كتب زيد السربل / الكويت

زيارة مدتها اسبوع كامل وبالتحديد من الجمعة الى الجمعة كانت حافله ومليئة بماهو جديد في حياتي المهنية والعملية .... عايشت خلالها معاناة اخواننا الاعزاء في فلسطين العرب ... أرض الانبياء ... اسبوع واحد فقط لكنه كان كفيل بمعرفة ما يدور في الاراضي المحتلة من قهر وظلم واستبداد ... وكان كفيلا بان نستشعر ان الحياة هي تلك المسافة التي تفصل بين قوسين او حاجزين ... وأن ندرك ونكتشف أنها اي / الحياة / هي الحرية التي لاتتوفر في كل مكان ...

وربما كنت محظوظا وموفقا بان نكون ضمن كوكبة الاعلاميين الرياضيين العرب والاجانب الذين سنحت لهم الفرصة لزيارة فلسطين الحبيبة في الاسبوع الماضي لحضور جانب من مباريات البطولة الكروية التي تزامن موعدها مع مرور 64 عاما على النكبة واقيمت تحت شعار " من النكبة الى الدولة " واعمال الملتقى الاعلامي العربي الاول الذي شارك به زملاءنا في مهنة المتاعب من جميع الدول العربية باستثناء سوريا التي تئن من مشاكلها وليبيا والبحرين والجزائر لظروف مختلفة ... لكنني واخواني من الكويت والدول العربية صادفتنا بعض المشاكل التي تغلبنا عليها بالصبر والحكمة وبطبيعة الحال كانت من الجانب اليهودي في المركز الحدودي اثناء الدخول والخروج وفي بعض الطرقات التي يتمركز بها جنود الاحتلال لفرض سيطرتهم وتعنتهم وجبروتهم ...

وعلى حد قول زميلنا التونسي والصحفي المخضرم والمحبوب عادل بو هلالعند وصفه لهذه الرحلة باننا / مسافرين لاكتشاف حياة اخرى جديدة .. حياة بمذاق ونكهة خاصة ومختلفة لم نعرفها او نعيشها من قبل لانها اكبر ممن كنا نتوقعه او نتصوره .. ومن يعرف / بوهلال/ عن قرب يكتشف / انه فيلسوف من طراز خاص في هذا العصر / باسلوبه وشخصيته المميزة وفكره الحر ونظرنه بعيدة المدى ويختلف عن الاخرين بالكريزما التي يتصف بها وينفرد بها عن غيره .

لقد رأينا في هذه الزيارة وعن قرب مشاهد وحقائق كثيرة ومختلفة وعايشنا ما كنا نشاهده عبر الشاشات الفضية وما تتناقله وسائل الاعلام المختلفة .. شاركنا اهالي الاسرى في اعتصامهم في رام الله واستمعنا لهم ولمطالبهم وكان المشهد مثيرا ومفع م ا بالانسانية ويتجلى عندما تسمع روايات وحكايات ومآسي هذه الشريحة الانسانية مباشرة .. ومن حسن الحظ ان يكون اليوم التالييوما تاريخيا بالنسبة للمفاوضات ويتم الاتفاق بين السلطة والفلسطينية والعدو الاسرائيلي بالافراج عن الاسرى المعتقلين ... وقفنا مع المعتصمين مؤازرين لهم ومؤيدين .. سمعنا روايات واقاويل وقصص بعض نعرفها سلفا وبعضه لم نسمع به قط ولم يكن في الحسبان .

يترآى لنا المشهد الفلسطيني ليكون أكثر وضوحاواكثر غرابه وبحاجة الى بحوث مستفيضه ..

كنت من المحظوظين بهذه المشاركة القصيرة لتشرفي مع الزملاء بمقابلة رئيس السلطة ابو مازن وجها لوجه وكان كعادته صريحا في حواره ومواقفه ويمشى كالملك واثق الخطى في سبيل تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني واحلامة ... وكان قريبا مني ومن الزملاء جميعا لوقوفه من الجميع على مسافة واحدة دون ان يكيل المديح او الثناء لاحد على الاخر ليؤكد ان فلسطين مع كل العرب وفي قلوب كل العرب ..

وخلال هذه الرحلة التقيت برموز السلطة الفسطينية وبرمز الامن والرياضة الفسطينية اللواء جبريل الرجوب الذي يعتبر رجل المواقف الصعبة ويقف وراء كل صغيرة وكبيرة في الحركة الرياضية الفلسطينية ومهندس بطولة " من النكبة الى الدولة " صاحب الايادي البيضاء على جميع اللاعبين والرياضيين في الاراضي المحتلة وخارجها ويحسب له عودة الحركة الرياضية وانتشارها وخاصة في اخر عامين وينتظرها مستقبل مشرق بقيادته وحنكته الادارية.. والتقيت بنماذج كثيرة من الرياضيين وغير الرياضيين لكل واحد منهم له قصة ولكل واحد منهم ذكرى وكلهم اصبحو في مخيلتى ولن انساهم ابدا ومهما حييت وستبقى رحلة سفرى الى فلسطين احدى اهم المحطات في حياتي .

وفي هذه الرحلة سنحت لي الفرصة ب أ داء الصلاة في بيت المقدس وزيارتها للمرة الاولى وقد لاتكون الاخيرة باذن الله وزيارة الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل والموا ق ع الاثرية في المدينة ومدينة نابلس وبيت لحم بالاضافة الى الاستماع لمحاضرات كبار الاعلاميين التي اثرت العقول اثناء الملتقى والتجوال في الاسواق والمناطق المهمة في وسط رام الله .

كان الملتقى العربي للاعلاميين في فلسطين الحبيبة فرصة كبيرة ونافذ ة اطللت من خلالها على تجربة فريدة وثرية بكل ما تعنيه الكلمات من معاني ووجدت في شخصيا اختلافاعن الملتقيات الاخرى في المضمون والمعنى فقد قضيت اسيوعا خارج الكويت في حضن فلسطين حافلا ومليئا بالعروبة وسيبقى فيالذاكرة دائما ...