قرش قرطاج... تحيا فلسطين حرة عربية

القدس- لقاء سامر
العزة / لقب بعدة القاب
منها (قرش قرطاج وقرش المتوسط)،عشق فلسطين والقدس وعشق اهلها وزيادة في عشقه لها
لم يتوان عن اهداء فوزه في البطولة العربية بقطر الى اطفال فلسطين الذين احبهم
واحبوه فقامت السلطة الوطنية باطلاق اسمه على شارع في (بيت لحم) تقديرا له على
ذلك، وهذا ما يجعله حاضرا في عقولنا وقلوبنا...
عشق الشعب الفلسطيني لحمله همومه ولم ينس عروبته
حتى بعد انتقاله الى لوس انجلوس في الولايات المتحدة قبل بضع سنين وحصد العديد من
الميداليات نذكر آخرها خمس عشرة ميدالية ذهبية في بطولة قطر وحاز على وسام افضل
رياضي فيها بالاضافة الى مبلغ 60 الف دولار ، كانت قطر قد اعلنت انها ستمنحها
لافضل رياضي في الدورة وحاز ايضا على ذهبية بكين في سباق 1500م حرة في الاولمبياد
سنة 2008 واولمبياد لندن 2012 وحصل على برونزية 1500متر حرة رجال وحاز على ذهبية
ماراثون المياه المفتوحة عشرة الاف متر وقام باهداء فوزه الى كل رياضي عربي أحب
اسامة ولم ينس ايضا اطفال فلسطين والذين كان لهم نصيب من ذلك وقام بلقاء الوفد
الفلسطيني في لندن والتقط معهم صورا تذكارية ووعد بزيارة خاصة لفلسطين واستطاع ان
يأسر قلوب محبيه بتواضعه وبابتسامته الرائعة والتي لا تفارق وجهه ..انه البطل
العربي والاولمبي العالمي الشهير أسامة ملولي الذي التقته القدس الرياضي في هذا
الحوار الخاص لنتابع:
ما هو سر حبك
لفلسطين واطفالها فاهديت فوزك لهم وانت في قمة سعادتك؟
بكل صراحة اهل
فلسطين الحبيبة وخاصة أولاد وبنات فلسطين هم في قلبي منذ سنوات وكانت رغبتي كرياضي
عربي ان استغل شهرتي لارسال رسالة حب وتضامن وان كانت بسيطة لأهل فلسطين واذكرهم
أني معهم واحد منهم من خلال إشراكهم في تتويجاتي متمنيا ان تدخل الفرحة و المفخرة
الى قلوبهم.
بعد هذا المشوار
الرائع والتاريخي والحافل بالانتصارات ماهي اهم الخطوات القادمة؟ وهل ينوي بطلنا
الاعتزال ومتى ؟
=الحمد الله سبحانه
وفقني في مسيرتي واهداني اعلى المراكز في منافساتي وحققت بالتالي كل أحلامي كرياضي
بالرغم من صعوبات الغربة والإصابات والمنافسين الكبار ولذلك بعد العاب لندن كنت
مستعدا للاعتزال والخروج من الباب الاكبر. ولكن هذا الخبر حز في نفس كل التونسيين
الذين لم يبخلوا في تشجيعاتهم لي وطلبوا مني المزيد من التتويجات لذلك ان شاء الله
سأواصل مغامرة أولمبية أخرى والخامسة في سجلي واتمنى على الله ان يعينني في الوصول
لها.
حدثنا عن مشوارك
الرياضي منذ نعومة اظفارك وماهي المراحل التي مر بها اسامة حتى اصبح بطلا يحتذى به
ونبراسا لكل سباح عربي للوصول للعالمية والاحتراف؟
أمي هي التي كانت
وراء غرامي أنا وإخوتي انس ومؤنس برياضة السباحة منذ سنوات الصغر، فمنذ كان عمري
حوالي 3 سنوات، كانت بدايتي في المسبح البلدي بالمرسى. منذ صغري كنت مغرما بالماء
من حسن حظي ان اول ممرن (مدرب) لي كان الدكتور المولدي دحمان رحمه الله. وكان
فنانا بكل معنى الكلمة فلقد كان اول من تنبأ بموهبتي وقدراتي وزرع في نفسي وذهني
روح المنافسة وحب التدريبات والرغبة في الفوز.
في عام 1999
شاركت في الألعاب العربية بالأردن وكنت اصغر رياضي بالدورة و تحصلت على الميدالية
البرونزية لسباق 1500 متر سباحة حرة. بعد هذا التتويج اقترح علي المدير الفني
للجامعة التونسية للسباحة الالتحاق بفريق فرنسي يتمرن في جبال البيرينس فقضيت
عامين في المرتفعات الفرنسية قبل التحول لمدينة مرسيليا وهناك تحصلت على شهادة
البكالوريا. بعد نهاية المرحلة الثانوية لدراستي، قررت ان أواصل مسيرتي في احدى
الجامعات الامريكية فالتحقت بجامعة كاليفورنيا الجنوبية سنة 2002 وتحصلت فيها على
شهادتي في الهندسة الإعلامية وأواصل الآن شهادة الماجستير في التأطير الرياضي.
ماهو برنامج اسامة
التدريبي والغذائي اليومي وكيف يقضي بقية نهاره بعد ان ينتهي من تدريباته وهل يؤثر
ذلك على مستواه الاكاديمي؟
- أنا اتمرن معدل خمس
ساعات يوميا اربع منها في المسبح و ساعة اخرى لتقوية العضلات. أتناول اربع الىخمس
وجبات يوميا بمعدل 5000 كالوري. التزم بتمرين الصباح من الساعة 6 الى 8 والمساء من
2-5 بعد التمارين عندي دروس جامعية تقام بالليل او راحة بالمنزل. سر التوفيق بين
الرياضة والدراسة هو حسن التصرف في الوقت و قوة عزيمة.
ما هي اجمل البلاد
التي زرتها وماهو البلد التي تتمنى ان تزوره ؟
من اجمل البلدان
التي زرتها هي جزيرة هاواي ومدينة ريودي جانيرو بالبرازيل. واتمنى زيارة جزر
المالديف في المحيط الهندي و القدس بفلسطين.
من هو الرياضي الذي
اثر في اسامة وما مدى تأثيره في مسيرتك الرياضية؟
مثلي الاعلى هو
بدون أدنى شك الملاكم محمد علي كلاي وأنا معجب به ليس فقط لقدراته وإنجازاته في
الحلبة ولكن لمواقفه النبيلة امام قضايا كبرى وحساسة.
ما مدى رضاء اسامة
عن الاعلام العربي وهل اعطته الصحافة العربية حقه في مشواره الرياضي وبخاصة
الانتصار الذي حققه في اولمبياد لندن 2012 للعرب بعامة وللتونسيين بخاصته؟
حقيقة اكتشفت
الاعلام العربي لاول مرة من قريب في الألعاب العربية بقطر وكان لي الشرف ان أحاور
وأتعرف على البعض من الاخوان الصحفيين من العديد من البلدان العربية وخاصة مصر
والجزائر ولبنان وفلسطين وفوجئت بمتابعتهم الدقيقة لمسيرتي. الاعلام العربي كان
اول من أعطاني أحلى الألقاب و اجمل الأوصاف وأنا اجد نفسي مشحونا بمعنويات كبرى
لان الاعلام العربي مساند لمسيرتي ومقدر لمجهوداتي.
لماذا لم تستطع
السباحة العربية ان تتقدم بالشكل المطلوب حتى اللحظة ولم تستطع ان تنجب لنا امثال
اسامة حتى الان؟
المنافسة في عالم
الرياضة اصبحت كبيرة جداً والبلدان العظمى تقوم بتخطيطات هامة لإعداد أبطالها
وتوفر لهم كل متطلبات النجاح منذ الصغر وللأسف ذلك غير متوفر بنفس المستوى في
العالم العربي. هناك أيضاً نقص في البنية التحتية مثلا في بلادي تونس لدينا مسبحان
50م في كامل الجهوزية مقارنة بـ 5 او اكثر في كل مدينة أمريكية. والمسؤولون
والمدربون يجب مراسلتهم لكي يكونوا مواكبين للتقنيات والفنيات الحديثة لتحقيق
نتائج منافسة للمردود الغربي. هذا لا ينفي اني ما زلت مؤمنا بأن السباحة العربية
سوف تشهد تقدما في الساحة العالمية واتمنى أن اكون قدمت المثل لبقية السباحين
العرب.
رأيك في السباحة
الفلسطينية وبسباحينا وكيف بالامكان ان نحقق افضل النتائج في الايام القادمة؟
أنا اعرف ان ظروف
السباحين الفلسطينيين صعبة وليس هناك مجال للمقارنة مع بقية البلدان وبالرغم من
ذلك تواجدوا وشاركوا في الألعاب ومثلوا بلدهم بشجاعة وأنا حقيقة فخور بهم وأشجعهم
على المواصلة ان شاء الله.
بالتأكيد هناك فرق
في كيفية التدريب في امريكا والدول العربية ولكن سؤالي كيف نستطيع ان نتقدم في
مجال التدريب وتحديدا لانشاء جيل رياضي حقيقي يستطيع ان ينافس على مستوى العالم؟
سر النجاح هو في
الكفاءات التي تطور المواهب وليس في المواهب ذاتها والتي هي والحمد الله موجودة في
العالم العربي. جلب كفاءات أجنبية و التعامل مع هذه الإطر والاستفادة من خبرتها في
ارض الوطن ستدخل تحسينا على مردود المدربين والنتائج الرياضية كذلك.
نصيحة الى الاطفال
العرب وارجو ان تخص اطفال فلسطين على وجه الخصوص لتبعث فيهم الامل والعزيمة للمضي
قدما نحو الاحتراف؟
بالرغم من كل
الصعوبات التي يعيشها أطفال فلسطين كل يوم أنا متأكد أن شباب فلسطين بامكانه
التألق في العديد من المجالات ولن يكون هذا بالسهل طبعا ولكن بقوة العزيمة وروح
المثابرة والشعور بالمسؤولية بإمكان شباب فلسطين ان يصنع المعجزات وهذا ما أتمناه
لفلسطين الشقيقة وشعبها العزيز.
كلمة اخيرة ؟
تحيا فلسطين حرة
بإذن الله