شريط الأخبار

رسائل رياضية قد تصل قبل الموسم الرياضي الجديد

رسائل رياضية قد تصل قبل الموسم الرياضي الجديد
بال سبورت :  

كتب محمد عراقي/ طولكرم

مع نهاية الموسم الاحترافي الثاني وانتظار انطلاق الموسم الاحترافي الثالث بعد أشهر قليلة لا بد من النظر بتمعن في المرحلة التي وصلنا اليها بعد عامين من تطبيق نظام الاحتراف الجزئي في فلسطين بجهود جبارة من اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ورئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية الذي اراد وضع كرتنا الفلسطينية على الخارطة الاسيوية والدولية ونجح في ذلك خاصة فيما يتعلق بالمنتخبات الوطنية واعتماد فلسطين ملعب بيتي لهذه المنتخبات التي بدأت تأخذ اهتماما كبيرا ودعما ملحوظا من اتحاد الكرة .

الاحتراف الداخلي

لكن عند الحديث عن الاحتراف الداخلي ووضع الاندية المحلية فان الامر يختلف لاننا سنجد صعوبات جمة ادارية ومالية تواجه انديتنا التي باتت تتعامل مع متطلبات الاحتراف بصعوبة بحيث اصبح الاحتراف ومتطلباته المادية يشكل عبئا ثقيلا على كاهل الاندية واصبح العزوف عن الترشح لادارات الاندية المحترفة سمة واضحة في كثير من الاندية بسبب الالتزامات المادية المطلوبة وحجم العمل والصعوبات والمشاكل التي تواجهها هذه الاندية في التعامل مع متطلبات العقود الاحترافية للاعبين والمدربين وما شابه .

الاندية مطالبة بتطوير الذات

ويجب ان يكون الكلام واضحا ان على أنديتنا المحترفة في درجتي الاحتراف ان تعمل على تطوير ذاتها من خلال اختيار اعضاء مجالس ادارة ولجان عاملة على قدر كبير من الكفاءة والنوعية تتماشى مع هذه المرحلة الصعبة التي أطاحت بالعديد من الاندية العريقة من قمة الاضواء الى انزلاق للاسفل في النتائج والتصنيف .

فالمرحلة الحالية تتطلب وضع خطط عمل واقعية تتمكن من التعامل مع المتطلبات والأعباء المادية الكبيرة المطلوبة كل شهر لكل ناد محترف من خلال التفاعل مع المجتمع المحلي والشركات والمؤسسات الوطنية والخاصة وقطاع رجال الأعمال واستغلال اقامة بعض المشاريع الاستثمارية اذا سمح الامر لتدر دخل يساعد الاندية على الايفاء ببعض متطلباتها .

ثم على الاندية المحترفة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب فنيا واداريا حتى تتمكن من التعامل مع الملفات الاحترافية المطروحة بفاعلية ومهنية بعيدا عن التخبط والعشوائية .

الصفقات الباهظة مرفوضة

وحقيقة فان غالبية الاندية المحترفة تضع نفسها في موقف حرج ماديا بقيامها بالتعاقد مع عدد من اللاعبين بأسعار وأرقام كبيرة ولا تتماشى وواقعنا الحالي سواء الرياضي او الاقتصادي او الاجتماعي فالتهافت على اللاعبين اصبح سمة مرفوضة كما حصل في الموسم الماضي بين بعض الاندية .

وباتت الاندية مطالبة بالتعقل في ابرام صفقاتها حسب حاجتها الفنية اولا وحسب امكانياتها المادية ثانيا .

الاهتمام بالقاعدة

وفي موضوع هام متصل يجب على الاندية ان تهتم اكثر بالفرق المساندة لها من اشبال وناشئين وشباب ليكونوا النواة الحقيقية التي يعتمد عليها في الفريق الاول المصنف لان اكتشاف مواهب شابة جديدة امر رائع ومفيد ليس للنادي فقط بل وللمنتخبات الوطنية ايضا .

وهذا يخفف من الاعباء المالية المترتبة على التعاقد مع لاعبين كثيرين لكن لا باس من تدعيم الصفوف بما يحتاجه النادي من مراكز معينة وبمبالغ معقولة لا يوجد فيها مبالغة لكن اذا نظرنا لواقع انديتنا سنجد ان هناك اندية جميع تشكيلتها الاساسية من لاعبي التعزيز واذا كان هذا الامر يعتبر طبيعيا في عالم الاحتراف الحقيقي المطبق خارجيا لكن في واقعنا الرياضي والاقتصادي والاحترافي الصعب نجد ان الامر فيه مبالغة وينطوي على عدم تخطيط جيد للمستقبل .

اللاعب المستفيد الاول

وبات اللاعب هو المستفيد الاول والوحيد من العملية الاحترافية بشكلها الحالي وهو امر غريب وبات بعض اللاعبين يلجئون الى المغالاة في رواتبهم وطلباتهم المادية بشكل يفوق مستواهم الفني ، وبعض اللاعبين تسبب في احداث مشاكل بين بعض الاندية من خلال عدم الصدق والوضوح في المفاوضات بل والتلاعب احيانا بالاندية لكسب اكبر مبلغ ممكن من المال وهذا ما لا نريده في واقعنا الرياضي .

تعريف اللاعب المحترف

ويجب على اتحاد الكرة ان يقوم بوضع ضوابط محددة للاعب المحترف فلا يكفي ان يقوم لاعبا بتوقيع عقد احتراف مع ناد معين لنسميه محترف ويصبح يطالب النادي بكل قرش حسب العقد وعند حدوث اية اشكالية بين النادي واللاعب نجد ان اللجان المختصة تنتصر للاعب فهذا امر غريب وغامض .

ندرك أن هناك لوائح احتراف نسعى لتطبيقها بشكل موحد على الجميع لكن أيضا يجب ان نأخذ ما يفيد واقعنا الخاص فنحن نعلم ان معظم لاعبينا المحترفين هم غير متفرغين للاحتراف فغالبيتهم اما طالب في الجامعة او موظف مدني او موظف عسكري وأمور اخرى .

اذا حتى يمكن مطالبة النادي بدفع وتسديد كافة قيمة عقد اللاعب يجب اولا ان يكون اللاعب محترفا فعليا وليس على الورق والان أصبحت الأندية تعاني بشدة لتوفير اموال ثم تصرفها على لاعبين غير متفرغين واسمهم محترفين اسما فقط.

هذه معضلة يجب على اتحاد الكرة التدخل في حلها سريعا حتى نستطيع تنظيم الاحتراف بعض الشيء فيجب ان نميز بين اللاعب المحترف المتفرغ تماما لكرة القدم وبين اللاعب المحترف الغير متفرغ في الرواتب وحتى الوضع القانوني عند حدوث اشكاليات بين اللاعب والنادي تخض الامور المادية ، فمن حق النادي توقيع غرامات على اللاعب الذي لا يلتزم بكافة بنود العقد وأهمها التفرغ التام لممارسة كرة القدم .

القطاع الخاص والمسؤولية الكبيرة

وبلا شك فان القطاع الخاص من شركات وبنوك ورجال اعمال مطالبة بالوقوف عند مسؤولياتها الاجتماعية مع الاندية من خلال اقتحام مجال الرعاية والتسويق ومد يد العون للاندية لتحقيق المنفعة المتبادلة كما هو حاصل في جميع دول العالم فالتسويق الرياضي والرعايات والدعايات بأشكالها المختلفة اصبحت عنصر اساسي من العناصر التي تدر دخلا ماديا طموحا لاي ناد محترف .

وحيث انه لا يوجد دعم حكومي ثابت للاندية المحترفة فيجب على الحكومة الضغط على هذا القطاع الحيوي لكي يتعاون مع الاندية في درجتي الاحتراف ويمكن للواء الرجوب ان يلعب دورا ايجابيا للغاية في هذه النقطة بسبب علاقاته وقدرته على حسم الامور الصعبة لان المطلوب تعاونا مثمرا وبناء بين صانعي القرار الرياضي والاندية التي تشكل الاساس في عملية البناء الرياضي لكن بات يتهددها شبح الافلاس والديون .

النقل التلفزيوني ودخل المباريات

واذا اردنا ان نطور من الاحتراف القائم عندنا فنحن ما زلنا نحلم بيوم نشاهد فيه دورينا يتم بث مبارياته عبر احدى الفضائيات العربية لتعم الفائدة المادية على انديتنا ونساعد على نشر كرتنا الفلسطينية الوليدة عربيا وقاريا .

وهذا الامر متعذر حاليا لاسباب كثيرة مع ان القائد الرياضي الرجوب بذل مجهودا مضنيا في هذا الجانب الهام .

وايضا مسألة حصول الاندية على حصتها من تذاكر دخول الملاعب هو امر هام وحيوي في أي عملية احتراف في أي مكان في العالم وهذا ايضا بانتظار بعض الوقت وبعض الامور الادارية لتحقيقها .

تكريم مادي طموح

وكما هو حاصل في كل العالم فان اتحاد الكرة اصبح مطالبا بتطبيق بعض الجوانب الاحترافية لتكتمل المنظومة الاحترافية او تتطور فالجميع يقر بأهمية التكريم النهائي في ختام أي موسم رياضي من قبل اتحاد الكرة الجهة المسؤولة والمسيرة لشؤون اللعبة .

فالاندية الفائزة بالالقاب في نهاية الموسم تكون تعبت وكافحت وصرفت الكثير من الاموال وهذا يتطلب تخصيص جوائز مالية طموحة من قبل اتحاد الكرة بمشاركة بعض الجهات الراعية للفرق الفائزة ببطولات الموسم الكروية والفرق المميزة.

وايضا اللاعبين الابرز طوال الموسم المنقضي يتم تخصيص جوائز مالية طموحة لهم حتى نشجع فرقنا ولاعبينا على التميز وتقديم الافضل دائما لكرتنا الفلسطينية العزيزة على قلوبنا .

دور الاندية

ولا بد للاندية المحترفة ان يكون لها دور هام ومؤثر في سير العملية الاحترافية من خلال التنسيق المشترك والمباشر بينها وبين اتحاد الكرة ولا بأس من طرح فكرة تشكيل رابطة للاندية المحترفة مستقبلا على غرار رابطة اللاعبين المحترفين التي تتم نقاش تشكيلها حاليا حيث حضر وفد يمثل رابطة اللاعبين المحترفين الدولية والتقى مع ممثلي الاندية واللاعبين قبل نحو اسبوع فالمنظومة الاحترافية اذا اريد لها الاستمرار لا بد وان تتكامل بأدوارها .

مواضيع قد تهمك