هذه الصفحة قبل أكثر من خمس واربعون عاما مضت.

والحكاية كانت في العام 1968 حينما علقت على مباراة جمعت بين جمعية الشبان المسيحية وفريق مركز بلاطة، وكان عنوان المقال "لو لعب الحكم لفاز"، وكان معنى هذا العنوان ان الفريقين انتظرا الحكم ثم تخلف عن الحضور لسبب ما، فلم يرى الفريقان حلا إلا أن يطلبا من رئيس فريق بلاطة المخضرم حسني يونس أدامه الله أن يخلع قميصه ويرتدي زي الحكام، وهكذا كان وتوفق بالتحكيم لتنهي المباراة بالتعادل لهدف لكلا الفريقين.

ومن ثم بعد كتابتي لتعليقين أخرين على مباراتين واحدة جمعت بين الجمعية وسلوان والثانية بين الجمعية وفريق نادي شعفاط، استدعاني الراحل محمود ابو الزلف ليطلب مني الأشراف على تحرير القدس الرياضي، وهكذا كانت البداية وامتدت لنحو عامين، ليتسلم المهام من بعدي الراحل احمد عديلة، ثم الراحل طوني عبود وجاء بعدهم الزميل سامي مكاوي آطال الله في عمره، ومر على القدس الرياضي بعده كثيرون، حتى وفقت القدس الرياضي بالزميل النشط والنابه منير الغول، ألذي نقلها نقلة نوعية شهد لها الجميع، حيث تمكن الزميل منير من أخراج القدس الرياضي بأبهى حللها كما نراها اليوم.

عندما أطالع الصفحات الرياضية اليوم لا أقوى ألا ان أعبر عن إعجابي بتنوع موادها وآلية إخراجها وألوانها وعدد صفحاتها، وما تحتويه من مواد محلية وعالمية ومقالات وتحليلات، وأعود بالذاكرة للوراء حين كانت المساحة المخصصة للزاوية الرياضية "عمودان"، حيث عمل المحررون ومسئولي الصحيفة على إنجاحها بكل آمانة وتفاني.

وهنا أحيي روح الراحل محمود ابو الزلف "ابو مروان" على سعة رؤيته وبصيرته وحكمته حين قرر أن تكون الزاوية الرياضية صفحة كاملة وليس مقال هنا وتحليل هناك.. كذلك أحيي كل المحررين الذين تناوبوا على تحرير الصفحات الرياضية، وأخص بالذكر الاخ والزميل منير الغول لأنني لمست النقلة النوعية التي أحدثها في الصفحات الرياضية، وأحيي جميع المراسلين في محافظات الوطن، وأحيي الزميل سمير غيث والزميل الصديق احمد البخاري الذي يتحفنا دائما بأخبار وصور الماضي الجميل من آرشيفه الخاص "بال سبورت".

أما ملاحظاتي الآخرى فهي ليست كثيرة آلا أنني أعجب وأستغرب كثرة حفلات التكريم هنا وهناك، حيث يتخذ البعض هذه الصفحة للدعاية والاعلام والترويج له بداعي حب الظهور.

أريد من هذه الصفحة أن تخلق نجوم رياضيين وأعني بذلك أن تركز على المتفوقين رياضيا سواء في كرة القدم أو غيرها من الالعاب ألأخرى ولا تنشر صورا للناشئين من قبيل الدعاية حيث تقتل مواهبهم وتربي فيهم الغرور وحب الذات.

لقد كنا في الماضي نتحدث عن نجوم الزمن الجميل موسى الطوباسي وحاتم صلاح وعارف عوفة وغيرهم من العباقرة النجوم، والآن أن سألتني عن نجوم هذا الزمن في لعبة كرة القدم مثلا فأنني لا أعرف أي منهم بالتميز الذي كان فيه أصحاب الزمن الجميل ولا أقرأ عنهم .

أريد أيضا مزيدا من النقد البناء والعتاب الهادف وملاحقة الإساءات وشغب الملاعب ومواجهة الفرق ومساءلتها.

أرجو ان لا أكون قد تماديت ولكن هي غيرتي الخالصة على الرياضة والرياضيين وصفحتي العزيزة على قلبي "القدس الرياضي".

وأخيرا أنوه أن العنوان الفرعي في أعلى المقال (فازت سلوان وخسر الجمهور) كان لأحدى مقالتي المحببة على قلبي والتي نشرت في القدس الرياضي يوم 2-12-1968، وفازت فيها سلوان بهدفين دون رد آنذاك.

مواضيع قد تهمك