شريط الأخبار

بيان صادر عن قوات العاصفة

بيان صادر عن قوات العاصفة
بال سبورت :  

كتب بدر مكي/ القدس

في الشهر الثالث من العام 75، كنت في الصف الثاني الثانوي العلمي في مدرسة هشام بن عبد الملك بأريحا، كان اهتمامي بلعب كرة القدم قد اخذ يزداد وكذا في الالعاب الاخرى خاصة بعد انضمامي لنادي شباب اريحا، وكنا نسمع حينها عن هبات جماهيرية هنا وهناك، وعن محاولات الفدائيين للنيل من جنود الاحتلال في عديد من المواقع.. وقد وقعنا في حب صاحب الكوفية وكلماته الشهيرة في الامم المتحدة «لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي..» اضافة لقراءتي لكتاب «فلسطيني بلا هوية» لضمير الثورة ابو اياد.. كما كانت معركة الكرامة في الاذهان وفجأة.. بدأنا نسمع عن مجموعة من الفدائيين.. التي جاءت من البحر.. تقوم بعملية جريئة في قلب فندق سافوي على شاطئ تل ابيب.. معركة بطولية خاضها الابطال.. واوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الكيان.. وسقط سبعة من تلاميذ ابو جهاد.. شهداء.. وتم اسر الثامن.. عندها بدأت.. مشاعرنا وعواطفنا.. تتفتح على حركة فتح.. وكنا نسمع مذيع المنظمة في كل ليلة يوجه النداء تلو الآخر.. الى المجموعات العاملة والضاربة في عمق الاحتلال.. «من سين الى صاد، وصلت الامانة..» هكذا تعود الشباب في الارض المحتلة على الانخراط في صفوف الثورة.. وحركة الشبيبة.. وكذلك، في الجبهتين الشعبية والديمقراطية.. ومن بعد في حماس والجهاد الاسلامي.

العمليات الفدائية.. ساهمت بشكل كبير في توعية شعبنا على اهمية مقاومة الاحتلال بكافة السبل.. وهكذا اطل جيل فلسطيني في مرحلة السبعينيات والثمانينيات.. يعشق تراب الوطن الطاهر.. وقد دخل الآلاف منه في الغياهب.. ولا يمكن لشعبنا ان ينسى دلال المغربي وليلى خالد وجيفارا غزة وهبة ضراغمة وعلي ابو طوق وآيات الاخرس ولينا النابلسي.

في سافوي.. تعلم الكيان درسا لن ينساه.. جراء اغتياله لثلاثة من خيرة قادتنا في عملية «فردان».. الكمالان وابو يوسف النجار.. في مقبرة الارقام.. حجزوا الشهداء.. نعم بالارقام.. وهذا الكيان لا يعلم ان كل رقم لكل شهيد.. هو رقم صعب.. حيث خاض كل منهم الامتحان الصعب.. من اجل القدس وفلسطين.. اما آن لنا ان نخلد شهداءنا كما يجب، عن طريق المناهج الدراسية والكليات العسكرية.

كما وحد اسرانا البواسل في معركة الامعاء الخاوية.. جماهير شعبنا.. وقد كانوا هم موحدين.. في انتفاضتهم ضد الجلاد.. ها هم شهداء الارقام.. يوحدون شعبنا.. كما كانوا في قبورهم موحدين.. وهناك كان الفتحاوي والجبهاوي والحمساوي والجهادي.. كانوا اخوة داخل قبورهم.. يجمعهم حب فلسطين.. ويسألوننا.. ان نتوحد.. لان العدو واحد.

الشهداء.. عادوا هذا الاسبوع.. وكأن الكاتب الجزائري الطاهر وطار في قصته الشهيرة «الشهداء يعودون هذا الاسبوع».. قد صدق بأنهم قد عادوا.. وعلينا ان نحترم تضحياتهم.. وليس كما قال.. ان البعض «الانتهازي» يرفض عودتهم.. لان ذاك الشهيد العائد.. سيعرف من الذي جاهد.. ومن الذي افسد ويفسد ومن الذي خان.

من اجل شهدائنا.. الذين زرعوا فينا حب الوطن.. ونكران الذات.. والتحلي بمكارم الاخلاق.. من اجلهم جميعا.. على اختلاف المشارب.. تعالوا.. نوحد الصفوف ونحب بعضنا بعضا.. ما دام هدفنا واحد وهو رحيل الاحتلال.

وقد كبرت وما زال يتردد في ذاكرتي.. البيان الصادر عن قوات العاصفة.. في شأن عملية سافوي.. وقد طالب الفدائيون بالافراج عن المطران ايلاريون كبوشي.. ملك تهريب الاسلحة للمقاومة.. وكبوشي كان يمثل لنا عنوانا للتلاحم الاسلامي المسيحي في اجمل صورة.

وكذا البيانات الصادرة عن الجبهتين وكتائب العز وسرايا القدس.. في ضرب معاقل المحتلين. وما زالت الكرة في ملعبنا.. نحن الفلسطينيين.. الوحدة الوطنية.. رأسمالنا الطهور.. وكل من شاهد جنازة شهداء الارقام.. عليه ان يقف ويفكر بعمق وقد شاهد تلك الام التي انتظرت ابنها.. وعاد مستشهدا، فبكت.. دمعتين ووردة.

مواضيع قد تهمك