الاكاديمية الفلسطينية للمواهب الكروية تتألق

كتب محمد زحايكة / القدس
كان مشهد الاطفال والاولاد الصغار من اعضاء الاكاديمية الفلسطينية للموهوبين كرويا مثيرا للغاية في لباسهم الزاهي الجميل وهم يتصارعون على كرة القدم في ملعب بيت صفافا ، في اطار برنامج تدريبي طموح تضطلع به الاكاديمية حديثة العهد وبرعاية عدد من المؤسسات الوطنية مثل مطعم فيلادلفيا والفندق الوطني وغيرها من المؤسسات المقدسية الخاصة والعامة .
وكان المدربان فراس ابو ميالة وماهر مفارجةيشرفان على تنظيم هذه المباريات الطفولية الرائعة والمثيرة بمساعدة العديد من الحكام فيما يقوم المصور عطا عويسات بتوثيف هذه التدريبات والمباريات الاخراحها في فيلم عن الاكاديمية الناشئة التي تولي الاطفال والصغار رعايتها واهتمامها وتنقلهم من الشوارع والحواري الى الملاعب الخضراء لاكتشاف مواهبهم في عالم كرة القدم .
والمدهش في هذه التجربة المثيرة سرعة تجاوب الاطفال واهاليهم مع هذه الفكرة واحتضانها من خلال الدفع باطفالهم وتشجيعهم على الالتحاق بها في سن مبكرة ومن مختلف الاعمار ومن العديد من الاماكن في القدس وضواحيها حيث تجد اطفالا في عمر الزهور قدموا من البلدة القديمة من مختلف حاراتها العربية من حارة الواد وحارة النصارى والسعدية وغيرها والطور والثوري وشعفاط وبيت حنينا وجبل المكبر والعيسوية والشيخ جراح .
وبدا الطفل المتدرب زيدان عويسات 10 سنوات – ادميرال- اللعبة في اسعد حالاته حيث احرز هدفين في مباراة ودية مع فريق اخر من الاطفال المتدربين .. وعندما سألته قال بفخر .. انا ابن الاكاديمية التي انتشلتنا من اللعب الخطر بكرة القدم في الشوارع والازقة الى احسن ملاعب بلدنا وزودتنا بالملابس الرياضية الجميلة المتكاملة وكل اللوازم والادوات الرياضية .. وآمنّت لنا المواصلات وكل التسهيلات لننعم بعملية تدريب مهنية والحصول على مهارات ممتازة في الكرة ..
اما والده الذي يحضر عادة لاصطحابة وتصوير وقائع اللقاءات التدريبية في مختلف الاماكن سواء في بيت صفافا او برج اللقلق او العيسوية فقال.. ان الاكاديمية حلم كان يراود كل عشاق كرة القدم في القدس .. وها هو يتحقق رويدا رويدا على الارض .. وانا سعيد ان ابني الصغير المولع بكرة القدم قد وجد ضالته اخيرا في هذه الاكاديمية التي نتمنى لها التطور السريع لتصبح صرحا من صروح رياضتنا الفلسطينية في هذا البلد المحروم من اشياء كثيرة رغم الطاقات الجبارة التي يختزنها ابناؤه الموهوبين والاكفياء..
ومع تعالي صيحات الله اكبر من الجامع المجاور وميل الشمس الى الغروب كانت صيحات الاطفال المتدربين في ساحات اللعب والتدريب تتصاعد مختلطة مع جلبة وحركات اختطاف الكرة وتداولها بين اقدام اللاعبين الطامحين الى تسجيل اهدافهم في مرمى الخصم.. وكذا هو الحال في الاكاديمية التي سجلت بلا شك هدفا كبيرا في رياضة الكرة الفلسطينية باقتحامها واختراقها هذا المجال البكر الحيوي الذي من شأنه نقل الكرة الفلسطينية من المحلية الى العالمية بضخ لاعبين مهرة متألقين قادرين على مقارعة خصومهم العالميين..!
وما ان تنطلق صفارات الحكام والمدربين وتّدوي في الملعب. حتى يصطف جيش اللاعبين في الاكاديمية كل فريق مقابل الاخر .. يسلمون على بعضهم البعض في صورة جميلة للتأكيد على غرس الروح الرياضية في نفوس أجيالنا الصاعدة بكرة القدم الى عالم المجد واالسؤدد باذن العلي القدير..