شريط الأخبار

شطحات صوفية / يكتبها احمد ابو حسام

شطحات صوفية  يكتبها احمد ابو حسام
بال سبورت :  

الخازووق...

الخازووق لمن لا يعرف معنى الكلمة، هي كلمة مشتقة من الخزق بضم الخاء وجذرها خزق , وتعرف مصطلح لكلمة مقلب، والخازووق هو آلة الخزق وتعني كل شي له القدرة على اجراء الخزق وتستعمل في اللغة العربية للآلة نفسها كما تشير بالايحاء الى الفاعل (الخازق نفسه) فيقال ان فلان خازووق اي دائما يقوم بعملية التخزيق او الخوزقة كما جاء في كتاب البلهاء والفصحاء، وتعتبر أشهر حالة "خوزقة" في تاريخنا الحديث هي حالة سليمان الحلبي، الذي قتل القائد الفرنسي كليبر فوضعوه على الخازوق.

وهنا أود الأنتباهة للمعنى الثاني للخازوق، وأقصد المقلب وهذا ما يخصني، وأقر وأعترف في البداية انني في صغري "تخوزقت كثيرا" أي آكلت مقالب عدد شعر رأسي قبل ان يصيبني داء الصلع.

والخازوق الأخير الذي آكلته هذه المرة كان من شركة جوال، حين كنت أتابع بشراهة على شاشة تلفزيون فلسطين "وهي الشاشة المميزة لي حاليا" على برنامج المسابقات (الصندوق)، وهو برنامج مسابقات وجوائز، لكن لمن الجوائز الله أعلم، فقد أكتشفت ان هناك من يريد تفريغ جيوبنا وشفطها ليملأ هو صندوقه.

الذي جعلني اتابع برنامج الصندوق هو حبي لمقدم البرنامج الفنان المقدسي حسام ابو عيشة، والذي أفتخر به بسبب "الجيرة" والصداقة التي تربطنا حين نشأنا بأزقة البلدة القديمة وحواري القدس، ولما لهذا الفنان من (قفشات) كوميدية مبكرة تضحكك وتبكيك ان هو أراد ذلك، أعجبت بهذا الفنان وأنا في عمر الورود حين شاهدت له عرضا مسرحيا ايام كان يعمل ضمن فرقة سنابل وكانت المسرحية من روائع الآديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني وهي "عائد الى حيفا".

سمعت كلام زوجتي واتصلت من جوالي على رقم البرنامج وأنتظرت دون جدوى فقطعت الخط وعلمت ان كل دقيقة انتظرتها كلفتني ما يزيد عن الثلاثة شواقل عدا ونقدا مضروبة بمجموع الهواء ، فقلت بقرارة نفسي ان الهونداي تستأهل أكثر من ذلك، فبعثت رسالة من جوالي للرقم الموجود في اسفل الشاشة، ورسالة تلحق رسالة وسؤال يلحق جواب الى ان نفذ رصيدي، فأكتشفت ايضا ان سعر الرسالة الواحدة يفوق الثلاثة شواقل في كل سؤال.

على كلا الأحوال "أكلت الخازوق" ونفذ رصيدي، لكن ما أحزنني آمران:

· الآمر الأول: هو طبيعة الاسئلة "الساذجة" المرسلة من جوال، ومنها على سبيل المثال "كم عدد الركع في صلاة الفجر"، وهذا السؤال فيه استخفاف بعقولنا ما بعده أستخفاف، هذا سؤال بأمكان اليهود والمجوس والهندوس وعبدة الأصنام وعبدة النار ان يجيبوا عليه، لماذا هذا الاستخفاف في عقولنا، الا يكفينا الخازوق لوحده، هل نتخوزق ويصيبنا مغص من مثل هذه الأسئلة التي تستخف بعقولنا.

· الآمر الثاني: اليس من ألأجدر ان يتم الأشارة لكلفة المكالمة والرسالة قبل ان تخوزقونا، أوليس هذا هو القانون.

من الذي "ضيع" بعثتنا في لندن

ما ان حطت رجلا زميلنا الاعلامي منتصر ادكيدك "وهو الذي ينحدر من آسرة شبكة ووكالة بال سبورت" لندن، حتى أخذ يهمر علينا الرسائل الاولمبية، ماذ قال الحلبي، وماذا ألقى احمد جبريل من نكات، وهو الذي به مزيج ما بين الفلسطيني والمصري، لكن خفة الدم من المؤكد انها جاءته من المصريين، لأننا نحن الشعب الفلسطيني بطبيعتنا شعب جامد وجدي "ونكد" أحيانا، ويتحدث منتصر في رسالته عن استعدادات "الختيار" ابو مراحيل وهو ممن شاركوا بأول اولمبياد تشارك به فلسطين في العام 1996 لاعبا والأن مدربا لورود وبهاء، وعن أستعدادات اماني عورتاني وما أعدت لفريقنا الاولمبي من تدريبات لسابين وجبريل، وماذا يخبئ لنا مدرب الجودو اياد الحلبي وبطلنا ماهر ابو رميلة من مفاجآت سعيدة، وماذ تفعل الأداريتان غادة وغيداء.

نعم أخي منتصر نريد ان نعرف صغار الامور قبل كبارها، نريد ان نعرف هل السائق الذي أضاعكم في شوارع لندن أن كان "سكيرا" أم كان قاصد أضاعتكم لأن هذا قدر الشعب الفلسطيني، نريد ان نعرف انكم في ورشة عمل متواصلة وتعدون لمفاجئتنا كما فاجأنا ماهر ابو رميلة بتأهله من قبل، نريد ان تحرسوا علمنا الفلسطيني الخفاق في الليل بعد ان عانق السماء ورفرف عاليا في المدينة التي كانت سببا لضياع شعبنا الفلسطيني وتشريده، تلك المدينة التي خرج منها الوعد المشؤوم مثل صاحبه البوم "بلفور"، وأعطى من لا يستحق ما لا يملك، نريد ان نعرف كيف تقضون ايام رمضان في لندن...

نحن هنا في فلسطين التاريخية وفي بلاد الشتات قلوبنا اليكم ترحل كل يوم، وننتظر منكم ان تفرحونا، وندعو لكم دائما، وندعو لأن يبقى علمنا خفاقا دائما وأبدا، وأول ميدالية ذهبية حصلنا عليها حين رفع العلم الغالي في سماء مدينة الضباب والتي تخلو من الضباب حاليا.


مواضيع قد تهمك